ليست المشكلة في الروتين.. وإنما الحياة من دون هدف!

ترجمة أغنية أجنبية رائجة عن اليوم الذي سبق مجيئك كلمات الأغنية تتحدث عن رتابة الأيام التي تتكرر كل يوم، ما العبرة منها؟

في مطلع الثمانينات ، كانت هناك أغنية أجنبية رائجة عن "اليوم الذي سبق مجيئك""The day before you came" ، كلمات الأغنية تتحدث عن يوم رتيب عادي ، ذلك اليوم الذي يتكرر كل يوم ، الساعة الفلانية استقل القطار ، أقرأ الجريدة ، أصل العمل ،..أوقع الأوراق ،...الساعة الفلانية أتناول غذائي ، أعود لأستقل القطار ، أتناول العشاء وأنا أشاهد حلقة من "دالاس" ، في الساعة الفلانية أخلد إلى الفراش وأقرأ بضعة صفحات من الرواية الأكثر مبيعا...وأنصت قبل النوم لوقع المطر على السقف...كل يوم كل يوم ، اليوم الذي سبق مجيئك..
كنت صغيرا وعلى أبواب المراهقة ، وكنت أفهم الكلمات جيدا ، لكن شدني أن اللحن حزين جدا ، بينما افترضت أن يكون أكثر حيوية ..بمعنى : كل هذه الرتابة تغيرت ، فلم الحزن إذن؟
سألت السؤال لمن كان أكبر مني..فكان الجواب بديهيا : بالتأكيد اللحن حزين! على الأقل كانت تنام جيدا وتأكل جيدا ، لا نعرف ماذا حدث لها بعد مجيئه!
********
ضمن كلمات الأغنية توجد جملة خارقة ..
It's funny, but I had no sense of living without aim
غريب أنني لم أشعر أني أعيش بلا هدف ..اليوم الذي سبق مجيئك..
***********
ليست المشكلة في الرتابة قط.
ليست المشكلة في الروتين أبدا..
المشكلة هي في أن تكون الحياة بلا هدف..
وهذا هو الفخ..
يمكن لحياة رتيبة ، أو تبدو رتيبة ظاهريا ، أن تكون مليئة بالإبداع ، يمكن لتلك الرتابة أن توفر الوقت والاستقرار اللازم للانتاج..يمكن أن تساهم في الوصول إلى نوبل (حياة نجيب محفوظ كانت رتيبة جدا بهذا المعنى ، كان موظفا حتى التقاعد ، يذهب في وقت محدد إلى المؤسسة الحكومية التي عمل فيها ويخرج في وقت محدد ، ويكتب 3 صفحات في اليوم ، كل يوم ، كل يوم...)
********
لا نعرف حقا مالذي حدث لها بعد ذلك..
لكن اللحن الحزين لا يبشر بخير!..ربما كانت تريد القول أن اليوم الذي سبق مجيئك كان أفضل بكثير ..!
*********
المشاعر الحقيقة هي تلك التي تزيدنا قوة..
لا التي تضعفنا ..