
2656 مشاهدة
0
0
تساؤلات حول الفتح الإسلامي بأنه لم يكن غزواً تدميرياً .. و لا حروب الاسترداد عودة أرض لأصحابها بل كان شيئاً مغايراً
الفتح الإسلامي لجنوب فرنسا و الأندلس .. هل كان غزواً ؟لم يكن الفتح الإسلامي .. و بالتحديد للأندلس .. غزواً قهرياً للسكان الأصليين و إنما إزاحة للسلطة المتحكمة بهم و إطلاق الحرية للناس في اختيار المعتقد .. و تحريك عجلة الحضارة التي رأينا منتجها الإنساني الرفيع في الأندلس و أوربا نفسها ..
من الأدلة المهمة على ذلك أن سكان مدينة ناربون الفرنسية .. و التي كانت عاصمة سبتمانيا و مركز الفتح الإسلامي لجنوب فرنسا .. حاربوا إلى جانب المسلمين ضد حصار شارل مارتل لمدينتهم .. و كذلك فعل سكان مدينة أفينيون الفرنسية أيضاً .. علماً أن هؤلاء السكان قوط كما هو حال أهل الأندلس حين الفتح ..
من هنا نستنتج طبيعة من قام بحرب الاسترداد التي انتهت بسقوط غرناطة .. فقد كانوا شعوباً تتحدر من شمال فرنسا أو ممن سكنوا شمال ايبريا البعيد .. و لم يكونوا بنسبة غالبة من أهل الأندلس نفسهم من القوط حتى تسمى حرب استرداد ..
فالأمر بدأ مع شارل مارتل و بلاط الشهداء في جنوب فرنسا .. و شارل مارتل هذا ولد أصلاً في بلجيكا .. و هو من حارب الوجود الإسلامي في جنوب فرنسا و قام بتدمير مدينة أفينيون لأنها اصطفت إلى جانب المسلمين في الحرب ضده ..
و جاء من بعده ابنه بيبين القصير .. ثم حفيده شارلمان .. لينهوا الوجود الإسلامي تماماً في جنوب فرنسا حتى جبال البرنييه و يدعموا تشكيل الإمارات الصغيرة بين فرنسا و إسبانيا الحالية .. ككونتية أراغون مثلاً و التي تحولت لاحقاً إلى مملكة أراغون التي أسقطت مدن شرق الأندلس كلها مثل بلنسية و مرسية و غيرها ... و نفس الأمر بالنسبة لمملكة أستورياس في أقصى الشمال الغربي و التي أسسها غير القوط أي غير سكان الأندلس و تحولت لاحقاً لمملكة ليون ثم قشتالة و ليون و هذه الأخيرة هي من أسقط قرطبة و إشبيلية و طليطلة .. ثم باتحادها مع أراغون أيام إيزابيلا و فرناندو الملكان الكاثوليكيان .. أسقطت أخر المدن الأندلسية و أنهت الوجود الإسلامي عام 1492 بسقوط غرناطة ..
بالمحصلة ... لم يكن الفتح الإسلامي غزواً تدميرياً .. و لا حروب الاسترداد عودة أرض لأصحابها ..
نشر في 11 أيّار 2017

تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع