ماسبب طنين الأذن المؤلم؟

يحاول الأطباء إيجاد علاج مناسب لطنين الأذن المزعج، ماهي أسبابه؟ وماهي علاقته بالآلام المزمنة التي قد تصيب أي عضو آخر بالجسم

طنين الأذن المؤلم.. ما أسبابه؟

لسنوات عدة حاول الأطباء تعليل وإيجاد علاج مناسب لمشكلة طنين الأذن، وهو ذلك الألم المستمر الذي يصيب الأذن والذي يعاني منه حوالي 45 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها. إلا أن دراسة جديدة ربما قد تتمكن من فهم تلك الظاهرة ويتم ربطها بالآلام المزمنة التي قد تصيب أي عضو آخر بالجسم.

توصل باحثون من جامعة Georgetown بالولايات المتحدة، أن كلًا من الألم المزمن وطنين الأذن يعتبر نوع من استجابة المخ للإصابات المختلفة، إلا أن تلك الاستجابة تستمر مطولًا إذا ما عجز المخ عن معالجة هذا الألم أو ذلك الصوت، فيبدأ المصاب بالشعور بألم في أطراف لم تعد موجودة، أو سماع طنين غير موجود بالأساس.

بعد دراسة لكمية المادة الرمادية في الدماغ، وجد أن نقص تلك المادة في بعض المناطق قد يساهم في التسبب بتلك الآلام، كما يؤثر على مستويات كلًا من الدوبامين والسيروتونين، وهي إنزيمات تتحكم في الطاقة، والمزاج، والاكتئاب. تلك المناطق تعرف بإسم "Gatekeeping areas".

ويقول Josef Rauschecker، في حوار صحفي، أن تلك المناطق تعمل كممرات للمستشعرات الحسية، والتي يتم من خلالها تحديد النسبة الضرورية من المنبهات –سواء الخارجية أو الداخلية–، كما تساعد على تنظيم تدفق المعلومات إلى المخ، يظهر الألم هنا عندما يبدأ هذا النظام في التخاذل.

بمعنى آخر، فإن الآلام المزمنة وطنين الأذن يصلان إلى المخ من خلال تلك البوابات العصبية، مما قد يسهل على العلماء لاحقًا التوصل إلى علاج مناسب. ومن الممكن أن يساعد التطور الكبير في آليات مسح المخ الحديثة، بالإضافة للتطور في عدة تقنيات أخرى، كلًا من Josef Rauschecker وزملائه في التعرف على أنواع أنشطة المخ الأخرى والتي قد تكون ذات علاقة وثيقة بطنين الأذن.

يعتقد الباحثون أن الخلل في الممرات العصبية قد يسبب ضررًا في عمليتي توصيل واستقبال المعلومات في الدماغ، مما قد يتسبب في طنين مستمر لا يزول أبدًا. وبالرغم من أن الطريق لايزال طويلًا في إيجاد العلاج المناسب، إلا أن الأمور تدعو إلى التفاؤل.

إعداد: Hadear Abul-Hagag
تدقيق: Waleed Adel
تصميم: Ahmed El-Sanhoury