1431 مشاهدة
0
0
هل الحياة أصبحت أكثر تحدياً وزادت ضغوطاً؟ هل أولاد اليوم أصعب وأكثر شقاوة من الجيل الذي سبق؟ هل آباء اليوم أكثر دلالاً لأولادهم؟ هل أمهات اليوم أقل شدة من ذي قبل؟ والخلل هو العودة للأساليب القديمة للسيطرة على الأمور؟
من الواقعوالله جيل آخر زمن… أحقاً هذا الجيل صعب؟ هل الحياة أصبحت أكثر تحدياً وزادت ضغوطاً؟ هل أولاد اليوم أصعب وأكثر شقاوة من الجيل الذي سبق؟ هل آباء اليوم أكثر دلالاً لأولادهم؟ هل أمهات اليوم أقل شدة من ذي قبل؟ والخلل هو العودة للأساليب القديمة للسيطرة على الأمور؟
في الحقيقة لا أعتقد أن المشكلة في الجيل الحالي من الأطفال فهم ليسوا أكثر شقاوة من الجيل الذي سبق… . ولا بقلة الشدة أو زيادة الدلع ولا بسبب زيادة ضغوط الحياة..
أعتقد أن الخلل في التربية يكمن في سببين رئيسيين:
السبب الأول: أن الأم في السابق (الغالبية) كانت أرحم على أطفالها.. أكثر حلما وصبراً،.. كان هناك لمة العيلة ويحظى الطفل على حاجاته من التقبل والحب والحنان والحركة من أكثر من شخص وخصوصا الجد والجدة.
كانت الأم كل مسؤوليتها بيتها وأسرتها وكان لها متسع من الوقت لنفسها وجاراتها ومناسباتها فتخرج تشحن طاقتها وتجددها وتعود لبيتها بحلة جديدة ونفسية متجددة.
فالأطفال الذين نشؤوا في هذه الأجواء تلقائيا سيتفوقون بالدراسة… سيظهرون تعاوناً كبيرا واحتراما للأهل لهذا السبب أطفال زمان كانوا أسهل توفر لهم مايحتاجونه، أما اليوم فالتكنولوجيا سرقت الإنسان من نفسه وتشتتت العائلة وزادت الغربة فلم يجد الطفل مايحتاجه.
السبب الثاني: وهو العكس تماما فالكثير من الآباء والأمهات اليوم كانوا أطفال الأمس وللأسف الشديد لم يحظوا بالحب والتقبل والحنان والصبر والتحمل بل تعرضوا للضرب والقسوة والعصبية والعنف والغضب الشديد ونقص الحاجات سواء النفسية أو المادية أو المعنوية… وبالتالي كبروا وهم غير مؤهلين لخوض تجارب في الحياة ودخلوا عش الزوجية وكل في جعبته من آثار الماضي والعقد والمعتقدات السلبية عن النفس والذات مايكفي لدمار الاف الأشخاص… وللأسف أغلب هذه الأعراض من تراكمات الماضي لاتظهر إلا بعد الإنجاب … فنجد الأم سريعة العصبية وشديدة التوتر ولاتكاد تقوى على تحمل البديهيات من سلوك الأطفال… ونجد الأب يرفض التفاهم والتعاطف ويتفنن بالنقد اللاذع لزوجته وأبنائه ظنا منه أن هذا سيغير من سلوكهم السلبي. وهذه القسوة وسوء المعامله للطفل تجعله طفلا شقياً ونكدا ويصعب التعامل معه.. أو طفلا منطويا على نفسه رافضا دراسته والقائمة تطول بما يمكن توقعه من سلوكيات لمثل هؤلاء الأطفال.
لهذا لو أردنا أن نستمتع في تربية الأطفال ونعيدها لتكون عملية أسهل وأكثر يسراً كما كانت في السابق فعلينا أن نحرص على تطوير ذواتنا وتخليصها من شوائب الماضي وكذلك توفير مايلزم توفيره لتتواجد الأم حول أطفالها وهي مرتاحة البال ومطمئنة.
فلنعالج السبب بدلا من السخط على أطفالنا واتهامهم أنهم السبب والعلة…
تحياتي
سناء عيسى
نشر في 13 شباط 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع