رواية ساعة بغداد

عن رواية ساعة بغداد هي مرثية روائية لمدينة بغداد كتشبيه وردة تتفتح صباحاً في حديقة بيت مهجور

رواية " ساعة بغداد" هي مرثية روائية لمدينة بغداد ولطبقتها الوسطى على وجه الخصوص.
تقول إحدى شخصيات الرواية: أنتم الطبقة الوسطى التي يبني عليها المجتمع أركانه، ليس لديكم سلاح تدافعون به عن انفسكم أنتم الأرض الحرام لكل حرب، أنتم هدف سهل المنال لكل الأسلحة التي تتقاطع فوق رؤوسكم.
الرواية تتكلم بلسان فتاة ولدت في الثمانينات، نتابعها منذ طفولتها المبكرة وهي تحلم وتلعب وتعبر عن كل ذلك بلغة طفولية، ثم ننتقل إلى مراهقتها في التسعينات وتبدأ لغتها بالتغير، وندخل معها الجامعة بينما بغداد توشك على السقوط.
تقول البطلة مختصرة ذلك كله: أنا ونادية ولدنا في حرب السنوات الثماني، تعارفنا في عاصفة الصحراء، كبرنا في سنوات الحصار وحرب الخليج الثانية، تناوب على طفولتنا بالصواريخ والأسلحة المحرمة جورج بوش، وابنه جورج دبليو بوش، في حين أن بيل كلينتون والعجوز مادلين أولبرايت تكفلا بتجويعنا، وعندما كبرنا كان الجحيم يجلس في انتظارنا.
عادة ما تكون روايات الانتقال من المراهقة إلى النضوج coming of age مركزة على قضايا حسية تحتل مرتبة مهمة عند المراهقين، لكن رواية "ساعة بغداد" تربط بذكاء بين رحلة البلوغ ورحلة موت المدينة.
الرواية حافلة بمشاهد في غاية التأثير،.تحفر في الغدد الدمعية لكل من عاش تلك المرحلة في بغداد والشخصيات فيها مرسومة بعمق حتى لو كان مرورها عابرا في الرواية..
فكرة "الطبقة الوسطى" فيها واضحة وموظفة على نحو فني مقنع جدا، نرى بجزع كيف فرغت " المحلة" البغدادية من بيوتها بسبب الحصار أولا، ومن ثم فرغت أكثر وأكثر عندما " جاء الجحيم".
" ليس هناك ما هو أكثر وحشة من وردة تتفتح صباحا في حديقة بيت مهجور". من يستطيع الهرب من هذا التشبيه؟
بعض الهجوم الذي حدث على الرواية - في رأيي- هو جزء من استهداف الطبقة الوسطى واستمرار محاولة تهميشها ومنعها من رواية ما حدث من وجهة نظرها. لا زال البعض يتخيل أن الأدب والفن يجب أن يرتبط بمعاناة الفقر والجوع، كما لو أن لا معاناة هناك غير معاناة "الفئة الأولى" من هرم ماسلو.
الرواية في القائمة القصيرة لجائزة بوكر، وهي الوليدة الأولى لكاتبتها الشابة شهد الراوي، وهذا بحد ذاته إنجاز يذكر، سواء حصلت على الجائزة أو لا.