2858 مشاهدة
1
0
شحرور الأندلـس ذو الصوت الساحر و مهندس الفنون والموسيقا واللباقة ولد في الموصـل ونشأ في بغـداد من هو؟
زريـاب .. شحرور الأندلـس ذو الصوت الساحر .. و مهندس الفنون و الموسيقا و اللباقة ..زريـاب ..أبو الحسن علي بن نافع 789 - 857 .. ولد في الموصـل و نشأ في بغـداد و تتلمـذ على يـد الموسيقـي الشهير إسحاق الموصلـي الذي كان منشـد البلاط الأول للخليفـة العباسي ... و عن طريقـه تم تقديمـه بين يدي الخليفـة هارون الرشيـد في أحد الأيام ليسحره صوته الرائـع و يعجب بفنـه .. مما أثار حسد أستاذه الموصلي فتوعده ... فاضطر زريـاب لترك حبيبتـه بغـداد حاضرة الدنيا و زهرتها ... و هاجر بعيداً ليجوز المسافات و يصـل الأندلـس .. و ينشد في حضرة أميـرها الأمـوي عبد الرحمـن الأوسـط .. و الذي أعجب بفنه و أحسن منزلتـه ...
و في الأندلـس انطلق زرياب في مسيرته الموسوعية .. في الموسيقا و الشعر و الفنون ... و أصبحت الأندلس معه أندلسـاً أخرى .. فقد نقل إليها أبهة بغـداد و عظمـة الشرق ... و بدأ يعلم الناس الأساليب الراقية في كل شيء .. كتحضير الطعام و تزيين الموائد .. لكيفية التزين و ارتداء الملابس الزاهية و استخدام العطور و ترتيب الزهور و الحدائق ... و طور في آلات الموسيقى و أضاف وتـراً للعود ..
كما أنه كان صاحب اختراعات مهمة .. حيث يقال بأنه أول من ركب مزيل الروائح ( الديودران ) الذي نستخدمه اليوم .. كما ركب ما يشبه معجون الأسنان .. و وجه الأندلسيين ليرتدوا ملابس معينة للصيف و أخرى للشتاء .. و ملابس لليل و أخرى للنهار .. و وضع أسساً للمعاهد الموسيقية و طريقة أكاديمية لاختيار الكفاءات و المواهب ...
يعتبر البعض أن زرياباً كان من أهم الأسباب لترف الأندلـس و سوء أحوالها لاحقاً بعد أن انشغل الناس في متعة الحياة و جمالها .. إلا أنه لا يمكن لمصير أمة أن يتعلق برجل واحدٍ و لا بعمله ... بل هي تراكمات كبيرة من الأحداث و الشخوص و تقلبات الدهر و أخطاء السياسة و الحرب و التنظيم ... و يبقى زرياب شخصية فذة و عقلية مبتكرة غيرت الكثير . ..
نشر في 05 آذار 2017