2449 مشاهدة
0
0
أُنظر في المرآة عندما تعبس في المرة القادمة. أتلاحظ انخفاض جبينك وصغر حجم الشفاه والأنف المشتعل؟ هذا هو تعريف "الوجه العابس" لدى العلماء ومن الظاهر أنه جزء أساسي من تكويننا الحيوي كإنسان
"الوجه العابس" كل عنصر يجعلك تبدو أكثر قوة وروعةأُنظر في المرآة عندما تعبس في المرة القادمة. أتلاحظ انخفاض جبينك وصغر حجم الشفاه والأنف المشتعل؟ هذا هو تعريف "الوجه العابس" لدى العلماء ومن الظاهر أنه جزء أساسي من تكويننا الحيوي كإنسان.
عرّف الباحثون في "جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا وجامعة غريفيث في أستراليا" المزايا الوظيفية التي سبّبت إظهار هذا الوجه العابس تحديداً. نُشرت النتائج في النسخة الإلكترونية الحالية من مدونة "التطور والسلوك الإنساني".
صرّح الكاتب والمُحاضر في كلية علم الإجرام في "جامعة غريفيث في أستراليا، آرون سيل" قائلاً: "هذا تعبير عالمي عن العبوس عبر الثقافات جميعها، حتى أن الأطفال العميان يعبّرون بالطريقة ذاتها فطرياً" كان سيل سابقاً باحثاً في مرحلة ما بعد الدكتوراه في علم النفس التطوري في "جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا".
يوظِّف عبوس الوجه سبع مجموعات مختلفة من العضلات والتي تتقلص بطريقة نمطية. حاول الباحثون معرفة سبب تطوّر الإنسان بطريقة توظف تلك العضلات بالذات لإنتاج وجه عابس.
البحث الحالي هو جزء من مجموعة دراسات تختبر وظيفة الغضب التطورية. أفاد سيل قائلاً: "بيّن بحثنا الأخير أن الغضب تطور لحثّ السلوك التفاوضي الفعّال خلال مواقف يحدث بها تعارض في المصالح."
لاحظت "ليدا كوزمايدز" أن تأثُر الشخص سلباً في مواقف تضارب المصالح تجعل منه شخصاً يتمتّع بحوافز للتفاوض أكثر من غيره." كوزمايدز هي أستاذة في علم النفس في "جامعة كالفورنيا في سانتا باربرا" وهي المؤلفة المشاركة لـ"جون توبي" في الدراسة، و"توبي" هو أستاذ في الأنثروبولوجيا في "جامعة كالفورنيا في سانتا باربرا". يتشارك الثنائي "توبي وكوزمايدز" في إدارة مركز الحرم الجامعي لعلم النفس التطوري.
قال توبي: "يطبق مبدأ المساومة من خلال التهديد على الإنسان أيضاً. استطعنا من خلال أعمالنا السابقة تأكيد أن الإنسان الأقوى يغضب بسرعة أكبر ويتعرض لصراعات أكثر ويشعر بضرورة التعامل بالمثل، كما يحلّ مشاكله لوحده ويلجأ إلى الحلول العسكرية أكثر من الأشخاص الضعفاء."
يجادل الباحثون أنه عند البدء في إفتراض أن الغضب هي عاطفة التفاوض تكون الخطوة الأولى هي: إيصال فكرة عدم قبول الأمر المثير للغضب للطرف الآخر وآن للتجادل ان ينتهي حتى يتوصلا إلى حل. هذا هو سبب علاقة الغضب بالعبوس على الوجه حسب أقوالهم. أردف سيل قائلاً: "لا يُشير عبوس الوجه إلى بداية صراع فقط، لأنه يمكن للعديد من إشارات الوجه أن تشير إلى ذلك. نفترض أن الوجه العابس طوّر شكله المحدد لأنه ينتج أمراً أكبر لصاحب الوجه. صُمِم كل عنصر للمساعدة في إخافة الآخرين من خلال إظهار الشخص الغاضب كالشخص القادر على الإساءة إن لم يكن راضِ."
أكملت "كوزمايدز" ملاحظاتها قائلة: إن قوة الطرف الأعلى من الجسد لدى أجدادنا أدّت إلى قدرة أكبر في إلحاق الأضرار،لذلك كان الإفتراض أنه على الوجه العابس أن يبدي الشخص أكثر قوة.
أثبت العلماء من خلال استخدام وجوه محوسبة أن كل عنصر من عناصر الوجه العابس على حدة جعل تلك الوجوه المحوسبة تبدو أكثر قوة. أكثر سمة شائعة عن الوجه العابس على سبيل المثال هو الحاجب المنخفض. أخذ الباحثون صورة محوسبة عن وجه إعتيادي، ومن ثم حوّلوه رقمياً بطريقتين: إحدى الصور أظهرت حاجباً منخفضاً والثانية أظهرت حاجباً مرتفعاً. صرّح سيل قائلاً: "لم يظهر العبوس على أي من الوجهين بسبب هذا الفرق الصغير، إلا أننا عرضنا الصورتين أمام مجموعة عشوائية من الناس الذين أفادوا أن الوجه ذو الحاجب المنخفض يبدو أكثر قوة من الآخر."
أعدنا الاختبار باستخدام عنصر مختلف من عناصر الوجه العابس في كل مرة كعظام الخدّ المرفوعة والشفاه المضمومة والفم المرتفع والأنف المشتعل والذقن المرتفع أو المنخفض، وكما توقعنا، أدّى كل عنصر لبيان وجه أكثر قوة من الوجه الذي يخلو من تلك العناصر.
أخبرنا سيل: "أظهر إختبارنا الماضي أنه بإمكان الإنسان حساب مقدرة الآخر على الصراع جيداً من خلال النظر إلى وجهه. يمكن للأشخاص ذوو الوجوه التي تبدو أكثر قوة أن ينالوا مرادهم بسهولة أكبر (مع تساوي الأمور الأخرى) اتفق الباحثون أن شرح نظرية تطور عبوس الوجه هو أمر بسيط – ألا وهو إظهار التهديد."
أكمل سيل قائلاً: "تتضمن مظاهر التهديد -كما عند المخلوقات الأخرى- المبالغة في إظهار مظاهر المقدرة على الصراع.ينفخ الشخص صدره ويقف بشموخ فيساعده وجهه إلى أن يبدو أكثر قوة."
أضافت كوزمايدز: "وظيفة الوجه العابس هو الترهيب، تماماً كما ينفخ الضفدع نفسه أو يكشّر البابون عن أنيابه."
شرح توبي قائلاً: "هذا يفسّر سبب اختيار تطور الإنسان هذا الوجه العابس ليتماشى مع بداية ظهور الغضب. يُثار الغضب عند رفض قبول وضع ما، ويبدأ الوجه حالاً في تنظيم إعلان المشاعر للشخص الآخر لعدم تسهيله الأمر. الأمر المُسعد في هذه النتائج عدم وجود عنصر إعتباطي من عناصر الوجه العابس، بل يؤدون جميعاً الرسالة ذاتها."
أكّد الباحثون صحة الأمر حسب "سيل" لأن العناصر السبعة تؤدي إلى النتيجة ذاتها، حيث قال: "يمكنك إعتبار الوجه العابس كوكبة من الميزات، حيث يُظهرك كل منهم بشكلٍ أكثر روعة."
ترجمة: Yara Fadel
تدقيق: Islam I. Omari
المصدر: sciencedaily.com
رابط المقال بالانجليزية: http://goo.gl/yKLHCA
نشر في 06 أيلول 2014
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع