843 مشاهدة
0
1
معلومات وتساؤلات في التربية الحديثة للأطفال، من أحدها أن هناك ثلاثة أنواع من إضطرابات القلق عند الأطفال، كيف نميز بينهم؟
هناك ثلاثة أنواع من إضطرابات القلق عند الأطفال:١. اضطراب قلق الانفصال (Separation anxiety disorder) الذي يتم تشخيصه عند ظهور قلق غير متناسب ومفرط (بالنسبة لعمر الطفل) عند الانفصال عن الوالدين أو المربين. وفقا للطبعة الخامسة لدليل التشخيص والإحصاء التابع للرابطة النفسية الأمريكية للاضطرابات النفسية( DSM-5)، يتميز اضطراب القلق الانفصالي بمستوى مرتفع من الخوف أو القلق بشأن الانفصال عن الوالدين أو مقدمي الرعاية الأولية، بما يتجاوز ردود الفعل الطبيعية بالنسبة للعمر. علاوة على ذلك، قد يكون هناك قلق واسع النطاق من أن أحد الوالدين قد يصاب بالضرر عند الانفصال، الأمر الذي يؤدي إلى ضيق شديد عند الطفل، وأحيانا لظهور الكوابيس. يطلب الدليل التشخيصي والإحصائي وجود ثلاثة أعراض على الأقل تتعلق بالقلق المفرط بشأن الإنفصال عن الوالدين أو مقدمي الرعاية لمدة لا تقل عن 4 أسابيع. غالبا ما تأخذ المخاوف شكل رفض الذهاب إلى المدرسة، الضيق الشديد عند الانفصال، الشكاوى المتكررة من أعراض جسدية مثل الصداع وألم المعدة عندما يقترب وقت الابتعاد، والكوابيس المتعلقة بمسائل الانفصال.
٢. اضطراب القلق العام ( Generalized anxiety disorder ) يظهر لدى الأطفال الذين يعانون من ضائقة كبيرة في أنشطة الحياة اليومية، غالبا تتعلق بمخاوف لدى الطفل من عدم الكفاءة في العديد من المجالات، بما في ذلك الأداء في المدرسة والبيئة الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، الأطفال الذين يعانون من اضطراب القلق المعمم، وفقا ل DSM-5، لديهم واحدة على الأقل من الأعراض التالية: عدم الارتياح المستمر، الشعور بالتعب بسرعة، فقدان القدرة على التذكر والتفكير في مواقف عديدة، توتر العضلات و اضطرابات النوم. الأطفال الذين يعانون من اضطراب القلق العام يميلون إلى الشعور بالخوف في أوضاع متعددة ويتوقعون نتائج سلبية أكثر عندما يواجهون تحديات أكاديمية أو اجتماعية، مقارنة بأقرانهم. الأطفال والمراهقين الذين يعانون من اضطراب القلق العام قد يعانون من أعراض جسدية عندما يشعرون بالقلق الشديد، مثل عدم انتظام دقات القلب، ضيق في التنفس، الدوخة، التعرق، الغثيان أو الإسهال. الأطفال والمراهقون الذين يعانون من اضطراب القلق العام يميلون إلى أن يكونوا قلقين بشكل مفرط من الكوارث الطبيعية المحتملة مثل الزلازل أو الفيضانات، وهذه المخاوف يمكن أن تؤثر على مشاركتهم بأنشطتهم اليومية. الأطفال والمراهقين الذين يعانون من اضطراب القلق العام يشعرون بالقلق بشكل مستمر بشأن جودة أدائهم في المدرسة والرياضة وغيرها من الأنشطة، وغالبا ما يطلبون طمأنة مفرطة حول أدائهم.
٣. اضطراب القلق الاجتماعي ( Social anxiety disorder) موجود لدى الأطفال الذين يعانون من الانزعاج والضيق الشديدين في المواقف الاجتماعية ويخافون جدا من التدقيق أو الإذلال. يمكن لهذه الأطفال أن تعبر عن ضائقتها عن طريق البكاء، نوبات الغضب، الامتناع من المشاركة، التجمد، أو حتى أن تصبح غير قادرة على الكلام . وفقا ل DSM-5، هذا الاضطراب يتميز بالضيق والقلق المستمر في جميع الحالات الاجتماعية تقريبا. إن أي حالة يشعر فيها الطفل بأنهم عرضة للتدقيق المحتمل من قبل الآخرين يمكن أن تثير خوفهم أو قلقهم، ولهذا غالبا ما يحاول الطفل تجنب هذه المواقف الاجتماعية المخيفة بالنسبة له. الطفل أو المراهق الذي يعاني من اضطراب القلق الاجتماعي قد يُظهر قلق حول نوع معين من الأداء، مثلا كالخوف من التحدث أمام جمهور. عادة ما يظهر هذا القلق فقط في المدرسة أو في الأوساط الأكاديمية التي يجب فيها تقديم العروض أمام جمهور، مثل زملاء في المدرسة. اضطراب القلق الاجتماعي له تأثيرات كبيرة على الإنجازات المستقبلية، لأنه يرتبط مع عدم الرضا في الأنشطة الترفيهية، زيادة معدلات التسرب من المدارس، انخفاض الإنتاجية في مكان العمل عند البالغين، وعدم القدرة على الدخول في علاقة عاطفية. على الرغم من الضائقة الكبيرة التي يسببها اضطراب القلق الاجتماعي، نصف الأشخاص الذين يعانون منه لا يتوجهون للعلاج ولا يتلقونه.
اضطرابات القلق، خصوصا عند الأطفال، تسبب ضائقة شديدة وتحتاج العلاج المبكر. التغاضي عن العلاج قد يؤثر على تطور الطفل في مجالات عديدة، والتأخر فيه يساهم بتأسيس ردود فعل امتناعية يصبح من الصعب تغييرها لاحقا. التوجه لعلاج نفسي عند معالجين مختصين في علاج اضطرابات القلق هو أمر ضروري جدا.
بسمة سعد
أخصائية نفسية علاجية
نشر في 22 تشرين الأول 2017
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع