3483 مشاهدة
5
2
بيننا يعيشون في العلاقات الإجتماعية و في العمل من لا يحب أن يرانا سعداء، و السؤال هو لماذا يفعلون ذلك مع أن ذلك يخالف الأخلاق و الإنسانية؟ و هل هذا سلوك مرضي؟
"لماذا يكره بعض الناس أن يروا الآخرين سعداء؟"بيننا يعيشون في العلاقات الإجتماعية و في العمل من لا يحب أن يرانا سعداء، و السؤال هو لماذا يفعلون ذلك مع أن ذلك يخالف الأخلاق و الإنسانية؟ و هل هذا سلوك مرضي؟.
و هل سنتكلم عن من لا يحبون الخير للناس أي الحاسدين و نتحدث عن الحسد بإعتباره ظاهرة نفسية إجتماعية؟
الإجابة لا.
لأننا سنتحدث عن شخصيات أخطر من شحصية الحاسد و الذي يتمنى زوال السعادة عنك لأنه لا يمتلك ما تمتلكه أنت من مسببات السعادة بل سنتحدث عن شخصية يمتلك ما تمتلكه و لا غرو إن قلت إنه قد يزيد عنك فيما يمتلكه و أيضاً يشعر بالسعادة و لكن سعادته ستظل ناقصة ما دمت أنت سعيد لذا يتمنى أن تذهب السعادة و مسبباتها لديك و يظل هو وحده السعيد.
ليس هذا فحسب ففرحته و سعادته لا أنه يمتلك أشياء تسبب له السعادة بل أن هناك من يفتقد هذه الأشياء و ليس عند الأخير ما عنده، فهو يتمنى زوال الأشياء التي تسبب السعادة منك و تبقي لديه فقط و يشعر بالسرور عندما يسمع بأنك أصابك كمد أو مكروه.
و السؤال هنا لماذا يحب بعض الأفراد أن أقرانهم لا تمتلك ما يمتلكون ؟
أليس في إمتلاك مسببات السعادة كفاية للإنسان لكي يصبح راضياً عن نفسه و عن حياته ، لماذا يريد بعض من يمتلك هذه المسببات أن يرى الاخر محروم منها ليس بالتمني فقط بل قد يدفعه ذلك للسعي لإلحاق الضرر المادي بالآخرين لكي لا يسعدون مثله؟
و ما تفسير هذا السلوك المستغرب أخلاقياً و إنسانياً و من أين جاء؟
من الطفولة
عندما يتخيل الطفل بأن أحد أبويه مهدد له في رغبته في إمتلاك الآخر و لا يستطيع الطفل حل هذا الموضوع في مخيلته قد ينتج عنه أن الآخر يريد أن يُفقده شيء و يتطور هذا التخيل مع الإنسان في حياته فيرى الآخر الذي يمتلك نفس الشيء الذي يملكه هو يريد أن يفقده هذا الشيء و من ثم يتمنى زوال هذا الشيء عنه لكي يصبح هو الوحيد الذي يمتلكه فهو يعوض الهزيمة في الماضي بإنتصار مرضي في الحاضر إنتصار مزيف يهدئ من قلقه الناتج عن مخيلته بأن الآخر يُريد أن يفقده شيء.
كأن لسان حاله يقول أتريد أن تمتلك الذي أحب أن أمتلكه مثل ما فعل بي أحد والدي في طفولتي و لم أستطع أن أمنعه هو الآن أمنعك أنت إن لم أستطع بالفعل بيدي فبلساني أتكلم عليك بالسلب حتى تُسلب ما أحب أن أمتلكه أنا و إذا لم أستطع أكرهك و أتمنى زوال ما يسعدك عنك مثلما حدث معي في طفولتي يجب أن أعيده معك أنت في الحاضر و مع غيرك في المستقبل .
و السؤال هنا كيف نتعامل مع هذه الشخصية؟
أولاً: إدراكها و معرفتها.
ثانياً: تجنبها.
ثالثاً: الحذر منها يقلل إلى حدكبير من أذاها.
د. محمد السيد. عبد الفتاح
نشر في 31 تموز 2019
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع