الفلفل الحار يقتل الخلايا السرطانية

إكتشف العلماء مؤخرا أن المركب الذي يجعل الفلفل حارًا قد يساعد على قتل الخلايا السرطانية دون المس بالخلايا السليمة

المركب الذي يجعل الفلفل حارًا قد يساعد على قتل الخلايا السرطانية
يعتبر مركّب الكابسيسن Capsaicin هو المركّب المسؤول عن إكساب الفلفل الحار حرارته، إلا أنه تبعًا لدراسة أجريت حديثًا، قد يتحول في المستقبل إلى دواء معالج للسرطان.

تمكّن العلماء في عام 2006 من التوصّل إلى أن مركّب الكابسيسن قادر على تدمير الخلايا المسرطنة لدى الفئران، دون التأثير على الخلايا السليمة. إلا أنه سيتوجب على المرضى أن يتناولوا جرعات كبيرة من الفلفل للوصول للجرعة المطلوبة للعلاج، وهو أمر بالغ الصعوبة، وبالتالي يجب توفير المركب على هيئة عقار مركّز. وهنا تكمن المشكلة، فلا أحد يعلم بعد كيف يقوم المركّب بالتأثير على الخلايا المريضة بما قد يتسبب في ضمورها.

ولكن حديثًا تمكنت مجموعة من العلماء الهنود من التعرّف على كيفية تعلّق المركب بالخلية السرطانية، وإحداثه التغييرات بها، مما يعتبر خطوة مهمة في طريق تحويل المركّب إلى عقار قابل للتعاطي.

من خلال مراقبة الخلايا؛ تمكّن الباحثون بمعهد «Indian Institute of Technology» بمدينة مدراس من التوصّل إلى أن المركّب يهبط على سطح الخلية المسرطنة، ومن ثم يعيش على أغشية تلك الخلية. يعمل وجود الكابسيسن على إحداث العديد من التغيرات الكيميائية بداخل الخلية، والتي -عند توفر كمية مناسبة من المركب- تصبح قادرة على تدمير الخلية.
لا تزال هذه التفاعلات الكيميائية غير واضحة تمامًا بالنسبة للعلماء، إلا أن المزيد من الأبحاث سيساعد بلا شك في كشف الغموض حولها وتسخير الكابسيسن في تصنيع العقار المناسب.

مما يدعو للتفاؤل حول هذا العقار هو أنه لن يؤثر بأي شكل من الأشكال على الخلايا السليمة، كما أنه يمكن للجميع أن يتعاطاه دون الخوف من الآثار الجانبية المحتملة.

يبدو أن الخطوة التالية هي التعرّف على تلك التفاعلات المتكوّنة داخل الخلايا، وكيف تتم تلك العملية داخل الجسم البشري، ومن ثم التوصّل إلى أفضل طريقة للحصول على تلك التفاعلات من خلال العقار.

وقد أظهرت الدراسة التي أُجريت عام 2006 أن المركّب لم يكن قادرًا على شفاء الفئران من سرطان البروستاتا تمامًا، بل الحد من انتشاره بنسبة 80% وهي نسبة جيدة. كما تقترح الدراسة أن المركّب وحده لن يصبح فعالًا إلا بإضافة نوع آخر من الخلايا المحاربة للسرطان بالعقار.

إعداد: Hadear Abul-Hagag
تدقيق: Dana Abufarha
تصميم: Ahmed El-Sanhoury