961 مشاهدة
0
0
إن الذي خلق الحياة مغلقة بأسرار كثيفة أبى أن يجعل الحياة لغزًا معضلاً لمن يمرون بها، فجعل الدين مفتاح الإغلاق، وجعل القرآن مصدر الدين، وجماع تعاليمه من الأزل إلى الأبد
والنبي الذي جاء بهذا الكتاب، يعلم أنه جدد الدين الأول، وأقام ما انهدم من أركانه، وأوضح ما حال من معالمه، ومن ثم يقول: " لقد جئتكم بها بيضاء نقية، ولو أن موسى حي ما وسعه إلا اتباعي"نعم.. ولو كان عيسى حيًّا ما وسعه إلا اتباعه، وكذلك يطرد الحكم مع سائر الأنبياء؛ فإن الرسول الخاتم ـ صلى الله عليه وسلم ـ جاء منفذًا لتراث الذين سبقوه، وبانيًا على قواعده، وملتئمًا مع أهدافه.
وكتابه أدق تعبير وأصدقه في بيان ما قال نوح لقومه وما قال إبراهيم لقومه، وما هدى به كل نبي في الأولين أمته.
إن القرآن هداية الله للحياة كلها. إن كانت آيات الكون صامتة يستنبط الناس منها الفكرة، ويستخلصون منها العبرة، فآيات القرآن ناطقة تعرف الناس بربهم، وتتولى إليه قيادهم...
وإن كان الله قد خلق هذا العالم الكبير، وأسكن أبناء آدم جانبًا منه، ومنحهم الأبصار النافذة المشتاقة إلى تعرف ما بين يديها وما خلفها؛ فهو- جل شأنه- لم يتركهم حيارى يخبطون في بيداء ليس لها دليل، كلا، إن معهم الدليل الهادي إلى الخير، الخبير بالمشارب** والدروب، الذي لا يضل ولا يزيغ .
نعم . معهم هداية الله التي توارث الأنبياء إبلاغها، وأجهدوا أنفسهم في نصح الناس بها. تلك الهداية التي صحبت الركب الإنساني من بداية الطريق، ثم تدرجت في أطوار شتى مع التاريخ السائر الدؤوب، ثم انتهت إلى صبغتها الأخيرة ووضعها الثابت في ذلك الكتاب العزيز، ثم كتب لها الخلود لتبقى أبدًا منارة الحق، ومثابة الرشد!!
إن الذي خلق الحياة مغلقة بأسرار كثيفة أبى أن يجعل الحياة لغزًا معضلاً لمن يمرون بها، فجعل " الدين " مفتاح الإغلاق، وجعل " القرآن " مصدر الدين، وجماع تعاليمه من الأزل إلى الأبد.
كتاب نظرات في القرآن
** في الأصل: بالمشابه
نشر في 07 أيّار 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع