الحياة على المريخ على الأبواب!

بدأت وكالة ناسا بوضع برنامجًا جديدًا لمدة سنة كاملة، يهدف إلى محاكاة الحياة على المريخ لفترة طويلة

بدأ ستة من المتدربين لدى NASA برنامجًا جديدًا لمدة سنة كاملة، يهدف إلى محاكاة الحياة على المريخ لفترة طويلة. بدءًا من ظهيرة يوم الجمعة الماضي ولمدة اثنى عشرة شهرًا، سيقيم المتدربون على مرتفع بركان Mauna Loa في هاواي، حيث سيتعلمون المعيشة بدون أطعمة طازجة أو هواء نقي، وفي مناخٍ منعدم الخصوصية ودون تواصل مباشر مع العالم الخارجي.

وتعتبر هذه التجربة، والمُسماة HI-SEAS IV، هي الأطول في تاريخ التجارب المحاكية للرحلات طويلة المدى والقائم بها إنسان. وبرغم أن NASA قد قامت بالفعل بتجارب شبيهة دامت لمدة ثلاث أشهر، وأخرى دامت لمدة ثمانية أشهر، إلا أنه من المقدر أن تستغرق رحلة السفر إلى المريخ ما يقارب الثلاثة أعوام، لذا كان من الضروري أن يقضي المسافرون على الأقل اثنى عشر شهرًا فوق ذلك المرتفع؛ من أجل تكوين فكرة شاملة عما قد يواجههم من مشاكل وصعوبات أثناء الرحلة.

استنادًا على ما أوردته قناة BBC الإخبارية، فإن المتدربين هم ستة أشخاص – رجلين وثلاثة نساء – من ضمنهم أربعة يمتلكون الجنسية الأمريكية – طيار، ومهندس معماري، وصحفي، وعالم تربة – كما يوجد من ضمنهم عالم فيزياء ألماني وعالم فلك فرنسي الجنسية. سيزوّد كلٌ من المتدربين بكيس للنوم، بالإضافة إلى مكاتب بالغرف المشتركة التي سيتقاسمونها جميعًا.

سيتمكن المتدربون مرة واحدة أسبوعيًا من الانتقال إلى خارج موقع التجربة؛ وذلك لمحاكاة المهمات التي سيكون عليهم تنفيذها خارج سفينة الفضاء. كما سيمكنهم التواصل مع عائلاتهم أو مع متابعينهم من العامة، مع تأخير فترة وصول الرسائل وذلك لمحاكاة فترة التأخير التي قد تحدث أثناء إرسال البيانات من المريخ إلى الأرض.

بقدر ما تهدف هذه التجربة إلى قياس مدى إمكانية تأقلم المتدربين مع ظروف الحياة الشاقة، كانعدام الخصوصية والطعام المعلب كالتونة والجبن المعلب، أو الابتعاد لفترة طويلة عن أحبائهم، إلا أنها أيضًا تقيس قدرة الأشخاص على التأقلم سويًا والعمل في جماعة داخل حيزٍ صغير. وستعمل مجموعة من الباحثين بجامعة Hawaii Manao على مراقبة التقدم في سلوك الأفراد خلال الشهور الاثنى عشر القادمة.

ويرى Kim Binsted، مدير البرنامج، أنه لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن تمنع الخلافات الشخصية؛ فتلك الأمور تحدث بين أفضل الأشخاص على الإطلاق. إلا أنه من الممكن تدريب المسافرين على المرونة، فيتعاملون بإيجابية مع المشاكل اليومية دون التأثير على قدرتهم على العمل الجماعي بكفاءة.