Facebook Pixel
لوحة آكلي البطاطا
2389 مشاهدة
1
1
Whatsapp
Facebook Share

سوف نتعمق عن الفن والفنان كيف يرى اللوحة ويقرؤها من خلال نظرته عن الانسان والحياة, مع الفنان فينسنت فان جوخ على مائدة أفضل أعماله كما وصفها بلوحة آكلي البطاطا

العمل الثاني من مشاركتنا لرؤية @Walaa Nabulsi لمجموعة من لوحات فنانين مختلفين وكيف يرى اللوحة ويقرؤها من خلال نظرته عن الانسان والحياة

02 - آكلي البطاطا - فان غوغ

بقلم Walaa Nabulsi

يستضيفنا فينسنت فان جوخ على مائدة أفضل أعماله كما وصفها هو, لوحة "آكلي البطاطا" لنلتهم بأعيننا وجبة ألوانٍ وخطوطٍ متنوّعة خلافاً لوجبة عائلة اللوحة المؤلّفة من البطاطا فقط. يُقال أنّ أقصر طريق إلى قلب شخصٍ يمرّ عبر معدته, ودوماً ما كان الطعام هو الرابط الأقوى الّذي يجمع الناس إمّا لتناوله أو للبحث عنه, حتّى العلاقة بين الحيوانات تربطها سلسلة غذائية إنْ انكسرت انكسر معها ميزان الطبيعة, والفم هو من أوائل أجزاء الجسم الّتي يتعرّف عليها المرء وبواسطته يحاول التعرّف غريزيّاً على الأشياء الملموسة في أوّل حياته, وأظنّ أنّ الغاية من القُبلة ومن التقبيل عند الإنسان والحيوان هي كسب ثقة الّذي نقبّله في اللاوعي عنده حين نقرّب منه فمُنا ونلمسه به دون أن نأكله أو نعضّه فنكسب ثقته!

ألوان اللوحة وخطوطها متناسقة وكأنّها عائلة على مائدة الطعام كالعائلة في اللوحة الّتي تتألّف من الوالدين وثلاثةٍ من الأبناء يتحلّقون حول طعام العشاء, وجوه شخصيّات اللوحة تشبهنا وكأنّ فان جوخ زار بيوتنا جميعاً وتعشّى معنا رغم اختلاف ثقافاتنا, نتمعّن في الوجوه فتستوقفنا تعبيراتها وكأنّها لم تُرسم بل اتّخذت طريقها إلى الوجوه بعد الرسم, وقد نجد أن تلك الوجوه تخلو من الوسامة, ولكن من قال أنّ الجمال يكمن في الوسامة؟ فقد يأتي الجمال من أشكالٍ غير محدّدة الملامح كشفق القطبين أو الحلم أو الطموح, وقد يكون القبح _كلّ القبح_ في أشكال منمّقة كنجمة داود وأرتال الجيوش, فالجمال يكمن في ما خلف الشيء أو ما يعبّر عنه وليس في الشيء نفسه.

نجد أنّ ربّة المنزل تقوم بسكب الشاي _الآتي من حيث وُلد غاندي_ في الفناجين وكأنّ هذا تعبيرٌ عن أنّ بعث الدفء والسُقيا _كبني هاشم في مكّة_ من نصيب الأمّ, ونرى الأبّ يطلب المزيد من الشاي ليستمدّ منه بعض النشاط والدفء بابتسامةٍ رغم أنّه منهكٌ من العمل طوال اليوم في الحقل إلّا أنّه يعلم أنّ زوجته أكثر منه إنهاكاً حيث عملت في البيت والحقل معاً, ونرى الابنة الكبرى تسأل أخاها الغير المكترث إن كان يريد المزيد من الطعام متوجّهة نحوه بعينين تحملان تساؤلاً وخوفاً ربّما, يبدو أنّ عقدة الأخت تّجاه الأخ منتشرة بين الحضارات, أو ربّما هي زوجته لا أخته كي يرتسم هذا التعبير على وجهها, نجد أنّ الابنة الصُغرى تعطينا ظهرها فلا نرى وجهها, وقد يكون فان جوخ قصد إخفاء وجهها لأنّها تمثّل المستقبل في العائلة, والمستقبل دوماً خفي ولكنّه سرعان ما يلتفت إلينا ليبتسم لنا أو يصفعنا بوجهه.
جلسةٌ حميمية لعائلة في كوخها الخشبي المُنار بمصباح الزيت, والعيش في كوخٍ خشبي يختلف عن العيش في سجن الجدران الاسمنتية, فالخشب كائنٌ حيّ والحياة داخل كائنٍ حيّ تبثّ فينا ذكريات منسيّة عن الحياة داخل أرحام أمّهاتنا الحيّة لمدّة تسعة أشهر, متمتّعين بالدفء والأمان.

كما نعلم فالطعام الأساسي في هولندا وشمال أوروبا عامّة هو البطاطا, وغالباً فقد زرعت العائلة البطاطا الّتي تتناولها على العشاء الآن, والسؤال هنا, متى نزرع نحن القمح الّذي نصنع منه غذاءنا الأساسيّ, الخبز؟ رسمها عام 1885

الثورة الفكرية
الثورة الفكرية
نشر في 29 آذار 2013
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع