973 مشاهدة
1
0
يظن الناس أن المشاعر والانفعالات ضعف وأن الإنسان السوّي لا يمكن أن يحيا دون مشاعر سلبية وعندما يرون شخصا يبكي يتدافعون لقول أرجوك لاتبكِ توقف كن قوياً لاتدع الظروف تغلبك، هل هذا صحيح؟
#التربية_بالحب_سحر_التربيةمشاعرنا حياتنا...❤
يظن الناس أن المشاعر والانفعالات ضعف وأن الإنسان السوّي لا يمكن أن يحيا دون مشاعر سلبية وعندما يرون شخصا يبكي يتدافعون لقول أرجوك لاتبكِ توقف كن قويا لاتدع الظروف تغلبك! 😔
الذي يجهله معظم الناس أن جزءا من دماغ الانسان اسمه الدماغ العاطفي وفيه يتم تخزين كل العواطف السلبية والإيجابية.
ويتم هذا التخزين منذ ولادته بل لا أكون مبالغة لو قلت وهو جنين في بطن أمه.
وعندما يولد هذا الطفل فإنه يكون على أعلى قدر وإمكانية على التعبير عن مشاعره وبقوة ويستخدم كل جسده ليخبرنا إذا كان فرحا أو ترحاً
ولكن الأهل حسب تعاملهم إما يقمعون هذه المشاعر أو ينمون قدرة الفرد على التعامل معها.
ولأنه توجد أمية مشاعر فإن غالبية الناس تقمع هذه المشاعر فيتجه الأفراد إلى حالات متعددة حسب الحيل الدفاعية التي استخدموها
وهذه الحيل الدفاعية هي أساليب تساعد الأفراد على التغلب على المشاعر والانفعالات والتعامل معها ولكنها ليست أساليب صحية ولا محمودة
ومنها:
اللجوء للمنطق البحت ومرة بعد مرة يتعلم الطفل ألا يشعر ولا ينفعل لأن هذا خطأ حسب ما تلقى من أهله فينفصل انفصالا تاما عن هذا الجزء من ذاته وهو الجزء العاطفي.
ومنهم من يبالغ في إظهار مشاعره وانفعالاته ويضخمها لعله يجد من يستمع فيكبر وقد اعتاد العصبية والغضب والبكاء المستمر ويستصعب ضبط نفسه وانفعالاته .
ومنهم من يفسرها أنها عيب فيه وخطأ كبير فيخجل ويكره نفسه ويتقوقع وينطوي.
ومنهم من تغلبه هذه المشاعر ويقع ضحية لاكتئاب مزمن يقضي حياته في ضياع للفرص وسواد قاتم.
ومنهم من تجعله يفقد الثقة بالآخرين وبنفسه ويعيش في وسواس وقهر أن من حوله لايفهمونه وأنه إنسان غير طبيعي وبالتالي يتحول لشخص صعب يرفض التعاون لأنه لا يشعر بالأمان ولا الرضا فيسخط ويتعنت وتصبح علاقاته مع من حوله رديئة.
ولاشك أن كل هذه الحالات هي حالات سلبية تحد من فعالية الشخص في الحياة وتحد من نجاحه والأهم من ذلك تبعده كل البعد عن التصالح مع الذات وعن تقدير الذات وتوكيد الذات، وكذلك تخسره الكثير من العلاقات.
والحل :
هو أن نسترجع الجزء العاطفي من جسدنا ودماغنا ونتواصل معه ونبدأ بالتعرف على مشاعرنا وتقبلها واستخدامها في علاقاتنا وسلوكنا وكذلك التعرف على مشاعر من حولنا وتقديرها وتقبلها.
هذه مهارات ويعني ذلك أنه من الممكن تعلمها والتدرب عليها لتصبح عادة وجزءا منّا. ولايعني أن من وجد نفسه الآن بعد قراءة المقال وقد انطبق عليه أي حالة من الحالات أن يحزن ويقول فعلا أنا هكذا بل بإمكانه الشعور بالفرح لأنه قد عرف المشكلة وبالتالي نصف الحل.
هناك العديد من الدورات التي تنمي الذكاء العاطفي وتساعد الأفراد على أن يتصلوا مع انفعالاتهم ويضبطوها بجدارة ومنها مانقدمه نحن في التربية بالحب دورة مشاعرنا حياتنا ودورة حرري طاقاتك وابدئي بنفسك.
وهناك العديد من الكتب وأنصح بكتاب القوة في يديك للدكتور ياسر عبدالكريم بكار وكتاب مترجم للعربية باسم النوع الآخر من الذكاء.
ولم لا تبدؤوا الآن... ماالشعور الذي تشعرون به بعد قراءة المقال؟ واذا لم تستطيعوا التعرف عليه ماهي الأعراض الجسدية التي تشعرون بها؟ لأن المشاعر غالبا تظهر بشكل فيزيولوجي قبل أن نحسها بشكل عاطفي.
ربما تشعر أنه قد فات الأوان وأن من الأسهل ألا تعيش مشاعر قوية ومتعبة... ولكن بهذا تكون حرمت نفسك أن تعيش ككل كإنسان كامل متلاحم ومتلاصق ظاهره بباطنه... إن هذا التلاصق والتلاحم يجعلك أقوى.. أنجح... أكثر حياة.. وأكثر حيوية... تعيش تناغما حلواً مثل عبير الصباح وزقزقة العصافير ....
تحياتي
سناء عيسى.....❤
نشر في 03 نيسان 2016