Facebook Pixel
البشر يثقون بالروبوت وإن كان مخطئاً
725 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

نتائج غير متوقّعة هي جزءٌ آخر من الأُحجيَةِ التي تحاول الرّوبوتاتُ حلّها فإن لم يثق الأشخاص كفايةً بالرّوبوتات، فإنّها لن تتمكّنَ من مساعدتنا بالهرب من الكوارث، أو حتى الملاحة في العالم الواقعيّ

(طالبٌ جامعيٌّ ٌ في مكتبِهِ مع روبوت يكمل مقالاً أكاديميّاُ. فجأةً يرنُّ جرس الإنذارِ والدّخان يملاُ الرّدهةَ خارجَ الباب.

الطّالب مُجبَرٌ على الاختيار بسرعةٍ بين الهرب باتّجاه علامةِ الخروج الواضحة التي دخل منها، أو سلوك الاتّجاه الذي يشير إليه الرّبوت عن طريق الباب المُغلق.)
تلك كانت عمليّةُ اختيارٍ حقيقيّة أُجرِيَت على ثلاثين شخص في تجربةٍ جديدةٍ تمّ إجراؤُها في جورجيا تك في أتلانتا. النّتائج أدهشت الباحثين، فمعظم الأشخاصِ تقريباً اختاروا اتّباعَ الرّوبوت، بالرّغم من أنّ الطّريقَ كان بعيداً عن المخرج الحقيقيّ.
"لقد كنّا مندهشين"، يقول الطّالب الذي قاد الدّراسة، "لقد اعتقدنا بأنّه ليس هناك ثقةٌ كافيةٌ، وأنّ علينا فعلَ شيءٍ لجعل الرّوبوت جديراً بالثقة".
هذه النّتائج غير المتوقّعة هي جزءٌ آخر من الأُحجيَةِ التي تحاول الرّوبوتاتُ حلّها. إن لم يثق الأشخاص كفايةً بالرّوبوتات، فإنّها لن تتمكّنَ من مساعدتنا بالهرب من الكوارث، أو حتى الملاحة في العالم الواقعيّ. ولكن في المقابل، لا نريد للأشخاص اتّباع التّعليمات من البرمجيّات الخبيثة، أو الآلات المليئة بالثّغرات.
ينبغي للباحثينَ أن يعلموا أنّ طبيعةَ العلاقة بين البشرِ والرّوبوتات ما تزال غامضة

في دراسة طارئة، استخدم فريق "روبينت" نسخةً معدّلةً من Pioneer P3-AT، وهو روبوت يبدو كصندوق صغير بعجلاتٍ، وبذراعٍ متحرّكة تسمح بالإشارة إلى نقطة معيّنة. كلُّ مشتركٍ يتّبع الرّوبوت بشكل فرديّ في المَمَرّ، إلى أن يشيرَ إلى غرفةٍ للدّخول إليها. بعد ذلك يقوم المشتركون بملئ استمارةٍ لتقييم أداءِ الرّوبوت في الملاحة، وقراءة فقرةٍ من مجلة. تمَّ محاكاةُ الحالة الطّارئة عن طريق دخانٍ صناعيٍّ، وحسّاس الدّخان.

لقد اختار 26 من ال 30 مشترك، اللّحاق بالرّوبوت خلال حالة الطوارئ. ولسببٍ غيرِ واضح، تمّ استبعاد اثنين من الأربعة المتبقّين، أمّا الاثنان الآخران، فقد اختارا عدمَ مغادرة الغرفة
هل الثّقة في غير محلّها؟
وجد الباحثون أنّ النّتائج تشير إلى أنّه إذا ما قيل للأشخاص بأنّ الرّوبوت مُصَمّم للقيام بوظيفةٍ معيّنة – كمان كان الحال في التّجربة- فإنّهم سيثقون بالرّوبوت بشكلٍ تلقائيّ. في الواقع، قال العديد من المشتركين، في استمارة مُلِئَت بعد انتهاء حالة الطوارئ الوهميّة، بأنّهم تبعوا الرّوبوت بشكل خاصّ لأنّه كان يحمل عبارة "في الحالات الطارئة، اتّبع الرّوبوت".

سيتمُّ عرض الدّراسة في شهر مارس في ACM/IEEE International Conference للتّفاعل بين الإنسان والرّوبوت، والذي سيقام في كريستشرك، نيوزيلندا.
يُشبّه "روبينت" هذه العلاقة بالحالات التي يتّبع فيها السّائقون الطّرقَ غير المألوفة، والمُقتَرَحة من نظام الملاحة. "طالما يستطيع الرّوبوت التّعبيرَ عن نواياه بطريقة ما، فإنّ البشر سيثقون به في معظم الأحيان".
تقول Holly Yancoالتي تقوم بدراسة التّفاعل بين البشر والرّوبوتات في جامعة ماساشوستس لويل.
"لقد أدهشني كيف تبع كلّ شخصٍ الرّوبوت".
وتتساءل فيما إذا كانت الحقيقة أنّ كونها حالة طوارئ، وليست تجربة مختبر تقليدية، هي التي دفعت الأشخاص للوثوق بالرّوبوت في تلك اللحظة. وتقول: "من الممكن أنّ الأشخاصَ اعتقدوا بأنّ الرّوبوت لديه معلومات أكثر من التي لديهم".
إلى أيِّ حدٍّ تصلُ هذه الثقةُ العمياء؟. في تجاربَ لاحقة، وضع "روبينت" وزملاؤه مجموعةً صغيرةً من الأشخاص في تجربة، ولكن مع بعضِ الحيل، كأن يتعطّل الرّوبوت في بعض الأحيان، أو يتوقّفَ في مكانه خلال عمليّة المشي الأوليّة في الرّدهة، ويقومَ بطلب الباحث لكي يأتي ويعتذر عن الأداء السّيّئ للرّوبوت. ومع ذلك فإنّ الأشخاص تابعوا اللّحاق بالرّوبوت في حالة الطوارئ.
في تجربة أخرى، يشير الرّوبوت إلى نقطةٍ مظلمةٍ من الغرفة تحوي على مخرج، ولكن يوجد عائقٌ جزئيٌّ من قطع الأثاث يحجب المخرج. اثنان من ستّة مشتركين حاولوا إزاحة العائق عوضاً عن سلوك المخرج الواضح.
في تجربة أخرى، يشير الرّوبوت إلى نقطةٍ مظلمةٍ من الغرفة تحوي على مخرج، ولكن يوجد عائقٌ جزئيٌّ من قطع الأثاث يحجب المخرج. اثنان من ستّة مشتركين حاولوا إزاحة العائق عوضاً عن سلوك المخرج الواضح.

"يمكن أن تكون الثّقةُ المُفرِطَة بالرّوبوتات مشكلة خطيرة". تقول كريستين دوتنهان في جامعة Hertfordshire بريطانيا. وتتابع: "إنّ أيّ جزءٍ برمجيّ يمكن أن يحمل أخطاء، ومن المؤكّد أنّها نقطة مهمّة جدّاً للنظر فيما يعنيه ذلك لمصمّم الرّوبوت، وكيف نستطيع بشكلٍ محتَمَل تصميمَ روبوت بطريقة تجعل القيود واضحة".
المصدر: New Scientist

إعداد : المهندس عبادة الزعبي
تدقيق لغوي : رنيم غازي
#AraSense
#تقنية
AraSense
نشر في 26 آذار 2016
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع