لا ترتب سريرك لصحة أفضل!

إكتشف العلماء أن السرير غير المرتب أفضل لصحّتك بالفعل، فعندما ترتبين السرير كل صباح قد يشجع العث على المكوث به

هناك نوعان من البشر في هذا العالم: أولئك الذين لا يستطيعون أن يبدأوا يومهم دون تنظيف وترتيب أسرّتهم، وأولئك الذين لا يدركون المغزى من ترتيبها بشكل جميل لتفسد مرة آخرى بعد 18 ساعة. للمجموعة الأخيرة، افرحوا! حيث وجد العلماء أن السرير غير المرتب أفضل لصحّتك بالفعل.

ذلك بسبب نمو عثّ الغبار -وهي مخلوقات ميكروسكوبية صغيرة تحثّ الربو والحساسية عند بعض الناس- على الأسرّة الرطبة والدافئة الأنيقة المغطاة، ولكن عندما يُترك السرير في حالة فوضى؛ فإنه يتعرّض للتهوية بشكل أفضل وأسرع مما يعيق تكاثر العثّ.

وإذا قمت بالركض نحو سريرك ونزعت الغطاء باشمئزاز، لا تخف. فعثّ الغبار جزء طبيعي وأساسي من حياتنا، وهناك حوالي 1.5 مليون منها تعيش على سريرك الآن، تتغذّى هذه الكائنات على خلايا جلدك الميتة. وهذا قذر للغاية، لكنها ليست مشكلة بالنسبة إلى العديد منا، حيث لن نلاحظ تلك الكائنات الصغيرة.

لدى العديد من الناس حساسيةً تجاه بعض المواد التي ينتجها عثّ الغبار -غالبًا دون أن يدركوا ذلك- حيث تسبّب تلك الحشرات الصغيرة سُعالًا مستمرًا وعطاسًا وحك للعينين وربو. وتُعد تلك الأعراض سيئة خاصةً عند الاستيقاظ في الصباح. وطبقًا لدراسة في عام 2006، يمكنهم الاستفادة من ترك أسرّتهم غير مرتبة في الصباح.

وتمت الدراسة بواسطة فريق من جامعة كينجستون في إنجلترا، والذي استخدم نموذجًا للحاسب الآلي للتنبؤ بكيفية تغلّب عثّ الغبار على الظروف المختلفة.

وجد الباحثون أن الظروف المُثلى لعثّ الغبار هي عندما نكون نائمين في الليل، معهم، لتصبح الأجواء رطبة ودافئة. ولكن توفير الهواء في الغرفة خلال اليوم يستطيع تقليل أعدادهم الغزيرة ببساطة.

وقال «Stephen Pretolve» وهو قائد البحث: "نعلم أن العث يستطيع أن ينجو بشُرب الماء المتواجد بالجو المحيط به باستخدام غدد خارجية في أجسامها" وأضاف: "ويستطيع شيء بسيط مثل ترك السرير غير مرتب أثناء النهار أن يزيل الرطوبة من الأغطية والفراش ليجف العثّ ويموت في النهاية".

كانت الدراسة، والتي تم نشرها في صحيفة الدراسة التطبيقية والتجريبية للحشرات «Experimental & Applied Acarology»، مبنية على حالات معينة في المملكة المتحدة، ولذا من سوء الحظ أنها لا تنطبق على كثير من الأماكن الرطبة، مثل المناطق الاستوائية. وخطّط الفريق أن يختبر نموذجه في العالم الواقعي بواسطة تقدير تأثير السرير غير المرتب والسرير المرتب على كائنات عثّ الغبار، ولكن لم تُنشر نتائج ذلك البحث بعد.

وما زال الكثير من الناس غير مقتنع أن ترك السرير غير مرتب كل يوم له التأثير الكاف على الرطوبة لتقليل عدد العثّ، حتى بالمملكة المتحدة.

وقال «Andrew Wardlaw» من المجتمع البريطاني لعلم المناعة والحساسية «Allergy and Clinical Immunology»: "يحتاج العثّ بالفعل إلى بيئة رطبة ليزدهر، ولا يستطيع النجاة في البيئة الجافة جدًا، مثل الصحراء" مُضيفًا: "ومعظم المنازل في الممكلة المتحدة رطبة بشكل كاف لازدهار العثّ بها، وأجد من الصعب تصديق أن عدم ترتيب السرير ببساطة له أي تأثير على الرطوبة كليًا".

إعداد: Majid Abd
تدقيق: Dana Abufarha
تصميم: Ahmed El-Sanhoury