1169 مشاهدة
0
0
آخـر مدن الإسلام في الأندلـس تسقط بيـد الملكـين الكاثوليكيين إيزابيـلا و فرنـاندو بعد تسلمهما مفتـاح المدينة من آخر ملوك المسلمين من بنـي نصـر
الثــاني من ينـاير عـام 1492 للميـلاد ... الموافـق للأول من ربيـع الأول سنة 897 للهجـرة .. غرناطـة .. آخـر مدن الإسلام في الأندلـس .. تسقط بيـد الملكـين الكاثوليكيين .. إيزابيـلا و فرنـاندو ... بعد تسلمهما مفتـاح المدينة من آخر ملوك المسلمين من بنـي نصـر .. محمـد الثاني عشر الملقب بأبـي عبـد الله الصغيـر ... لتخبـو شعلة التوحيـد في الأندلس بعد 780 عامـاً زاهـرة ... شكلت فيها الأندلس تاجاً مرصعاً للحضارة الإسلاميـة .. و تلخيصاً باهراً لإبداعها و جمال فنونها و ازدهار علومها ... و عنواناً لعالمية الإسلام و صهره للمجتمعات و الأديان و الثقافات في بوتقة إنسانيـة جامعة ...استسلام المدينة و تسليمها جاء خاتمةً لحرب غرناطـة التي دامت لما يقرب من 10 سنوات .. عشر سنوات لخصت التقهقر في النصف الغربي من العالم الإسلامي ... كان الصراع فيها على الدنيا و السلطان عاملاً بارزاً بين أفراد أسرة بني نصر التي وصلت لحكم غرناطة منذ منتصف القرن 13 ... و كانت فيها بلاد المغرب تتعرض لنفس النموذج من التمزق و التناحر السياسي و الحروب على الملك .. مما منعها بأي شكل من التفكير أصلاً بمصير غرناطة و ما بقي من الأندلس و الذي أوشك على النهاية المأساوية ... إذ قبل أن تسقط غرناطة نفسها بعشرات السنين كان البرتغاليون يقفزون من مراكبهم على شواطئ المغرب محتلين سبتة ! ..
و لم يأتي سقوط غرناطة فجأة ... إذ أنه كان نهاية واضحة لعملية قضم نصرانية لأراضي الأندلس لم تتوقف لقرون طويلة .. و تسارعت بشكل أساسي ما بعد هزيمة العقاب التاريخية في القرن 13 .. لتبقى مملكة غرناطة التي تدور في فلك الممالك النصرانية الشمالية مستمرة بالحياة لمدى قرنين و نيف من الزمن .. ساعدها في البداية نجدات المغرب الجهادية و حصانة مدنها الأساسية الثلاث .. غرناطة و مالقة و المريـة ... و طبيعتها الوعرة .. إلا أن هذه العوامل كلها بدأت تسقط بمرور الزمن .. بانكفاء المغرب على نفسه و انشغاله بنزاعات الداخل خصوصاً بعد الهزيمة الأندلسية المغاربية المدوية في معركة ريو سالادو في القرن 14 ... و بعد تمكن الإسبان من إسقاط المنافذ البحرية و إطباق الحصار على ما تبقى من الأندلس و عزلها عن الجسم الإسلامي الأوسع في الطرف المقابل من مضيق جبل طارق ...
و جاء العامل الأبرز في الصراع ليتلخص في التفوق العسكري المستمد من النهضة الأوربية الصاعدة في ذلك الوقت ... إذ اكتسح الإسبان الجيوش الغرناطية و دكوا تحصينات المسلمين بمدافعهم القوية التي لم يكن للطرف المقابل مخزون مكافئ منها ... خصوصاً بتنظيم الحرب بالطرق الحديثة مع عقليات عسكرية غيرت وجه التاريخ مثل غونزالو دي كوردوبا ...
في هذه الذكرى التاريخية .. أدعوا متتبع السيرة الأندلسية إلى اتخاذها كمنهج يستفاد منه الدروس و العبر .. و ليس مرثية و مأتماً سنوياً لحدث طوته القرون ...
الأندلس لم تكن قطعة أرض فحسب .. بل تجربة إنسانية للمسلمين و جسراً حضارياً كبيراً و نموذجاً للتعايش و الخلاف .. الحرب و السلام ... الإبادة و الاضطهاد و التهجير ... حريٌ بالجميع الإطلاع على تاريخها و سيرتها و الاستفادة من هذه التجربة الغنية التي نعلم لحظة بدايتها و مآال نهايتها ..
و لا غالـــــب إلا الله ..
#ذكرى_سقوط_الأندلس
#ماذا_خسر_المسلمون_بسقوط_الأندلس؟
#النكبة_الأندلسية
#فريق_رؤية
نشر في 02 كانون الثاني 2016