665 مشاهدة
0
0
هل تفكر كثيرا بالمرض؟ هل تشعر بالقلق الدائم من أنك قد تكون مريضاً أو قد تمرض مستقبلاً؟ هل تفسر كل إحساس غريب في جسدك على أنه مرض خطير؟
هل تفكر كثيرا بالمرض؟ هل تشعر بالقلق الدائم من أنك قد تكون مريضا أو قد تمرض مستقبلا؟ هل تفسر كل إحساس غريب في جسدك على أنه مرض خطير؟ هل تشعر أحيانا بعوارض جسدية تقلقك لكن طبيبك لا يجد لها سببا جسديا؟ هل تكثر من الزيارات لطبيب العائلة لتطلب منه إجراء فحوصات؟القلق من الأمراض هو أمر إنساني وطبيعي، يمثل معاناة الإنسان في حياة لا سيطرة كاملة له عليها. لكن إذا كان القلق متواجدا بصورة شديدة تمنع الإنسان من مزاولة حياته العائلية، الإجتماعية والمهنية بشكل مقبول، فإنه يدخل تحت تصنيفات وتشخيصات الطب النفس-جسدي (Psychosomatic Medicine). الطب النفس-جسدي يعتبر مجال بحث طبي واسع منذ أكثر من خمسين عاما. المصطلح Psychosomatic مركب من كلمتين يونانيتين: "Psyche" التي تعني "نفس" و "soma" التي تعني "جسد". المصطلح يعبر عن التأثير للوضع النفسي على الجسدي.
التشخيصات النفسية الثلاث الأكثر شيوعا بالنسبة للقلق من المرض هي:
١. الإضطراب جسدي الشكل (Somatic Symptom Disorder) : لمدة تفوق ستة أشهر، الشخص ينشغل بعوارض جسدية ويفسرها على أنها مرض خطير. هو يعتقد أنه يعاني من مرض خطير لم يتم اكتشافه بعد، والدليل على ذلك أحاسيس جسدية معينة. الفحوصات الطبية لم تجد أي دليل لأي مرض، لكن هذا لم يقنعه، ولم يخفف قلقه من وجود المرض.
٢. التوهم المرضي (Illness Anxiety Disorder): بدون العوارض والأحاسيس الجسدية في الحالة السابقة، ولمدة تفوق ستة أشهر، ينشغل الشخص بفكرة أنه مريض بمرض خطير لم يتم إكتشافه بعد، وذلك برغم عدم وجود دليل في الفحوصات الطبية. قد يكون الشخص من النوع الذي يتوجه لفحوصات كثيرة، أو قد يكون من النوع الذي نادرا ما يقوم بإجراء أي فحوصات.
٣. إضطراب التحويل (Functional Neurological Symptom Disorder/ Conversion Disorder): الشخص يعاني من أعراض عصبية كالخدر، العمى أو الشلل، التي لا ترتبط بسبب عضوي تم توثيقه بفحوصات طبية، لكنها ترتبط بعوامل نفسية لأن الأعراض ظهرت بعد صراعات نفسية أو أحداث مسببة للقلق.
الأسباب النفسية:
وثق فرويد في بدايات مسيرته حالات من "الهيستيريا" أو إضطراب التحويل، عند نساء أظهرن عوارض جسدية صعبة دون أن يكون هناك تشخيص طبي يفسرها. فرويد فسر الحالة على أنها كبت لصراعات نفسية شديدة وتحويل القلق النفسي إلى عوارض جسدية. الصراعات النفسية هذه هي بين دوافع غريزية (من العنف والجنس) وبين تحريم التعبير عن هذه الدوافع.
بالنسبة للإضطراب جسدي الشكل والتوهم المرضي، تفسر مدارس التحليل النفسي العوارض على أنها أمنيات عنيفة وعدائية مكبوتة تم تحويلها لعوارض جسدية خفيفة أو لخوف شديد من المرض. هذا الغضب الدفين مصدره خيبات أمل، نبذ وخسارة في العلاقات خلال السنوات السابقة. بالإضافة إلى ذلك، الخوف من المرض تم تفسيره على أنه آلية دفاعية ضد إحساس بالذنب سببه نظرة سلبية للذات وشعور داخلي لدى الإنسان بأنه سيء وبإنتظاره العقاب (المرض).
العلاج:
العلاج للحالات السابقة يمكن أن يكون دوائي اذا رافق الحالة إضطراب آخر كالإكتئاب مثلا. لكن العلاج الأساسي هو علاج نفسي يتم اختيار نوعيته بعد تشخيص دقيق للحالة. يمكن للعلاج أن يكون ضمن مجموعة علاجية، علاج فردي سايكودينامي، أو علاج سلوكي معرفي.
بسمة سعد
أخصائية نفسية علاجية
نشر في 15 تموز 2017
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع