Facebook Pixel
لماذا لم تتعرب الأناضول ولم يتكلم الأتراك اللغة العربية طالما أنهم مسلمون؟
2374 مشاهدة
1
1
Whatsapp
Facebook Share

هذا الموضوع من ضمن القضايا التاريخية المهمة، التي تؤثر في الحاضر ككل القضايا التي تخص بني البشر، وفكرة أن ينتقل الأتراك من الحديث من التركية إلى العربية للخروج من العزلة الحالية لهم

لماذا لم تتعرب الأناضول ولم يتكلم الأتراك اللغة العربية طالما أنهم مسلمون؟
هذا الموضوع من ضمن القضايا التاريخية المهمة، التي تؤثر في الحاضر ككل القضايا التي تخص بني البشر، وفكرة أن ينتقل الأتراك من الحديث من التركية إلى العربية للخروج من العزلة الحالية لهم، حيث يحيطهم الأعداء من كل جانب فكرة مستحيلة التطبيق في الحاضر لأنها لم تُطبق في الماضي، وتواجد العربية في الأناضول منذ تدفق الأتراك عليها من غربي إيران في العهد السلجوقي كان متواجدا أساسا في مؤلفات التدريس والتعليم بجانب الفارسية كلغة رسمية للدولة (مع التحفظ على فكرة اللغة الرسمية في هذا الوقت) وكانت الإدارات السلجوقية تنتقل بين اعتماد الفارسية أو التركية أو العربية في كتابة دواوين

الدولة، وظل الشعب طوال القرون السلجوقية يتكلم التركية بغض النظر عن أي لغة تم اعتمادها، كذلك الأمر مع العثمانيين الذين ثارت القضية في عهدهم في عهد "سليم الأول" بعد تقلده منصب الخلافة ليفكر في جعل العربية لغة رسمية للدولة، إلا أن هذا لم يكن ليحول الناس إلى متحدثي للعربية؛ لأن لب القضية التعريب ومادتها الخام هم "العرب" أنفسهم، فحيث لا يتواجد عرب في منطقة جغرافية فلا وجود للعربية، ولم يكن للعرب استقرار على مدى تاريخهم في الأناضول اللهم آلا المناطق الجنوبية التي مازال أهلها إلى الآن يتكلمون اللغتين أو يعرفوا لغة ويتحدثوا أخرى مثل "ماردين"، وهو أمر لا ينطبق على الأقطار التي تعربت بعد دخول الإسلام لها مثل مصر والشام، فقد استقر العرب هناك وكانت لغة الدولة التي حكمتهم العربية، ولغة الدين الجديد العربية فبمرور القرون تحول أهل هذه البلاد طواعية للعربية وأصبحت لغتهم، وهو ظرف تاريخي لم يكن للأتراك فيه نصيب فلم يحكمهم عربي ولا اختلطوا بالعرب لا في سهوب آسيا ولا في الأناضول، كذلك الأمر مع الإيرانيين أو شعوب جنوب شرق آسيا، ففكرة التعريب هنا تتوقف على العمل الممنهج من الدولة ونشر الفكرة بين الناس وقبول لها، وهو شيء لن يقبله أحد لا في الأناضول ولا في أي قطر مسلم آخر طالما أنهم مسلمون موحدون، فهو عندما يتخلى عن لغته يتخلى عن ثقافته وحضارته أيضًا التي هي وإن كانت حضارة إسلامية إلا أن لها طابعها المختلف وطرزها الخاص.
الدولة العثمانية
نشر في 29 نيسان 2019
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع