1276 مشاهدة
1
1
إذا سبق وأن خطر ببالك أن تترك التدخين، فأنتَ لستَ وحيداً ما يقرب من سبعة لكل عشرة مدخّنين يعترفون برغبتهم لترك هذه العادة
إذا سبق وأن خطر ببالك أن تترك التدخين، فأنتَ لستَ وحيداً. ما يقرب من سبعة لكل عشرة مدخّنين يعترفون برغبتهم لترك هذه العادة.ترك التدخين هو واحدٌ من أفضل ما يمكنك فعله لتحسين صحّتك –فالتدخين يُلحق الضرر بكل عضو من أعضاء جسمِك، بضمنهم القلب.
قُرابة ثلُث الوفيّات من امراض القلب تنتج من التدخين والتعرّض للدُّخان (التدخين السلبي).
وكطريقة لترك التدخين، قد ترغب بتجريب السيجارة الإلكترونية كبديل عن السيجارة التقليدية (المصنوعة من التبغ). ولكن هل تدخين السيجارة الاكترونية (Vaping) أقل ضررًا من تدخين التبغ ومنتجاته؟ وهل يمكن للسيجارة الإلكترونية أن تكون عوناً لترك التدخين بكل أشكاله وإلى الأبد؟ الطبيب مايكل بلاها Michael Blaha, M.D، مسؤول البحوث السريرية في مركز جونز هوبكنز للوقاية من أمراض القلب، يشاركنا ببعض الحقائق عن السيجارة الإلكترونية.
أولاً: تدخين السيجارة الالكترونية (Vaping) أقلّ ضررًا من السيجارة التقليدية.
السيجارة الالكترونية (E-cigarettes) تقوم بتسخين النيكوتين (المستخلص من التبغ) والنّكهات المضافة وبعض المواد الكيميائية الأخرى لتكوين بخار ماء يمكن للمدخن استنشاقه. سيجارة التبغ التقليدية تحتوي على ما يقرب من سبعة آلاف مادّة كيميائية، كثير منها سامّ. ورغم عدم معرفتنا بالضبط بهوية المواد الكيميائية الموجودة في السيجارة الالكترونية، فإن د. مايكل يصرّح بأن "السيجارة الالكترونية بلا شكّ تعرّض مدخنيها لنسبة أقل من المواد الكيميائية مما تعرّضه السيجارة التقليدية".
ثانياً: تدخين السيجارة الإلكترونية لا يزالُ مضرًّا بالصحّة.
النيكوتين، وهو من أكثر المواد إدماناً، يتواجد في كلا النوعين من السيجارات –التقليدية والإلكترونية. وهو السبب في عدم مقدرتك على ترك التدخين، وإذا ما حاولت فعل ذلك، نزلت عليك مجموعة من الاعراض لتُجبرك على العودة (مثل الصداع والمزاج الحادّ والتعرّق..الخ). النيكوتين مادّة سامّة، إنها ترفع ضغط الدم وتحفّز الغدة الكظرية (Adrenal gland) على إفراز كميات هائلة من هرمون الادرينالين (Adrenaline)، وهذا يدفع القلب إلى الضخّ بسرعةٍ أكبر، مما يزيد احتمالية التعرّض الى نوبة قلبية.
لا يزال هنالك الكثير مما نجهله عن استخدام السيجارة الإلكترونية، لازلنا نجهل هوية المواد الكيميائية المتواجدة في البخار المتكوّن، ولا زلنا نجهل كيف تؤثر هذا المواد على الصحّة الجسدية للفرد على المدى البعيد. يقول الطبيب بأن "على الجميع فهم حقيقةِ أن السجائر الالكترونية مضرّة بالصحّة، وأنّ من يدخنها يسمح بتعريض نفسه لأنواع شتّى من المواد الكيميائية، وان الكثيرمن هذه المواد لا نزال نجهل تأثيرها، ولكن نظنّ أنها ليست آمنة".
ثالثاً: السجائر الإلكترونية لا تختلف عن نظيرتها التقليدية في كونها مسببة للادمان.
كلا النوعين من السجائر يحتوي على النيكوتين، والذي (وبحسب أحد الدراسات) يشبه في تأثيره الإدماني كلاً من الهيروين والكوكائين. الأسوء من ذلك، كما يذكر الطبيب، هو أن الكثير من مدخّني السجائر الالكترونية يتجرّعون كميات أكبر من النيكوتين مما يحصلون عليه من سجائر التبغ التقليدية. بإمكانهم شراء عبوة نيكوتين بتركيز عالٍ، او بإمكانهم زيادة فولطية السيجارة الإلكترونية للحصول على كميات اكبر من هذه المادّة.
رابعاً: السيجارة الإلكترونية ليست أفضل الخيارات المتاحة لمن يرغب بترك التدخين.
رغم أن السيجارة الالكترونية قد تم تسويقها كطريقة للتخلص من التدخين، فإن وكالة الإدارة الأميركية للغذاء والدواء (US Food and Drug Administration) لم تعترف بالسجائر الالكترونية بعد كطريقة لترك التدخين. وهنالك دراسة حديثة تكشف أن معظم من قاموا بتدخين السجارة الالكترونية كمحاولة لترك السجائر التقليدية، انتهى بهم الامر بتدخين كلاً من السجائر الإلكترونية والتقليدية.
خامساً: جيلٌ جديد على اعتاب إدمان النيكوتين.
أمّا بالنسبة للمراهقين، فقد وُجد ان السيجارة الإلكترونية تُلقي رواجًا أكبر من أي من مُنتجات التبغ التقليدية. في عام ٢٠١٥، قدم كبير الأطباء في الولايات المتحدة (U.S Surgeon general) بتقرير أشار فيه الى أن نسبة تعاطي السيجارة الالكترونية لطلاب المدارس الثانوية قد ازداد بنسبة 900 بالمئة (أي تسعة اضعاف)، وأن 40 بالمئة من المراهقين المدخنين للسيجارة الإلكترونية لم يسبق لهم أن تعاطوا السيجارة التقليدية بانتظام.
يقترح د. مايكل ان هنالك ثلاثة أسباب تجعل السيجارة الالكترونية جذّابة للمراهقين. أولاً، الكثير منهم يعتقد انها اقلّ ضررًا من التبغ. ثانياً، استخدام السيجارة الإلكترونية هو ارخص من نظيرتها التقليدية. وأخيراً، البخار الذي ينتج عن السيجارة الإلكترونية يحتوي على نكهات مختلفة مما تستهوي أذواق الشباب، فهنالك نكهة البطّيخ ونكهة التفاح، وغيرها.
كلاً من المراهقين والبالغين يرون أن غياب دخّان التبغ هو سبب آخر لتعاطيهم السيجارة الالكترونية. إنها لا تترك رائحة التبغ عند تعاطيها، مما يقلل من الوصمة التي تلحق عادةً بمدخنيّ التبغ.
يذكر الطبيب أن "من الأشياء التي تثير القلق حول زيادة تعاطي السجارة الإلكترونية، أن الكثير من الناس (وخاصة المراهقين منهم) لم يكونوا مدخّنين مسبقا لمنتجات التبغ، ولكنهم الآن بدؤوا بتعاطي السيجارة الإلكترونية. هنالك اختلاف كبير بين أن تترك التبغ وتبدأ بالسيجارة الالكترونية، وبين أن تُدمن النيكوتين عن طريق السيجارة الالكترونية. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعاطي السيجارة الالكترونية قد يرمي ببعض الناس الى بدء استخدام السيجارة التقليدية".
ترجمة: Ali J. Hasan
تدقيق: Erwin Phillips Heisenberg
تصميم:Abdullah Nael
نشر في 05 تموز 2019
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع