Facebook Pixel
فيلم الرسالة
1142 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

عن إبداع عبقرية العقاد في فيلم الرسالة، لقدرته على تقديم هذه التحفة التي تزداد قيمتها مع مرور الوقت مثل سجاد " كاشان" يزيد الوقت من سعرها بدلا من أن ينقصها

قبل أكثر من 40 عاماً، حضرته في قاعة السينما. تحديدا قاعة سينما بابل في شارع السعدون...في بغداد.
كان عمري سبع سنوات، أخذني والدي مع شقيقتي سيماء لمشاهدة " الرسالة" وكان يعرض لأول مرة في عيد الفطر. شاهدته بعدها مرات لا تحصى، ذهبت إلى السينما أيضا ( سينما الخيام) لمشاهدة النسخة الأجنبية منه...وعرض على ما أعتقد في سينما نادي المنصور وذهبت أيضا...وعندما عرض في التلفاز أول مرة ( وكان ذلك بعد فترة وجيزة من عرضه في دور العرض - ولم يكن هناك أجهزة فيديو بعد) قامت والدتي بتسجيل الفيلم لي على أشرطة كاسيت صوتية...كنت " أسمع" الفيلم..
قبل أن تتوفر أجهزة الفيديو وتتوفر نسخة من فيلم الرسالة، كنت قد شاهدته سبع أو ثمان مرات.
بعد أربعين عاما، يتكرر المشهد، عيد الفطر، آخذ أولادي، إلى فيلم الرسالة..
*******
كتبت عن تأثري بالفيلم سابقا، خاصة في مقدمة سلسلة " كيمياء الصلاة"..ربما لا نعرف الكثير عن مصائرنا فيما لم يحدث هذا الشيء أو ذاك في مقتبل حياتنا..لكني أعتقد جازما أن فيلم الرسالة كان له أثر حاسم في حياتي واهتماماتي ، وأن ذلك استمر بطريقة ما..حملت فيلم الرسالة معي دون أن أعي ذلك.. بعد أيام من الفيلم ذهبت إلى مكتبة الشموع في المنصور واشتريت مختصر سيرة ابن هشام...وقتها وجدت أن الفيلم أحلى بكثير...ولا زلت أعتبر أن الراحل مصطفى العقاد هو أفضل من قدم السيرة - بأي شكل من الأشكال- في عصرنا الحالي..
قبل أشهر صدر كتابي عن السيرة، أقول لكم بلا أي مبالغة، موسيقى فيلم الرسالة ( لموريس جار) كانت تعزف في رأسي في بعض فصول الكتاب،..ولا أعتقد أني كنت سأكتب عن السيرة...لولا فيلم الرسالة، هذا إذا كنت سأكتب أصلا لولا هذا الفيلم...
*****
الرسالة في صالات العرض مجددا، بعد أربعين عاما؟ وهل يمكن إلا أن أذهب؟ وآخذ أولادي كما فعل أبي ..ذات عيد لن ينسى قط..
ذهبت بخوف..خفت أن يكون الفيلم قد فقد بريقه أو تأثيره بفعل التقادم..خفت أن يمل الأولاد ويضجروا ( خاصة أنهم شاهدوه بالفعل في التلفاز)..خفت من طوله..بل خفت من الناقد في داخلي...
لكن ..الحمد لله...مع أول ظهور للصوت والضوء على الشاشة، بينما الفرسان الذين يحملون " الرسالة" يتفرقون في الصحراء، سكت الناقد في داخلي، واستحضرت الطفل المنبهر الذي كان مدهوشا بكل شيء في سبتمبر أيلول 1977..
خرجت من الفيلم وأنا أكثر تقديرا لعبقرية العقاد، لقدرته على تقديم هذه التحفة التي تزداد قيمتها مع مرور الوقت مثل سجاد " كاشان" يزيد الوقت من سعرها بدلا من أن ينقصها..
رأيت في الفيلم تفاصيلا لم يلحظها طفل السابعة..واحترمت أكثر وأكثر عبقرية العقاد في تقديم تفاصيل بعض الشخصيات على نحو مختصر ودقيق..نظرة من عين عتبة بن ربيعة أو كلمة على لسان أبي سفيان تعني الكثير وتختصر الكثير..
من الصعب جدا إيفاء حق منى واصف في الأداء، كذلك الأمر بالنسبة لأغلب الممثلين، حمدي غيث وعبد الله غيث ومحمد العربي...كلهم ممثلون كبار وموهوبون بلا شك، لكنهم هنا عثروا على أدوار عمرهم...( فيلم من إخراج العقاد وكتب السيناريو توفيق الحكيم وعبد الحميد جودة السحار؟!)...تفوقهم وإبداعهم في أدوارهم كان جزءا من سيمفونية إبداع قادها مصطفى العقاد...جزاه الله كل خير عن هذا " العمل الصالح" المستمر...
سيكون هناك من يعلق: لكن الفيلم فيه أخطاء تاريخية!
بالتأكيد. هذا فيلم. وليس مرجعا تاريخيا ( والمراجع أيضا فيها أخطاء، ما دامت من صنع بشر)..
لكن..
كيف يمكن الحديث عن أخطاء...في حضور كل هذا الجمال؟
******
لميس - 5 سنوات- قالت لي أن الفيلم أعجبها، وعندما سألتها عن أي شيء كان الفيلم، قالت لي باختصار : عن الله...
كانت قد شاهدت incredibles 2 في العيد أيضا...لذا فلا داعي للمقارنة...ربما بعد سنوات...
الرسالة فيلم سينمائي أخرجه المخرج السوري - الأمريكي العالمي الراحل مصطفى العقاد. يحكي الفيلم قصة الرسالة النبوية والاسلام.الإنتاجأنتج الفيلم من نسختين واحدة بالعربية وأخرى بالإنجليزية، أنتجه المخرج السوري العالمي مصطفى العقاد وكانت العربية من بطولة عبد الله غيث في دور حمزة بن عبد المطلب أما الإنجليزية فمن بطولة أنطوني كوين بنفس الدور. والبطولة النسائية الممثلة السورية منى واصف في دور هند بنت عتبة وأدت الممثلة العالمية أيرين باباس الدور نفسه في النسخة العالمية. وبلغت تكلفة إنتاج الفيلم للنسختين العربية والأجنبية حوالي 10 ملايين دولار أمريكي، وحققت النسخة الأجنبية وحدها أرباحاً تقدر بأكثر من 10 أضعاف هذا المبلغ. علما بأن الفيلم ترجم إلى 12 لغة. يشار إلى أن المخرج مصطفى العقاد تحصل على تمويل من الكويت و المغرب و ليبيا لإنتاج فيلم الرسالة.
د.أحمد خيري العمري
نشر في 19 حزيران 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع