Facebook Pixel
أسرار وراء تخلفنا
1248 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

ما هو سبب فشلنا؟ هل هي خطايا فاحشة تخالط التقاليد والتعاليم الإسلامية وتكاد تفقد الإسلام وجاهته ومكانته!

كتاب : علل وأدوية - بقلم : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [ 22 ] أسرار وراء تخلفنا

بدأت صناعة الطيران فى مصر والهند فى سنة واحدة، كما بدأت بحوث الذرة تقريبا فى السنة نفسها، وأكب علماء البلدين على القيام بأعمالهم، والاستفادة من التقدم الأوروبى فى هذا المجال. وبعد ربع قرن نجح الهنود فى إنتاج طائرة هندية، كما نجحوا فى صنع قنبلة ذرية!

أما عندنا.. فقد توقف مصنع الطيران بعد سنوات معدودة، وتجمد العمل فى وكالة الطاقة الذرية، وإلى الآن لم نخط إلى الأمام خطوة مقدورة!

ما سبب هذا الفشل؟ هل العقل الهندى أذكى من العقل المصرى؟ لم يقل ذلك أحد من المعاصرين أو الغابرين!

السبب أن استقرار الحريات فى الهند أتاح لكل ذى كفاية أن يعمل وأن ينجح.. وأن النظام الديمقراطى السائد أقام سباقا لا حواجز فيه بين أصحاب المواهب، فانطلقوا بين عوامل التقدير والتشجيع يخدمون أمتهم ويتبارون فى إعلاء شأنها.

والنظام الديمقراطى فى الهند (المتخلفة) جعل الحكومة المستولية على السلطة تجرى الانتخابات، فتسقط فيها، وتأتى بالسيدة المعارضة (أنديرا غاندى) لتحكم، وكذلك يتكرر الأمر مع السيدة نفسها فتضع مقاليد الحكم فى أيد أخرى لان الأمة رأت ذلك.

إن امرأة تحكم ومعها جهاز شورى دقيق أقرب إلى الله، وأحنى على الناس من مستبد يقف الغراب على شواربه، ويزعم أنه أحاط بكل شىء علما، وهو لا يدرى شيئا.

لقد وصف القرآن الكريم المرأة التى حكمت فى نطاق الشورى، وسجل كلمتها لقومها: (ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون). إنها تستفيد من كل خبرة، وتناقش القضايا على رؤوس الأشهاد لا بالهمس الجانبى والتآمر المريب.

وبهذا المسلك لا تقبر فكرة، ولا يتوارى رأى، بل تستفيد الشعوب من كل قدرة نفسية أو عقلية. أما فى ليل الحكم الفردى فإن الكلمة للقادرين على الزلفى، والساعين وراء مآربهم الخاصة.

وقد استغربت كيف نشأ عالم من الأكاذيب فى دخان هذا الحكم المشئوم..

عندما كانت الصناعة لدينا تتعثر، وأهل الدربة والتجربة يطاردون، وأصحاب الحناجر والمباخر يتصدرون، فى هذا الوقت وقف الرجل المسئول يخطب فى استعلاء وزهو يقول: إننا أصبحنا قادرين على صنع الإبرة والصاروخ!

وظهرت فى الصفحات الأولى لجرائدنا ومجلاتنا صور لصاروخى الظافر والقاهر.. فلما جد الجد تبين أن الحكاية كلها هوس، نسج خبالها الطيش والكذب، ودفعنا الثمن من دمائنا وأشلائنا، وسمعتنا وكرامتنا. كان الذى يعترض يطوى ذكره ويمحى أثره!

ولقد حدثت مذبحة فى ميدان القضاء عصفت بعشرات من الرجال العدول ذوى الصلابة والنزاهة، فكيف عرض الخبر على الناس؟ عرض على أنه أكبر حركة إصلاح بين رجال القضاء!

إن الحكم الفردى يملك دائما أكبر جهاز للأكاذيب.

وانتقلت الأوهام من ميدان الصناعة إلى ميدان الزراعة، ومنذ ربع قرن سمعت دق الطبول لكشف لم يسبق له مثيل، أن هناك واديا آخر للنيل تم العثور عليه فى الصحراء، واتخذت الإجراءات لبدء استغلاله.. وانتظرت مع المنتظرين (دون جدوى)!

ثم قرأت كلمة لنقيب الزراعيين السابق (شكرى أيوب) كشف فيها عن حقيقة ما يقال فى هذا المجال. قال : إن الرقعة الزراعية فى مصر حسب آخر الإحصاءات هى خمسة ملايين وتسعمائة ألف فدان. ولكن فى السنوات الأخيرة حدثت مزايدات حول المساحة التى يمكن أن تنضاف إلى هذه الرقعة بدأت على هذا النحو.

ثلاثة ملايين فدان فى الوادى الجديد ذكرت أيام الرئيس الراحل عبد الناصر! ثم ستة ملايين فدان فى الجنوب الغربى لمصر تزرع من مياه جوفية لا نهاية لها! ثم خمسة عشر مليون فدان تتم زراعتها فى سيناء بجرة قلم..! ثم ثلاثة ملايين فدان فى الساحل الشمالى "مطروح وما جاورها"..! ثم خمسة وعشرون مليون فدان تتم زراعتها فى الصحراء الغربية (بالتكنولوجيا) الأمريكية ..الخ.

والحقيقة أن الرقعة الزراعية التقليدية تنكمش، وأنها تنقص نحو سبعين ألف فدان كل عام، وإذا لم نستصلح ما يعوض العجز فستكون المساحة المزروعة أقل من خمسة ملايين فدان..!

الغريب أن حبل الكذب قصير، ولكنه فى مصر يطول ويطول حتى يباغت الناس بأنهم على الحضيض!

أكان ذلك يحدث لو سمح لكل لسان أن يقول، ولكل تعقيب أن يظهر؟ إن كبت الرأى الآخر جريمة، واستغناء الحاكم بنفسه وحواشيه فتنة كبرى وفساد عريض..

والاستبداد السياسى قديم قدم التاريخ البشرى، بيد أنه اتخذ أشكالا جديدة فى هذا العصر، كان (جنكيز خان) أو (هولاكو خان) معروفين بالجبروت، وكما يعرف الذئب بأنه ذئب، والنمر بأنه نمر يعرف الحاكم المستبد بأنه صاحب سطوة لا يعترضها شىء، وأن فى مقدوره اجتياح الأموال، وإزهاق الأرواح دون مساءلة.

واللون الدينى للاستبداد لا يغير من طبيعته، هناك فرد مصاب بجنون العظمة، وعبادة نفسه، واتته أسباب القوة بطريقة لما فانطلق يهلك الحرث والنسل، وهو قادر على تطويع الدين لهواه إذا كان ينتمى إلى دين ما، وإلا فدينه الأثير الاستعلاء والاستعباد..!

ومع جهود الإنسانية فى مقاومة طغيان الحكم الفردى تغيرت أساليب المستبدين فى إشباع نهتهم وفرض سلطتهم.

وقد رأينا الشخص يستولى على الحكم بانقلاب عسكرى مثلا، وخلال أمد محدود يتحول حكمه العسكرى إلى حكم مدنى مهدت له انتخابات مزيفة.

ثم تسمع هذا الشخص يقول: إن الشعب منحنى ثقته! إن شعبى حملنى مسئولية قيادته! إن هتاف الجماهير لى يزيدنى حرصا على إجابة رغبتها فى تولى الحكم.

ثم يمضى هذا الحاكم فى طريقه يبغى تحويل كل شىء فيتدخل فى الإعلام وفى القضاء وفى الجامعات والمجامع، وفى الأمن والتموين وفى ميادين التجارة والتعمير وفى كل ما أمكن من شئون الحياة الخاصة والعامة، حتى يضمن بقاء الأمور فى يده، واستخفاء المعارضين من طريقه، واستقرار اليوم والغد له ولأذنابه..!

ثم تنشأ عندئذ عواصف عاتية تقتلع الأخلاق الشريفة والتقاليد النبيلة، فيعلو السفلة والإمعات، ويتضعضع أهل الفكر وتركد ريحهم وترفض عملات ذهبية، وتروج عملات لا رصيد لها، لأن إمضاء الحاكم عليها..!

وهذا الحاكم عالم بكل شىء، وقدير على أى شىء، وربما يكون عاجزا عن حل معادلة جبرية عادية، ثم يعرض عليه ملف (اينشتين) فينظر فيه بازدراء، ثم يقول: هذا الشخص معارض لنا، أو هذا الشخص لم يسمع منه ثناء علينا! كان يجب طرده من وظيفته، ولكن ـ عطفا منا عليه ـ ينقل إلى العمل بإدارة المخازن! ثم تنشر الصحف نبأ ترقية (اينشتين)، وعطف الرئيس عليه..!!

والاستبداد بأساليبه الجديدة سبق الاستبداد القديم بمراحل، فعندما أراد الملك فاروق قتل حسن البنا دس عليه من اغتاله فى جنح الليل بعيدا عن دائرة القانون.

أما الرئيس الحر قائد الأحرار فعندما أراد قتل زعماء الإخوان المسلمين شكل محكمة علنية قتلت ستة منهم بجرة قلم.

وباركت الصحافة (الحرة) هذا العمل، وحيت القضاء العادل!!

ومعروف أن الاستبحار العلمى سمة هذا العصر، وأن الأمم تتنافس فى استكشاف أسرار الأرض والفضاء، وتستغل حصائل هذا السباق فى دعم كيانيها المادى والأدبى.

غير أن انعدام التقدير واختلال الموازين يرميان الهمم بالتعود ويحملان الرجال على اليأس فكثير من العلماء لا يعمل فى مجال تخصصه، وكثير من العاملين لا يلقى الحفاوة الواجبة.

وفى حديث للدكتور إبراهيم بدران نشر أخيرا قرأت أنه فى كل سنة يحصل 400 مصرى على الدكتوراه من مصر والخارج وفى كل سنة يهاجر من مصر 400 مصرى من حاملى شهادة الدكتوراه (!) وأن هناك 80 حاملا للدكتوراه فى صناعات الغزل والنسيج لا عمل لهم فى ميدانى الغزل والنسيج! فى أى ميدان يعملون؟

ثم هناك شكوى تشبه الأنين من تجاوز الكفايات وإهمالها وتفضيل غيرها عليها..! لقد فوجئت بترشيح طبيب مصرى لجائزة نوبل، لم أسمع باسمه من قبل، كنت أسمع بأسماء الأطباء المشتغلين بتحديد النسل، أو المسبحين بحمد الرؤساء.

غير أن الذين يقدرون العلم المجرد ـ من وراء حدودنا ـ وضعوا أيديهم على اسم الطبيب النابه وقرروا تكريمه.

إن الأوضاع السياسية فى عالمنا العربى تتأخر عن الأوضاع السياسية فى العالم الحر عدة قرون.

وأثر الاستبداد السياسى فى تعويق العمران وتخدير النشاط الإنسانى معروف، ومن خمسين عاما أو يزيد والدمار الحضارى يجتاح العالمين العربى والإسلامى، ويبعثر العلل فى نواحيهما المختلفة إلا أن هناك أثرا آخر لذلكم الاستبداد يجب فضحه، فإن الاستعمار لما اشتبك مع المسلمين فى أقطار كثيرة، وشرع تحت ضغط المقاومة الدائمة ينسحب من هنا وهناك رأى أن يغطى انسحابه بحكومات تحقق مآربه، وإن كان عنوانها قوميا بحتا.

وتأكدت هذه الخطة بعدما ظهر أن النظام (الديمقراطى) منح الإسلام فرص الحياة، وأتاح للشعوب أن تتمسك به وأن تعود إليه.

عندئذ بدا أن (الانقلابات العسكرية) أفضل أداة لسحق التعلق بالإسلام وتدويخ المطالبين .

ولن تعدم القوى المعادية للإسلام بعض الشباب العابد لنفسه، المحتبس فى مطامعه، المفتون بنزعات مستوردة من الشرق أو الغرب، ليقوم بهذا الدور الخئون.

وانتشرت بدع الحكم العسكرى فى أغلب الأرجاء، وأمكن تغطية أظافره وحوافره بقفازات من المظاهر الديمقراطية الكاذبة، ودخلت الجماهير المؤمنة فى صراع رهيب مع حكام يرنون بعيونهم إلى الشيوعية أو الصليبية، ويطوون صدورهم على كره شديد للإسلام وأهله.

وبهذا الاستبداد الجديد زاد التأخر الحضارى للمسلمين كما ازداد التفلت من قيود العقائد والأخلاق، وتضاعفت العلل التى تعمل فى كياننا.

وجاءت من الخارج نجدات لدعم اقتصاد منهار، أو تخلف مخز! ولكن شرط استمرار هذه النجدات هو الاستمرار فى سحق الإسلام والبعد عن مناهجه ولو أن إحصاء دقيقا نشر عن الخسائر الإسلامية بدءا من مصطفى كامل إلى أنور السادات لكانت الحقائق مفزعة، والغريب أن الإسلام لا يزال حيا برغم ما كابد ويكابد من إهانات وجراحات، وبرغم ما قدم ويقدم من ضحايا وشهداء.

لما كنت أحد الذين يعملون فى الميدان الإسلامى فقد لفتت نظرى أمور أجد من الإثم كتمانها، لقد ظهر لكل ذى عينين أن الاستبداد السياسى هو قاتل الإسلام، ومغتال رجاله، والماكر الأخبث بقضاياه وآماله، ومع ذلك فإن عصابات كبيرة من المنتمين للدين باردة المشاعر بإزائه، كسول أو جبانة فى التصدى له.

وربما استرسلت فى حديث عن حمل المسبحة أو سنة حمل العصا (!) وربما التهبت مشاعرها فى حديث عن شعر المرأة أهو عورة مغلظة أم مخففة؟ وربما اشتبكت فى صراع قاس حول تلاوة القرآن قبل صلاة الجمعة.. إلى غير ذلك من القضايا الثانوية أو الثالثية!

أما حقوق الإنسان، وضمانات القضاء العادل، وتوفير الحريات الأساسية وكسر كبرياء الجبابرة، وتحريم الحبس أو الاعتقال الإدارى ومراقبة المال العام تحصيلا وإنفاقا.. إلى آخر ما يضبط العلاقات بين الحاكم والمحكوم فهذا شىء كأنه خارج عن نطاق الفقه الإسلامى.

وقد لاحظت بحزن أن الأقليات السياسية التى تولت الحكم بطريق التزوير هى التى قتلت حسن البنا، وطوحت بنا فى المنافى البعيدة، ومع ذلك فإن لفيفا كبيرا من المتدينين لم يخاصم مزيفى الانتخابات، ولم يبال بغياب الحريات السياسية.

الحقيقة أن هذه العصابات البليدة لا تعرف الدين ولا تؤمن عليه، بل إننى أطلق القول دون حذر، إنه حيث يخف الفكر ويرجح الهوى فارتقاب الإسلام عبث! نعم.. لا دين مع ضعف العقل، وغش القصد، وإن طال الصيام والقيام.

هؤلاء الناس امتداد فى تدينهم للجيل السابق، الجيل الذى سقطت فيه الخلافة، وخان العرب الترك، وظلم الترك العرب، وانقطع ما أمر الله به أن يوصل، ووجد الاستعمار فيه المجال ليعبث بنا كيف شاء.

وهذا الجيل الذى ورثناه أثر لجيل سبقه احتوى من أسباب الانحراف ما شرد به بعيدا عن الصراط المستقيم.

إن بغاة الإصلاح لا يرتبطون بمفاهيم أو تقاليد قريبة وإنما يرتبطون بالمنبع الأول، والتطبيق الراشد المأثور عن سلفنا العظيم، ولم يكن فيهم من تفرعن فى الحكم أو افتات على الأمة، أو أراد الحياة الدنيا وزينتها.

وقد وقعت أزمة الحكم فى أيدى أشخاص ليس لهم تقوى أو شرف، فأسفوا واعوجوا كما أن أمتنا برحت بها على طول التاريخ علل مقعدة، فسقطت دون المكانة المأمولة لها.

ومن المتدينين من يعجز عن إدراك شىء من هذا كله، فهو يتعلق بالإسلام على ضرب من السذاجة والقصور، ولو قيل له: حدثنا عن تصورك للإصلاح السياسى لرجع إلى (الأحكام السلطانية) للماوردى يستفتيها فيما كان ويكون.

وقد راعنى ما وقع من بعض علماء الدين فى هذه الأيام! أننا فى أوائل القرن الخامس عشر وأعقاب القرن الرابع عشر للهجرة نرزح تحت سلطات مبيرة، أهلكت الحرث والنسل. وقد كادت تزول مدن إسلامية من ضراوة الاستبداد السياسى.

وما وقع لـ (حماة) أنكى مما وقع فى (بيروت) العربية المسلمة، وقد تواطأ الإعلام العربى على الصمت المهين بإزاء هذا البلاء المبين.

فى هذا الوقت الذى أكل فيه الاستبداد أمتنا تسأل عمامة كبيرة عن حكم الشورى فى الإسلام فيكون الجواب: يحسن بالحاكم أن يستشير، وعلى أهل الرأى أن يقولوا ما عندهم، وللحاكم بعدئذ أن ينظر فيه (!) فإما قبله، وإما رده، وله أن يمضى على ما يرى وحده (!).

هذا الكلام لو قاله أحد الغوغاء فى قُطر آخر لضرب على فمه، واستبعد من عداد أهل الرأى والثقة، ولكنه فى ميدان الغش الدينى والعبث بالإسلام يقال على أنه دين.

إن هذا الكلام قاله بعض الأقدمين دعما لحاكم بأمره أيام انهيارنا التاريخى، فبأى عقل يقال فى هذه الأيام؟

وإذا كان الحكم الفردى قد وجد قديما من يصطنع الفتوى له، أفما يستحى من يرى أمته تحت أقدام الطغاة ثم يرسل هذا اللغو؟

والاستبداد السياسى فى أقطار كثيرة يمهد لفرية استعمارية خبيثة، تقوم على أن الأديان كلها وجوه مختلفة لحقيقة واحدة، وأنه لا فرق عند التعمق بين التوحيد والتعديد والمجوسية واليهودية والإسلام والنصرانية!

وأنه يجب تجاوز الخلافات السطحية بين هذه الملل جميعا. وقد وجدت هذه القالة السخيفة رواجا لها بين زعماء (إندونيسيا) واستطاع التبشير العالمى أن يخلق لها قدمين تمشى بهما فى الناس. ثم تبنى هذه الأكذوبة من لا وزن له فى ميدان الفكر، أهواؤه تغلف حياته الظاهرة والباطنة، وفى لحظة هوس قرر أن يبنى مجمعا للأديان فى سيناء (!)

وزمرت الصحافة وطبلت لهذه الخاطرة المخبولة،، وفى عيد من الأعياد رأيت صورة لهذا المسئول فى (وادى الراحة) قريبا من المكان المعد لبناء المجمع الموعود. لم أجد حاخاما معه ولا كاردينالا، ولا كاهنا بوذيا أو هندوكيا.

الشىء الوحيد الذى وجدته مع هذا الشخص واحد من الشيوخ الأذلة يتبع سمسار التبشير العالمى، ويقدم موافقة الإسلام على المجمع المقترح!

إن الحكم الفردى فعل بنا الكثير، وأصاب ديننا فى مقاتله، ولولا أن الله كتب البقاء لهذا الدين لأمسى رفاتا تحت الثرى، لشدة ما يلقاه من كيد الجبابرة والفراعنة.

ومع ذلك تجد رويبضة يتحدث فى الإسلام، فيصدر الفتوى بأن للحاكم أن يمضى على رأيه، غير متقيد بأجهزة الشورى، ولا خاضع لتوجيهها. والعالم كله يعرف عن الحكام فى دار الإسلام ما تسود له الوجوه، ويلحق الشين بتراث محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ووحيه ومكانته.

إن أخطاء كثيرة، بل خطايا فاحشة تخالط اليوم التقاليد والتعاليم الإسلامية وتكاد تفقد الإسلام وجاهته ومكانته. وما سقته آنفا مثل وحيد من أمثلة شتى، وقد أخذ الله علينا الميثاق أن نبين ولا نكتم. ولذلك ألفت وأؤلف، وأنا راغب إلى ربى بهذه الصحائف، رجاء أن تكون تكفيرا لسيئاتى، ونورا يسعى بين يدى يوم الحساب.

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالى #علل_وأدوية
كلمة حرة
نشر في 10 تموز 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع