بعد القصة التي حدثت مع الرفيق لورنس ريبل خلصتُ إلى عدة دروس، وارتأيتُ أن أعرضها على الأمة عسى الله أن ينفع بها وبي!
وطريقك مسدود ... مسدود !
قرأتُ البارحة خبراً طريقاً مفاده أن " لورنس ريبل" البالغ من العمر واحداً وسبعين عاماً، وهو من ولاية كانساس الأمريكية، قد سئم من زوجته النكدية، وأراد الهروب من بيته إلى الأبد، فدخلَ إلى أحد البنوك وهو يحملُ مسدساً، أشهره في وجوه الموظفين، وسرق مبلغاً من المال، ثم سحبَ كرسيا وجلس ينتظر مجيء الشرطة وهو يلف رجلاً على رجل ويدخن سيجارته بهدوء !
حضرتْ الشرطة بالفعل وألقت القبض عليه، وبعد أيام تم عرضه على المحكمة، فحكم القاضي عليه _ نظراً لتقدمه في السن وإصابته بمرض القلب_ أن يقضي فترة عقوبته في البيت بدلاً من السجن !
في الحقيقة أني بعد تأمل عميق في كل ما حدث مع الرفيق " لورنس ريبل" خلصتُ إلى عدة دروس، وارتأيتُ أن أعرضها على الأمة عسى الله أن ينفع بها وبي !
1. هناك خطوات تخطوها في الحياة ستبقى تدفع ثمنها طوال عمرك ! زوجتك/ زوجكِ، مهنتك، بيتك ... هذا الأشياء قلما يستطيع أحد أن يُغيرها بعد أن يتورط بها ! ففكر جيداً يا رعاك الله قبل الإقدام عليها !
2. لا تستسلم، هناك دوماً حل ! وأن تندم على شيء فعلته خير لكَ من أن تندم على شيء لم تفعله ! بالمناسبة هذه النقطة لا تتعارض مع النقطة التي قبلها، فالنقطة الأولى مجالها قبل أن يقع الفأس في الرأس ! أما النقطة الثانية فهي "بعد خراب مالطا" وهو مثل كان جدي رحمه الله يعني به : بعد فوات الأوان !
3. لا تعتمد على الدولة لحل مشاكلك الشخصية ! كل دول العالم متقدمة كانت أم متأخرة تعمل على فكرة أن يعمل الناس عندها ولا تعمل هي عند أحد ! صدقوني هذه هي الحقيقة ولا تخدعنكم كمية الخدمات المتفاوتة بين مكان وآخر، ثمة نظام واحد تختلف فيه التفاصيل فقط !
4. الهروب إلى الأمام ليست فكرة جيدة دوماً ! وحدها الدول تهربُ إلى الأمام وتفتعلُ أزمة خارجية عندما تضيق بها الأمور في الداخل، أما نحن المواطنون الأرضيون فافتعال أزمة خارجية لا يحل مشاكلنا الداخلية !
5. في الحياة كما في البحر، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، كما يقول المتنبي، بالمناسبة لقد توقفوا عن صناعة السفن التي تعتمد في سيرها على الريح ، فلا تعلق مصيرك بريح ربما لن تهب !
6. لستَ وحدك من تعاني، هناك رفاق لك في كل أصقاع الأرض، لا أعرف إن كان هذا الكلام يواسيك، ولكنها الحقيقة !
7. بعد محاولة جادة قد تعود إلى المربع الأول، ولكن لا بأس يكفيك شرف المحاولة !
8. لا حول ولا قوة إلا بالله !
.
أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية
30. 9. 2018