965 مشاهدة
0
0
يقول الكثير من الناس أنهم يعيشون حياة سعيدة وصحية بسبب علاقاتهم القوية مع الآخرين، إلّا أنه من غير الواضح طريقة وصول أولئك الناس إلى هذه العلاقات، ما هي الآلية التي استخدموها؟
السرّ العلمي للعلاقات القويّةيقول الكثير من الناس أنهم يعيشون حياة سعيدة وصحية بسبب علاقاتهم القوية مع الآخرين، إلّا أنه من غير الواضح طريقة وصول أولئك الناس إلى هذه العلاقات، أوعلاقة ذلك بالرفاهة.
اختبر علماء كيفية تأثير العلاقات بالحياة الشخصية إمّا سلبياً أو إيجابياً، و ذلك بعملية اعتُبِرَت مساهمةً عملاقة للموضوع.
تقول بروك فيني- و هي أستاذة مساعدة في علم النفس الاجتماعي في جامعة كارنيجي ميلون في بيتسبورغ- بأن العلاقات تساعد الناس في التعامل مع التوتر والمحن و المصاعب، وتساعدهم في الازدهار و الوصول إلى أهدافهم وغرس المواهب فيهم.
حيث أخبرت الأستاذة فيني موقع لايف ساينس في رسالة إلكترونية، قائلة: " أُعَرّف الشخص الطموح بأنّه سعيد ودائم البحث عن أهداف حياتيّة ذات معانٍ عميقة".
أضافت الأستاذة بأنه عادةً ما يتميز الأشخاص الطموحين بأهدافهم في الحياة، وأهدافهم تجاه أنفسهم وتجاه غيرهم، كما يتمتعون بالصحة الجسدية والذهنية، واتّصال عميق مع الآخرين.
ويمكن للأهل وشركاء الحياة والأصدقاء المساعدة في بناء الطموح، إلا أن نوع المساعدة يختلف من شخص لآخر، ويعتمد على ما يواجهه الشخص من متاعب، كفقدان فرصة عمل أو طلاق، أو أمر غير مرغوب به.
الأوقات الصعبة
أضافت الأستاذة فيني أنه يمكن للداعم أن يقلل من أعراض التوتر ويساعد الشخص المدعوم للحفاظ على طموحه خلال المحن، فأولاً يجب على موفّر الدعم أن يوفّر ملجأً مناسباً يشعر فيه بأنه حرّ من أي أعباء يحملها، و الخطوة الثانية هي توفير الحصانة، حيث يساعد الداعم الشخص المدعوم على تطوير قدراته و نقاط القوة لديه للتعايش مع المحنة.
و أكملت الأستاذة فيني بأنه يمكن للداعم- عند استمرار المشكلة- أن يشجّع الشخص المدعوم عن طريق استخدام نقاط القوة عنده لإعادة بناء العلاقات لديه، وحل مشاكله أو التعايش مع المحنة بإيجابيّة، فيتمكن الداعم أخيراً من المساهمة في إعادة تعريف المحنة كأمر غير مرعب، بل كفرصة للتغيير الإيجابي أيضاً.
وحسب ما قاله الباحثون عن الطلاق، فإنه يمكن لأيّ شخص أن يشعر بأنه غير مرغوب فيه إن اضطُرّ إلى طلاق لا يريده، إلا أنّه يمكن لأصدقائه أن يكونوا ملجأً يضّمه و يُؤويه، حيث يجد أُذُناً تسمع مشاكله، كما بإمكانهم تذكيره أن الطلاق أمر شائع، و القيام بتشجيعه كإخباره بأنه شخص مضحك ووسيم؛ و كل ذلك يساعد على إعطاء الطلاق تعريفاً جديداً وإيجابياً، حيث يدفع الشخص للمُضي قُدُماً والبحث عن شريك جديد.
و قالت الأستاذة فيني مضيفةً على ما سبق: "نشير معاً إلى تلك العملية بأنها عملية توفير مصدر للقوة لإيجاد الطموح عن طريق المحن".
و قد قال أستاذ علم النفس في جامعة نوروسترن في إفنستون في ولاية إليلينوي الأستاذ إيلي فنكل -والذي بدوره لم يكن مشاركاً بالدراسة- : " إلاّ أن الدراسة ساعدت في تحديد التوقيت والطرق المناسبة لبيان النواحي الفضلى في الأشخاص".
أخبر الأستاذ فنكل موقع لايف ساينس: " إن هذه الدراسة تضيف معلومات هامة حول الأشخاص المكافحين الذين يلتفتون إلى أحبّائهم من أجل الدعم، إلا أن المساهمة الأكبر في هذا العمل هو المقدرة على توفير تحليل منطقي لقدرة أحبّائنا و أصدقائنا على مساعدتنا في السعي لبناء شخصيتنا".
الطموح الاعتيادي.
قالت الأستاذة فيني أيضاً إن الدعم يساعد في ازدهار الطموح حتى في أوقات تخلو من المحن والصعوبات، حيث يمكن لأولئك الذين يلعبون دور محفّزي العلاقات أن يحتضنوا فرص النمو خلال الحياة اليومية، وذلك لقدرتهم على تشجيع الشخص لمغادرة أماكن الأمان وتجربة أنشطة جديدة، أو التفكير بأهداف جديدة.
و يمكن للداعم أن يساعد الأشخاص المدعومين- في حالة القلق أو تخيل أمور سلبية لديهم- على التركيز على الإيجابيات، و تذكيرهم بأنه على الرغم من عدم نجاح أمر معين، إلا أن ذلك الأمر مهم كمساحة للنمو.
أفادت الأستاذة فيني: "هذا أيضاً يتضمن مساعدة الشخص في اغتنام الفرص وعدم تفويتها".
يمكن للدّاعم أن يساعد الشخص المدعوم في إيجاد هدف سهل المنال، وإيجاد الطريقة المناسبة للوصول إليه، و يمكن للأصدقاء المتواجدين في الأنحاء من غير المتطفلين الاحتفال بنجاح هذا الشخص، لأسباب عديدة كالحصول على شهادة معينة، أو كتعاطفهم معه في الحوادث أو المشاكل، كعدم تلقّيه ترقية في العمل.
قال الباحثون إنه من الممكن لأولئك الداعمين أن يتجاوزوا تلك الحدود، حيث أن الشخص لن يستطيع أن يكون طَموحاً إن أشعروه بالضعف أو الحاجة أو عدم التأهل الكافي، أو الشعور بالذنب أو غيره.
و قد ذكرت الأستاذة فيني طُرقاً عدة يقوم الداعم من خلالها بتحقير الشخص من دون قصد، كإعطاءه الشعور بأنه عبء عليه، أو التقليل من أهمية نجاحه، أو لومه على مصائبه أو التقليل من حدود اعتماده على ذاته، أو السيطرة الزائدة على الموقف.
و قد أفادت قائلةً: " يتلف الدعم غير المُراعِ للمشاعر طموحَ الشخص، لأنه يزيد من الإعتماد على الغير، أو العكس".
علم العلاقات
لقد استخلصت هذه الدراسة نتائج 400 دراسة أخرى تم تطبيقها على العلاقات بشكل مكثف، حيث تتضمن هذه الدراسة كتابات الأستاذة فيني وزميلتها نانسي كولينز - وهي أستاذة في كلية علم النفس وعلوم الدماغ في جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا، منذ أكثر من 15 سنة.
و قد قال الأستاذ فنكل: "تمزج الدراسة بين أفضل أفكارهم في ذلك الوقت مع القليل من اكتشافات اليوم، لإنتاج مساهمة رئيسيّة و مهمة لعلم العلاقات وطموح الإنسان".
و أفادت الأستاذة فيني أنه قد يكون إطار عمل المراجعة أساساً لتطوير تدخّل العائلة في العلاقات، وتدريب أولئك الذين يساعدون في بناء طموح الآخرين، بحيث يمكن للناس أن تطمح عند وجود داعمين خلال الأوقات الجيدة و العصيبة.
و قد ختم الأستاذ فنكل قائلاً: " إن بناء علاقة قويّة هو شرط أساسي لازدهار الإنسان، و دعم أحبّائنا هو أمر أساسي لنجاحنا مهما اختلفت أهدافنا".
ترجمة: Yara Fadel
تدقيق: Islam I. Omari
المصدر: livescience.com
رابط المقال بالانجليزية: http://goo.gl/5UzYCy
نشر في 03 أيلول 2014
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع