Facebook Pixel
516 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

لو أن قلبي كان رجلاً، لكان على الأكثر رجلاً يريد أن يصلح حاله لربما كان متشرداً، يدور بين المدن والقرى يبحث عن شيء ما

.. ولو أن " قلبي " كان رجلاً ، لكان على الأكثر رجلاً يريد أن يصلح حاله ..
لو أنه كان رجلاً ، لربما كان متشرداً ، يدور بين المدن والقرى ، يبحث عن شيء ما ، يعيد الطمأنينة إلى قلبه ..
.. ولو أن " قلبي " كان رجلاً ، لكان لون بشرته مثل لون الأرض ، لوَّنها الكدح والعناء ، وحرث فيها الأمل والعمل .. وانتظرت ، وانتظر ، أن يزهر الثمر ..
لعله زنجي أسمر ، قلبي ، اختطفه قطاع الطرق - وهو طفل - ذات عصر ، وباعه النخاسة في عصر آخر ، وامتلك حريته بعد جهد جهيد في عصر لاحق .. وظل يبحث عن أمه التي كانت .. ويدور بين القارات ، وهو يبحث ، ويبحث ..
.. تحت المطر ، يدور قلبي في الشوارع ، تحت المزاريب ، دونما معطف .. دونما مظلة ..
حضن أمه الذي يبحث عنه ، هو طمأنينته المفقودة ، هو دفء حضنها في السرير ، وطعم حنانها الذي لم يفارق روحه رغم القرون ..
.. الطمأنينة ، هي داؤه ودواؤه .. هي غذاؤه وترياقه ..
ولو أن قلبي كان رجلاً ، لما كان مراهقاً ولا غراً ، حتى لو دار في الشوارع وكتب على الحيطان ..
بل إنه قد يكون شيخاً حكيماً ، لم تمنعه حكمته - بل إن حكمته هي التي جعلته يعلن عن حاجته إلى الطمأنينة وذهب إلى الطبيب يشكو له ، فقال له الطبيب : إن قلبك لا يزال على قيد الحياة ..
.. لو أن قلبي كان رجلاً ، لكان ممتناً جداً لإبراهيم ، الذي قال " بلى ولكن ليطمئن قلبي " .. لأنه اختصر حكايته .. وما اعتبر بحثه مراهقة أو نزقاً .. أو زللاً ..
ولو أن قلبي كان رجلاً ، ينتقل من قطار إلى آخر ، في المحطات النائية ، لكتب شيئاً ما ، على نافذة القطار ، على البخار المتراكم عليها ، قبل أن يغادر القطار إلى آخر ..
لو أن قلبي كان يكتب ، لكتب : شكراً إبراهيم ..
التوقيع : قلبي .

من "القرآن لفجر آخر"
د.أحمد خيري العمري
نشر في 01 تموز 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع