1013 مشاهدة
0
0
الرغبة شيء جميل وجارف وقوي، كما السيل المندفع وبإمكانها أي الرغبة بكل بساطة أن تدفع أي شخصين نحو علاقة ما .. بدون تفكير أو حتى وقت للتفكير
الرغبة شيء جميل وجارف وقوي.. كما السيل المندفع.. وبإمكانها- أي الرغبة - بكل بساطة أن تدفع أي شخصين نحو علاقة ما .. بدون تفكير أو حتى وقت للتفكير.. لكن هذه العلاقة التي قد يبدو لأول وهلة أنها علاقة حب.. ليست كذلك بالفعل.. هي فقط علاقة قائمة على الرغبة.. وترى الإنسان كأداة ..لذلك مهما بدت جارفة ومذهلة ومشتعلة ومليئة بكلمات الحب .. إلا أنها في الحقيقة هشة.. وغير قادرة على حمل ثقل العلاقة البشرية بما فيها من تعقيدات وتناقضات..ذلك أن الرغبة ترى الإنسان فقط كأداة.. وليس كموضوع.. وتخاطب فيه فقط, الجزء المؤقت والجميل والمندفع.. ولأننا لسنا جميلين ومندفعين على الدوام.. فإن الرغبة لا تتردد في هجرنا في لحظات اليأس والقنوط والضعف.. بل وفي لحظاتنا العادية حتى.. لا تخترق أرواحنا.. لا تسمع أنيننا.. ولا تقبل صمتنا حتى.. من أجل ذلك.. فهذه العلاقات ومهما قيل فيها من وعود البقاء إلا أنها قصيرة الأمد.. تستطيع ترتيب لقاء .. اثنان .. خمسة .. عشرة.. لكن لا أكثر من ذلك.. تذوي بعدها وتنطفئ كشمعة..
بالمقابل.. فالحب كشيء يرى الطرف الآخر كموضوع.. ويرى سعادته كهدف دائم وأبدي ومقدس.. فهو قادر على حمل ثقل علاقاتنا على المدى القصير والطويل.. بكل ما فيها من تقلّبات ومدّ وجزر.. وضعف وقوة.. لا يتنكر لنا أبدا.. بل يقبلنا بكل ما فينا من عيوب.. لأن هدفه سعادتنا.. وليس مص دمائنا من أجل السعادة.. ويمنحنا الإحساس بأننا جميلون ومرغوبون.. ومحبوبون.. حتى لو كنّا أنفسنا عاجزين عن رؤية ذلك.. في ظل هذا الحب.. يمكن للرغبة التي انطفأت بسهولة في العلاقة الأولى أن تبقى مشتعلة .. ليس لعشرين أو ثلاثين مرة .. بل لأربعين وخمسين ومائة عام.. لأن رغبة الحب هنا.. تستمد نارها من مقدس وسرمدي.. وليس من نزوة عابرة أو فائض هرمونات..
طوبى للحب الخالد والثابت والأزلي كالأشجار.. وطوبى لأولئك الذين سقونا من أرواحهم.. وآمنوا بِنَا.. في أكثر لحظاتنا يأسا وتمزيقا وكفرا..
#لمقام_الست_زبيدة
#ديك_الجن
نشر في 16 أيّار 2018