Facebook Pixel
وفاة أمير المؤمنين هارون الرشيد
1864 مشاهدة
2
0
Whatsapp
Facebook Share

خامس خلفاء بني العباس، وذروة سنامهم، وواسطة عقدهم، وعصره هو العصر الذهبي للخلافة العباسية التي وصلت في أيامه لأفخم درجاتها صولة وسلطاناً وثروة وعلماً وأدباً وحضارة وعمراناً

في مثـل هذا اليـوم في الرابع و العشرين من آذار مارس من عام 809 للميلاد .. توفي أميـر المؤمنين هـارون الرشيـد
خامس خلفاء بني العباس، وذروة سنامهم، وواسطة عقدهم، وعصره هو العصر الذهبي للخلافة العباسية التي وصلت في أيامه لأفخم درجاتها صولة وسلطانًا وثروة وعلمًا وأدبًا وحضارة وعمرانًا، هو الخليفة العباسي هارون الرشيد بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور، ولد سنة 145هـ ونشأ في بيت الخلافة يترعرع على نهجها ويتأهل لنيلها، ولي الخلافة سنة 170هـ بعد وفاة أخيه موسى الهادي، فاجتمع عنده من الصفات والعمال والقواد والوزراء ما لم يكن لأحد قبله ولا بعده من بني العباس، واتسعت الدولة في عهده لأقصى درجة وازداد ثراؤها وخيرها بحيث صارت الدولة العباسية زعيمة العالم القديم بلا منازع.

كان الرشيد خليفة صالحًا دينًا محافظًا على الشريعة خاصة صلاة الجماعة والجهاد والحج، فلقد كان يحج سنة ويجاهد غازيًا سنة، يصلي كل ليلة مائة ركعة تنفلاً، ويتصدق يوميًا بألف درهم من صلب ماله، وكان يسمع وعظ الواعظين فيتأثر به وينتحب من سماع كلامهم، و كان معظماً للعلم حتى أنه كان يصب الماء للفقيه الضرير أبا معاوية بنفسه تعظيماً للعلم مكانته .. و كان شديد الحرص على الشرع و على توقير صحابة رسول الله ... و كان شديد التواضع للنصيحة و الوعظ وله المواقف المشهودة في الجهاد، فقد كان على رأس الجيش الذي أوشك على فتح القسطنطينية سنة 165هـ عندما كان وليًا للعهد، وفتح مدينة هرقلة أقدس مدن الروم، وكان له قلنسوة مكتوب عليها غاز حاج.

كان الرشيد مع هذه الخصال الصالحة المليئة بالتقى، شديدًا في أمر الخلافة لا يسمح بأي خروج أو منازعة في أمرها حتى أكثر من الذين يأتونه بالأخبار من كل مكان، وقضى على كل من حاول الخروج عليه ولو كان من أقرب الناس كما فعل مع البرامكة أعظم وزرائه، وعمه عبد الله بن صالح، وإدريس الطالبي وغيرهم ممن حدثتهم أنفسهم بالخروج عليه، لذلك فقد كان قليل العفو عن خصومه.

أما ما يراج عن لهوه ولعبه ومجونه ومجالس الغناء والشراب والجواري والغواني، فهذا مما لا شك مما وضعه الكاذبون والحاقدون على الخلافة العباسية، فأنَّى لخليفة يحج سنة ويغزو سنة ويحكم مملكة مترامية الأطراف من أقصى الأرض لأدناها، هذا الفراغ الطويل الذي يقضيه في مجالس اللهو والعبث، ومن الأباطيل التاريخية الخطيرة التي تراج عن هارون الرشيد أنه قد تحالف مع الإمبراطور شارلمان ضد الدولة الأموية في الأندلس، وهذا باطل لأنه عندما هجم شارلمان على الأندلس سنة 161هـ كان هارون الرشيد وقتها صبيًا في السادسة عشرة، وإنما كانت مسالمته لشارلمان على حساب نقفور كلب الروم إمبراطور القسطنطينية، وقد توفي الرشيد وهو خارج للغزو قبل المشرق ودفن بمدينة طوس في إيران
رحمه الله.
عبرات تاريخية
نشر في 24 آذار 2017
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع