1098 مشاهدة
0
0
يوجد في هذا العالم نوعين من الناس نوعٌ لا يستطيع بدء يومه دون ترتيب سريره، ونوعٌ لا يستوعب المغزى من ترتيب السرير بدقة، ليقوم بعد 18 ساعة بتخريبه كليّاً مرة أخرى، أيهما الأكثر صحياً؟
ترتيب سريرك كلّ صباح، قد يشجّع عثَّ الغبار على التكاثر فيه:يوجد في هذا العالم نوعين من الناس – نوعٌ لا يستطيع بدء يومه دون ترتيب سريره، ونوعٌ لا يستوعب المغزى من ترتيب السرير بدقة، ليقوم بعد 18 ساعة بتخريبه كليّاً مرة أخرى. يحق للمجموعة الثانية أن تبتهج، لأنّ العلم قد وجد أنّ السرير الفوضوي قد يكون في الواقع أفضل لصحتك.
هذا لأنّ عثّ الغبار – المخلوقات المجهرية التي تسبب الربو والحساسية لدى بعض الناس – تتكاثر في الظروف الرطبة الدافئة، في السرير المرتب بدقة، ولكنها تجف عندما يتم ترك البطانيات مبعثرة.
إذا قمت الآن بالجري إلى غرفة نومك، ونزعتَ عنه الغطاء مشمئزّاً فلا داعي للذّعر، لأنّ عثّ الغبار جزءٌ طبيعيٌّ من حياتنا، وهناك الآن على الأرجح نحو 1.5 مليون منهم يعيش في سريرك، وتقيم وليمة على خلايا جلدك القديمة. هذا مقرفٌ جداً، ولكن بالنسبة لمعظمنا ليست حقاً مشكلة، لأننا لن نلاحظ أبداً تلك الكائنات الصغيرة التي تشاركنا الفراش.
إلا أنّ الكثيرَ من الناس الذين لديهم حساسية من المواد التي ينتجها عثّ الغبار – في كثير من الأحيان لا يدركون ذلك – وبالنسبة لهم يمكن للحشرات الصغيرة أن تؤدي إلى السعال المستمر، والعطس، وحكة في العيون والربو. وقد تكون هذه الأعراض سيئة خاصة عندما تستيقظ في الصباح. وعلى حسب دراسة أجريت عام 2006 يمكن لهؤلاء أن يستفيدوا من ترك السرير فوضوياً في الصباح.
أجري البحث من قبل فريق من جامعة كينغستون في انكلترا، حيثُ استخدموا نموذجاً حاسوبياً لتوقع كيف يستطيع عثّ الغبار التعامل مع مجموعة من الظروف المختلفة.
ووجد الباحثون أن الجو المثالي لغبار العثّ عندما نكون معها في السرير ليلاً، حيث نجعل كل شيء رطب وحار تحت الأغطية بسبب تعرّقنا. ولكن قد تقلّ أعدادهم إذا وفّرنا فرصة كافية للسرير ليتنفس خلال اليوم.
"نحن نعرف أنّ العثّ يبقى على قيد الحياة فقط حين يأخذ الماء من الجو باستخدام غدد صغيرة موجودة على السطح الخارجي لأجسامهم"، قال كبير الباحثين ستيفن برتيلوف Stephen Pretlove لقناة البي بي سي عندما نشر البحث. "يمكن لشيء بسيط كترك السرير غير مرتب خلال النهار، أن يزيل الرطوبة من الأغطية والفراش، فيصاب العثّ بالجفاف ويموت في نهاية المطاف."
وقد كانت الدراسة التي نشرت في Experimental & Applied Acarology (علم الأحلام التجريبي والتطبيقي)، والتي تعتمد على الأوضاع في المملكة المتحدة، لا تنطبق لسوء الحظ على المناطق الأكثر رطوبة: مثل المناطق المدارية. لقد خطط الفريق لاختبار نموذجهم في العالم الحقيقي، من خلال تقييم أثر ترتيب السرير أو عدمه على أعداد من عثّ الغبار، ولكن لم يتم بعد نشر نتائج تلك البحوث
ليس الكلّ مقتنعاً أنّ ترك السرير دون ترتيب كل يوم، يكون لديه الأثر الكافي على الرطوبة في السرير، وبالتالي الحد من أعداد عثّ الغبار – حتى في المملكة المتحدة
"صحيح أنّ العثّ يحتاج ظروفاً رطبةً ليزدهرَ، ولا يمكن أن يعيشَ في الظروف الجافة جداً كالصحراء مثلاً، إلا أنّ معظم المنازل في المملكة المتحدة رطبة بما فيها لكفاية لبقاء العثّ، وأجد صعوبةً في تصديق أنّ عدم ترتيب سريرك ببساطة له أي تأثير على الرطوبة بشكل عام". يقول أندرو واردلو من الجمعية البريطانية لأمراض الحساسية والمناعة السريرية، الذي لم يشارك في البحث للبي بي سي".
نحن نأمل بظهور نتائج جديدة قريباً، لإثبات أنّ عدم ترتيب السرير يمكن حقاً أن يقتلَ عثَّ الغبار. ولكن حتى ذلك الحين، فإنها ما تزال ذريعةً جيدةً جداً لاستخدامها في المرة القادمة،حين يقرعك شخصٌ ما لعدم ترتيبك السرير في الصباح.
(المصدر في التعليقات)
ترجمة: ديمة مطلق
مراجعة: أحمد عباسي
تدقيق لغوي: رنيم غازي
تعديل الصورة: يونس عبد الرزاق
#أبحاث
#حقائق
#AraSense
نشر في 15 تموز 2016
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع