1402 مشاهدة
0
0
نقول ذاك اليوم، ونعني بها الأمس القريب ولكن ان كبرت في العمر تصبح كلمة ذاك اليوم تعني منذ عشرين سنة لا قيمة للأيام التي مضت
نقول " ذاك اليوم" أو " هذاك اليوم" في العراق، ونعني بها الأمس القريب...المدة الزمنية القريبة، ويختلف تقدير هذه المدة حسب عمر الشخص...عندما كنت طفلا كانت العبارة تعني " أول أمس" تحديدا. لا معني آخر لها.
مع الوقت، يصبح الأمر أكثر مرونة..تتقبل أن " ذاك اليوم" تعني الأسبوع الماضي...أو الشهر الماضي...
عندما كنت في العشرينات من عمري، كنت استغرب كيف أن خالتي كانت تتحدث عن حدث ما، فنسألها متى حدث هذا، فتقول " ذاك اليوم"..وعند التدقيق يكون الأمر قبل عشرين عاما.
اليوم، أنا أيضا أرى ما حدث قبل عشرين عاما، كأنه " ذاك اليوم". كما لو أن السنوات تقل هيبتها كلما تقدمت في العمر، " العشرين عاما" كانت تبدو مهيبة مخيف لابن العشرين، لأن العشرين كل عمره، لكن الأمر لا يعود كذلك وقد ضم للعشرين عشرينا أخرى..و أكثر..
******
تذكرت هذا لأني شاهدت اليوم فيديو منتشر عن رجل في التاسعة والتسعين من عمره، لكنه توقف عن العد، لا يعرف كم سنه..يقول له ( ربما حفيده): كم تعتقد عمرك؟
يقول الرجل: 79؟
يرد الحفيد: أكثر.
يقول الرجل: 89؟ ( يزيد عشرة ، فالأرقام لا تخيفه).
يرد حفيده: أعلى.
يستغرب الرجل ويستمر في الزيادة -هذه المرة سنة سنة- وهو مستغرب جدا.
يقول وهو مستغرب: كيف مرت هذه السنوات بسرعة؟ كيف كبرت هكذا؟
يقول له حفيده بمكر: الوقت يمضي بسرعة عندما تقضيه في المرح.
ثم يصل إلى سنه : 98 سنة....ستصبح 99 في الصيف القادم.
ثم يكمل: السنة القادمة ستكون في المائة.
يرد الرجل: سأكون في المائة؟ لا بد اني سأصبح عجوزا لعينا آنذاك.....
*****
ذلك الرجل المرح المستغرب من فوات السنوات بهذه السرعة، يعبر عنا جميعا في لحظة ما...عندما تنظر إلى ما مضى وتستغرب كيف مر كل ذلك...كغمضة عين..أيام معدودات...
*****
لقد عشنا حقا...ذاك اليوم..
نشر في 03 تموز 2018