ماهي مادة الفثالات وماعلاقتها بالإجهاض؟

بعد الدراسات الأمريكة أثبتت أن مادة الفثالات الموجودة في معدات التجميل وألعاب الأطفال البلاستيكية من أهم مسببات الإجهاض!

تُسبب مادة "الفثالات" «Phthalates» القلق على نحوٍ مُتزايد، وجدت مجموعة من الأدلة ارتباطًا بين هذا النوع الشائع من المواد الكيميائية وبعض المشاكل الصحية الخطيرة. دراسة جديدة نُشرت في "مجلة العلوم البيئية والتكنولوجيا" أشارت إلى أن التعرُّض لمادة "الفثالات" قد يؤدي إلى ارتفاع خطر الإجهاض.
قام الباحثون في الصين بقياس مستويات تعرُّض المرأة للفثالات عن طريق اختبار البول للنواتج الأيضية المُجمعة. قاموا بفحص عينات لـ132 من النساء اللواتي تعرّضن لحالات الإجهاض، و172 من النساء اللواتي يتمتّعن بحالات حمل صحيّة. وجد الباحثون أن حالات الإجهاض كانت مُصاحبة للتعرُّض لدرجات عالية من مُركبات الفثالات. على الرغم من أن هذا النوع من الدراسات الطبية لا يُثبت العلاقة السببية (لا يُثبت المُسبب)، إلا أنه يُضيف دليلًا آخر على وجود ربط بينهما.
تُستخدم مادة الفثالات عادةً في البلاستيك المرن، مثل "الفاينيل"، والملابس الواقية من الماء، بالإضافة إلى التغليف. كما أنها تُستخدم في العديد من مُنتجات العناية الشخصية، مثل مُثبتات الشعر، وطلاء الأظافر، والصابون، والشامبو. هُناك مخاوف بشأن الآثار السلبية للفثالات على نمو الأطفال دفعهم إلى حظر استخدامها في بعض ألعاب الأطفال. إذ لم يعُد بإمكان الشركات المُصنّعة في الولايات المُتحدة استخدام أنواع مُحددة من الفثالات في تصنيع بعض المُنتجات للأطفال كحلقات التسنين والخشخاشات.
هذه ليست الدراسة الأولى التي تجد صلة بين مادة الفثالات ومشاكل الإنجاب. وجدت دراسة دنماركية في عام 2012 أن زيادة التعرُّض للفثالات أثناء فترة الحمل يكون مُرتبطًا بارتفاع خطر الإصابة بالإجهاض استنادًا إلى بيانات من 430 زوجًا.
ربطت دراسات أُخرى الفثالات مع مشاكل النموّ عند الأطفال أثناء نموّهِم داخل الرحم. إحدى الدراسات ربطت تعرُّض الأم لهذه المادة مع "درجات ذكاء أقل" للطفل، بينما ربطت دراسات أُخرى زيادة تعرُّض الأُم للمادة بأن يكون الطفل أكثر عُرضة لمرض التوّحُد.
اعتبارًا من شهر يونيو/حزيران 2015، تقوم لجنة سلامة المُنتجات الاستهلاكية الأمريكية بمراجعة البيانات عن هذه المواد الكيميائية لمعرفة إن كان يجب أن يُفرض المزيد من الحظر عليها، أو رفع الحظر الحالي. في ذات الوقت، بدأ العديد من المُصنّعين بالفعل إزالة الفثالات من منتجاتهِم.

إعداد: Ahmed Alsarrai
تدقيق: Waleed Adel
تصميم: Ahmed El-Sanhoury