Facebook Pixel
أسباب فشل إغتيال هتلر
1648 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

عمليّة فالكيري, هناك ثلاثة أسباب تفسّر فشل مؤامرة إغتيال أدولف هتلر في العشرين من تموز

عمليّة فالكيري.

ثلاثة أسباب تفسّر فشل مؤامرة الاغتيال في العشرين من تموز.

لا يتحدّدُ التاريخُ أحيانًا بالقرارات السياسيّة الكبيرة، أو الحروب الواسعة، في حين تسيّرُه وتقلبُ أحداثه تفاصيلٌ صغيرةٌ لا تؤخذ بعين الاعتبار فتقودُ إلى أحداثٍ متجذّرةٍ في عُمق التاريخ.

حديثُنا هنا عن حدثٍ تاريخيّ معيّن وهو عمليّة سياسيّة تمَّ التخطيط لها بدقّةٍ متناهية لكنّها فشلت بسببِ تغيّراتٍ بسيطة جرت أثناء تنفيذها.

مؤامرة 20 تموز:
في أواخر الحرب العالميّة الثانية كانت ألمانيا على أعتاب الخسارة، وكان عددٌ كبيرٌ من الألمان ومن ضمنهم بعض كبار قادة الجيش النازيّ الألماني نفسه قد استاؤوا من قيادة أدولف هتلر وسياسته المتهوّرة القائمة على القتال حتى آخر نفَسٍ نازيّ، الأمر الذي سيدفعِ دولته المدمّرةِ أصلًا إلى الإبادة على أيدي الحلفاء، فكان لا بدَّ من التصرّف لمنعِ ذلك.
لذلك فقد تمّت حياكة "مؤامرة 20 تموز" من قبل بعض السياسيّين الكبار وبعض قادة الجيش الألماني ذوي الرّتب العالية، والذين خطّطوا لاغتيال هتلر في 20 تمّوز عام 1944 ومن ثمّ السّيطرة على الحكومة وعقد مبادرة سلام مع الحلفاء لإنهاء الحرب، وهي ما يُعرَف أيضًا بعمليّة فالكيري التي أصبحت واحدة من الأحداث البارزة في نهاية الحرب العالميّة.

الخطّة:
كما ذُكرَ سابقًا فإنَّ قائمة المتآمرين تضمّنت شخصيّاتٍ سياسيّة وعسكريّة بارزة، ولكنّ العقل المدبّر الذي تولّى حياكة الخطّة وتنفيذ عمليّة الاغتيال كان كلاوس فون شتاوفنبرغ، وهو كولونيل في الجيش الألماني كان قد فقد عينه اليُسرى، ويده اليُمنى وإصبعين من يده اليسرى في غارةٍ جويّة في نيسان عام 1943.

ما كان يفتَرَضُ أن يحدث:
أن تتمّ عمليّة الاغتيال بزرعِ قنبلتين في قاعة مؤتمرات هي عبارة عن قبو محصّن مصنوع من الإسمنت المصفَّح له بابٌ واحد وبدون نوافذ، مكانٌ مغلقٌ كهذا سيكونُ مثاليًّا لتفجيرِ قنبلةٍ من الداخل.

كما ترون، فإنّ البناء المعزّز المصنوع من الصُلبِ والاسمنت يمنح حمايةً مطلقة ًمن الانفجارات الخارجيّة؛ لأنّ موجات الانفجار لا تستطيعُ اختراق جدران البناء السميكة، لكن بالمقابل فإنَّ انفجارًا صغيرًا يحدثُ من داخل مبنى كهذا سيؤدّي إلى نتائج كارثيّة، ذلك أنّ موجات الانفجار لن تتمكّنَ من اختراق هذه الجدران السميكة بل سترتدّ إلى داخل الغرفة، وبالتالي فإنّ ضغط الهواء الصّادر عن أصغر الانفجارات سيودي حالًا بحياةِ الجميع في الداخل.
ومع ذلك قرّر المتآمرون استخدام قنبلتين لضمان نجاح الخطّة، وأن يضع شتاوفنبرغ الحقيبةَ التي تحتويهما أقرب ما يمكن من هتلر ثمّ يغادر المكان بعد دقائق.

ما حدثَ فعلاً:
ثلاثة أمور لم تجرِ على ما يرام، كلُّ شيء كان كما خُطّط له إلى أن واجهت الخطّة عقبتها الأولى.

- تغيّر مكان الاجتماع:
كان الطقس في يوم 20 تمّوز حارًّا أكثرَ من المعتاد، ممّا دعى المجتمعين إلى تغيير مكان اللقاء من الغرفة المغلقة إلى قاعة تُسمّى وكرَ الذئب، وهي عبارةٌ عن غرفة اجتماعات عاديّة بطاولة خشبيّة طويلة في مركزها، وتُحَف صغيرة للديكور، ونوافذ للتهوية.

كانت هذه أخبار سيئة بالنسبة للخطّة، إذ أنّ القوّة المدمّرة للقنبلة تقل بشكل كبير في مكان مفتوح نسبيًّا مع الكثير من الأشياء الخشبيّة في الداخل والتي تستطيعُ بدورها امتصاص وتشتيت طاقة الانفجار، ومع ذلك قرّر شتاوفنبرغ متابعة تنفيذ الخطّة إذ رأى أنّه يمكن الحصول على النتيجة المرجوّة باستخدام القنبلتين حتى لو تغيّر مكان الاجتماع، إلى أن واجهته العقبة الثانية.

-استخدام قنبلة واحدة فقط:
بينما كان شتاوفنبرغ يجهّز القنابل مع مرافق في غرفة خاصّة، فاجأتهما مكالمة من خارج الغرفة فلم يعد بإمكانهما تجهيز سوى قنبلةٍ واحدة بدل الاثنتين، فأصبح مصير شتاوفنبرغ والخطّة كاملةً مرهونٌ بمدى فاعليّة انفجار هذه القنبلة الوحيدة التي حملها عبر قاعة الاجتماعات.

-تغيُّر مكان الحقيبة:
يعتمد مدى تضرّر شخص خلال الانفجار على مقدار قربه من القنبلة، فكلّما كان الشخص أقرب كلّما كانت فرصة إصابته بإصابات مميتة أكبر، لذلك وبما أنّ هذه القنبلة كانت أمل شتاوفنبرغ الوحيد؛ فقد حاولَ وضع القنبلة أقرب ما يمكن من هتلر، فقامَ بوضعها تحت طاولة الاجتماعات في أقرب مكان إلى هتلر استطاع أن يصل إليه، ثمّ غادر القاعة بعد أن تحجّج بالردّ على مكالمةٍ هاتفيّة.

محاولة فاشلة:
انفجرت القنبلة بعد عدّة دقائق، لكنّ هتلر نجا من الانفجارِ سالمًا إلا من تمزّق في غشاء الطبل وعدّة إصابات طفيفة!
ما حدثَ هو أنّ الشخص التالي لشتاوفنبرغ احتلَّ مكانه بعد مغادرته، فغيّر دون قصدٍ مكان الحقيبة بعيدًا عن هتلر فأنقذ حياته بذلك، بينما نال هو الأضرار عوضًا عنه بوقوفه فوق الحقيبة مباشرةً.

أجريت دراسات عديدة بخصوص أسباب فشل المؤامرة، وكيف أنّ ثلاثة متغيّرات صغيرة أفشلت المحاولة بأكملها؛ لو تمّ استخدام قنبلتين بدل الواحدة، أو لو عُقِدَ الاجتماع في المكان المغلق، أو لو لم يتمّ إبعاد القنبلة عن هتلر في اللحظة الأخيرة؛ لكان تمّ اغتياله..

------------------------------------------------
#أبناء_العلم

ترجمة وإعداد: فاطمة الحفيري
Sons of Science - أبناء العلم
نشر في 10 نيسان 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع