
1259 مشاهدة
0
0
ماهي أسباب انتشار سرطان الثدي في أوروبا والولايات المتحدة أكثر من مناطق بلدان البحر الأبيض المتوسط
إذا بحثت في جوجل عن "حمية البحر الأبيض المتوسط" ستواجه صفحات وصفحات من الدراسات والمقالات التي تشرح فوائدها الصحية، من الحماية ضد الربو إلى تأخير التدهور الإدراكي، الحدّ من خطر الإصابة بمرض السُكري ومرض باركنسون (الشلل الرعّاش)، لمُساعدتنا على العيش لفترةٍ أطول. الآن لدينا ما نُضيفُه إلى هذه القائمة المُتنامية من الفوائد: تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي.هذا الخبر لا يأتي كصدمة إجمالية. لإنّ فوائد هذه الحمية -الغنية بالفواكه، والخضروات، والأسماك وزيت الزيتون- تبدو وكأنها لا تنتهي أبدًا، وأيضًا بسبب إنخفاض مُعدلات الإصابة بسرطان الثدي في بُلدان البحر الأبيض المتوسط، مُقارنةً مع الولايات المُتحدة أو مناطُق أُخرى من أوروبا. علاوة على ذلك، احتمالية أن تؤثر هذه الحمية (النظام الغذائي) على تطوّر سرطان الثدي تم التحقُّق منه على نطاق واسع، وإن كانت النتائج غير مُتناسقة إلى حدٍ كبير.
ولكن مثل هذه التناقُضات ليست مُشكلة غير مألوفة عندما يتعلق الأمر بدراسات الحمية، خصوصًا تلك التي تجري بطريقة الرّصد. ذلك لأنّ الناس يتبنّون أنواع مُعينة من الأنظمة الغذائية من المُحتمل أن تشترك مع خيارات أنماط حياة أُخرى قد تؤثر على الصحة. على سبيل المثال، أولئك الذين يتناولون الكثير من الوجبات السريعة والمشروبات المحتوية على السُكر يميلون إلى كونهم أكثر الأشخاص جلوسًا (قليلي الحركة) من أولئك الذين يتناولون وجبات صحية أكثر.
وعلى الرغُم من أننا نأنُّ ونتأوّه على دراسات مثل مقالة البحث الأخيرة هذه، تمتلك الدراسة بعض الأُسس الموضوعية. بدلًا من مُقارنة مجموعة من الأفراد مع تقارير شخصية مُختلفة عن الحميات المُتّبعة، المُشاركون تم تعيينُهم عشوائياً لاختيار واحدة من ثلاث حميات:
حمية البحر الأبيض المتوسط استُكملت مع زيت الزيتون البكر المُمتاز، نفس الحمية أُكملت مع مُكسّرات (بُندق) مُشكّلة، أو حمية السيطرة وفيها نُصحوا بخفض استهلاك الدهون. هذه المُكملات لم تكُن غير واقعية: لترًا واحدًا من الزيت خلال الإسبوع للمُشاركين وعوائلهُم، و30 غرامًا في اليوم خليط من الجوز والبُندق واللوز.
الدراسة، التي نُشرت في "ج.ا.م.ا للأمراض الباطنية" «JAMA Internal Medicine»، تضمنت أيضًا أعدادًا كبيرة من المُشاركين، لكن تجدُر الإشارة إلى أنهم لم يُجنّدوا بهدف فحص حالات سرطان الثدي. كان ذلك نتيجةً ثانوية قيست في دراسة كانت في الواقع مُصممة لتُلقي نظرة على آثار حمية البحر الأبيض المتوسط في منع أمراض القلب والشرايين. نتيجة لذلك، جميعُ المُشاركين -4,282 امرأة بأعمار تتراوح بين 60 و 80- لديهن احتمالية مُرتفعة للإصابة بأمراض القلب والشرايين.
لقد توقفت التجرُبة سابقًا في عام 2010، بعد ما يُقارب 5 سنوات من الدراسة، بسبب دليل مُبكر لمنافع القلب الناتجة عن كلتا حميتي البحر الأبيض المُتوسط. خلال هذه الفترة، أُصيب 35 من المُشاركين بسرطان الثدي. حمية البحر الأبيض المتوسط مُضافًا إليها زيت الزيتون حصلت على المُعدلات الأقل، بينما حصلت العينة الضابطة على المُعدلات الأعلى.
من مُلاحظاتهم، استنتجوا حسابيًا أن أولئك الذين اتبعوا حمية مُكملة بزيت الزيتون يملكون نسبة 68% أقل خطرًا في التعرُّض لسرطان الثدي عن أولئك الذين نُصحوا بإتباع حمية تقليل الدهون. أولئك في المجموعة المُكملة بالبُندُق أيضًا شهدوا مُعدلات أقل لسرطان الثدي، لكنها لم تكُن قليلة بما فيه الكفاية لتكون هامة.
بالرغم أن الدراسة لا تستطيع إثبات المُسبب والأحداث، لاحظ الباحثون أن الكميات الزائدة من زيت الزيتون البكر يحتوي على العديد من المُركبات النشطة حيويًا، مثل "البوليفينولات" «polyphenols» ، التي بدت كـ كابح للانتشار الخلوي بتعديل تعبير المورثات التي تؤدي إلى تطور السرطان. واحدًا على وجه التحديد، الـ "أوليكانثال" «oleocanthal»، تم ربطهُ مُسبقًا، بانخفاض نمو الورم واجتياحه كسرطان للثدي.
لا يجب علينا أن نكون مُتسرعين جدًا في رسم الاستنتاجات منُذ تلك الدراسة، كما أُشير في الافتتاحية المُرافقة، عدد حالات الإصابة بسرطان الثدي كانت ضئيلة جدًا، والدراسة كانت محدودة لعدد من النساء ذوات العرق الأبيض "القوقازي" مِمّن كُنّ عرضةً للإصابة بأمراض القلب.
إعداد: Ahmed Alsarrai
تدقيق: Dana Abufarha
تصميم: Ahmed El-Sanhoury
نشر في 29 أيلول 2015

تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع