Facebook Pixel
كلمة في فن الأدب
1113 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

ما الحرص فى هذه الأيام السود على أدب اللذة، والبحث عن الشهوات ووصف القدر بأنه أحمق الخطا، من كتاب الحق المر للكاتب محمد الغزالي

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [470] : كلمة فى " فن الأدب "

عندما أدليت بحديث صحافى عن موقف الإسلام من الفنون لم اقترب خطوة من أحد، ولم أبتعد خطوة عن أحد!! كنت فى مكانى الذى لا أتزحزح عنه وهو تعليم الإسلام للجاهلين به والجاحدين له، والاعتماد فيما أقول على دراسات أئمة الإسلام وشيوخه الكبار... مع إحساس فى الوقت نفسه بالمحن التى يتعرض لها المسلمون والهزائم التى أذلت جانبهم!

ومن حقى أن أعجب لأناس يبحثون عن اللذة وأقوامهم يمرغون فى التراب أو يتغزلون فى النساء وأعراضهم تُغزى بنطف الكلاب كما يفعل الصربيون بفتياتنا !

قد تضحك أوروبا وأمريكا طويلا، لأنهما منذ قرون ينهبون ثروات العالم الثالث كما أسموا بلادنا! وبنوا مدنهم العظام على أنقاضنا، وهم فى حال من خفض العيش وجماح الانتصار يغريهم بالمزيد من المجون!

أما نحن ففى أوضاع تملى علينا مسلكا آخر! مسلكا لا يفكر أبدا فى إحياء أدب أبى نواس أو قلة أدبه!

لعل أدب الرثاء هو أولى الفنون بالإحياء فى أيامنا العجاف! قد تقول ما معنى أن تطلب منا البكاء؟ وما جدوى ذلك..

وأقول: إن بنى إسرائيل آثروا البكاء عند حائط المبكى حتى أقاموا لهم دولة وهم الآن ماضون فى خطتهم حتى يهدموا المسجد الأقصى ويقيموا هيكل سليمان..

وما أريد البكاء السلبى العاجز، فليس ذلك من خلق آبائنا فى جاهليتهم قبل الإسلام، فكيف بهم بعد ما شرفوا برسالته؟ يقول دريد بن الصمة عندما قتل أخوه :

تنادوا فقالوا أردت الخيل فارسا .. فقلت أعبد الله ذلك الردى..؟
فجئت إليه والرماح تنوشه .. كوقع الصياصى فى النسيج الممدد
فإن يك عبد الله خلى مكانه .. فما كان وقافا ولا طائش اليد..
كميش الإزار، خارج نصف ساقه .. بعيد عن الآفات طلاع أنجد...
قليل التشكى للمصيبات، حافظ .. من اليوم أعقاب الأحاديث فى غد!

انظر معالم هذه الرجولة فى فارس بملابس كشاف يعلوا الربى بنشاط رياضى جلد، لا يشكو ولا يتراجع، ولا يحب أن يذكر فى المجالس بما يشين!!

أى فن هذا؟! إنه فن بناء الأبطال! ولماذا لا يُتغنى به، وقد كانت الفتيات تغنى بما قيل من شعر فى معركة بعاث؟

إن فنون الأدب فى تراثنا كثيرة فما الذى يجعل أديبا كبيرا "كعبد المعطى حجازى" يأسى على أدب أبى نواس، ويتألم لأن البعض يريد إهالة التراب على شذوذه؟

ما الحرص فى هذه الأيام السود على أدب اللذة، والبحث عن الشهوات ووصف القدر بأنه أحمق الخطا.

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج4
كلمة حرة
نشر في 30 أيلول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع