Facebook Pixel
238 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

في أي مجتمع حديث في دولة مدنية، يوجد هنالك ثلاث طبقات، لا معجزات فالأقدار تورّث، ومقدار ما تملك، يحًدّد من أنت وكيف ترى العالم والمادّة عنصر ثقافي شئت أم أبيت

الحراك الإجتماعي (مقال)

في أي مجتمع حديث في دولة مدنية ، يوجد هنالك ثلاث طبقات.. الدٌّنيا، وهو من يقومون بالأعمال اليدوية أو الوضيعة.. العليا، وهم من يملكون رأس المال ووسائل الإنتاج.. والوسطى، وهم من يملكون القليل من المعرفة ليقوموا بعمل إداري يشرفون من خلاله على عمل الطبقة الدنيا ، لمصلحة الطبقة العليا..

مواطنو الطبقة الوسطى الذين أنت بالضرورة منهم.. يعيشون حياتهم بحثا عن شيء يسمى الحراك الإجتماعي.. وهو السعي للانتقال عموديا في المجتمع، ليصبحوا من الطبقة العليا.. و في نفس الوقت يعيشون خوفاً دائماً من الهبوط للطبقة الدنيا..

طبعا هذا الحراك الإجتماعي، لا يكون فقط عموديا عبر طبقات المجتمع .. بل يشمل أيضا الإنتقال أفقيا عبر الجغرافيا.. أي محاولة الإنتقال من الأحياء المكتظة بالعمارات المتلاصقة والشوارع الضيقة ، نحو أحياء أرقى فيها شوارع أوسع، تترامى على جانبيها فلل فخمة ، تحيط بها حدائق غنّاء وسيّارات فارهة..

هذا هو حلم الطبقة الوسطى الذي يسعى كل فرد فيها بوعي أو بدون وعي إلى تحقيقه، حتى لو عبر جزئيات بسيطة ولزمن قصير جدّاً، مثل إستئجار سيارة فارهة لساعتين في يوم الزفاف.. أو تناول وجبة في مطعم فخم في الذكرى العاشرة للزواج..

ومع أن بائعي التفاؤل يضربون لك أمثلة حقيقية على حدوث هذا الحلم، ليبيعوا منتجاتهم.. إلّا أن الواقع يثبت أن الأغشية بين الطبقات سميكة جداً بحيث أنه من الصعب جدّاً المرور خلالها، على الأقلّ عبر جيل واحد..

والكلام هنا ليس لتحطيم الطموح أو قتل الدافعية ولكن ليكون الحلم واقعياً إلى حدٍّ ما.. وربّما من المفيد لك أن تعرف أن السبب الرئيسي في سماكة أغشية طبقات المجتمع، يرجع بشكل أساسي إلى الطريقة التي تفكّر بها كل طبقة.. التصوُّر الإجتماعي نحو مفاهيم مثل المال، الإنفاق، التوفير، الدين، العادات، العدالة، الحكومة، إلخ.. تختلف من طبقة إلى أخرى.. وهذا ربّما هو أهمّ فارق طبقي..

باختصار.. لا معجزات.. الأقدار تورّث، ومقدار ما تملك ، يحًدّد من أنت وكيف ترى العالم.. والمادّة عنصر ثقافي.. شئت أم أبيت..

#كتابات_ديك_الجن
كتابات ديك الجن
نشر في 18 نيسان 2015
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع