بعض النصائح لتقوية جهاز المناعة بشكل علمي بعيداً عن الكلام الإعلاني الذي تقوم به بعض المصانع أو شركات الأدوية أو غيرها
طلب مني عدد كبير من الأصدقاء بعض النصائح لتقوية جهاز المناعة بشكل علمي بعيدا عن الكلام الإعلاني الذي تقوم به بعض المصانع أو شركات الأدوية أو غيرها..
هنا سأقول باختصار .. إن جهاز المناعة هو من أعقد أجهزة الجسم فهو العامل الرئيسي الذي يحمينا في رحلة الحياة التي تكثر بها الاعتلالات
عبر المخاطر الخارجية من جراثيم وفيروسات وبقية الأحياء الدقيقة الخطرة أو
من المخاطر الداخلية كالخلل الذي يصيب خلايانا بشكل ذاتي عبر خطأ وراثي أو مناعي ( أمراض المناعة الذاتية ) أو (ظهور السرطانات) أوالكثير من الأمراض غيرها والتي يحمينا منها جهاز المناعة الصحي.
.........
باختصار هو الدرع الواقي في ملحمة الحياة وبدون هذا الدرع سيخسر أعتى وأمهر الفرسان من الجولة الأولى..
..........
أجل الجهاز المناعي معقد ومتداخل جداً ومن السذاجة القول أن هناك نصيحة واحدة سحرية تعزز قوتنا المناعية بشكل كامل.. فهو علم كبير لانزال نسبر خفاياه وأسراره في مخابرنا وكتبنا..
.........
لكن يمكن لنا أن نقول أن أحدث الدراسات وجدت لهذه النقاط دور كبير وفعال في تقوية جهازنا المناعي بشكل مباشر وفعال ومنها هذه
- النصائح:
● الابتعاد عن التوتر والضغط النفسي.
أعرف أن هذا شيء صعب نظراً لطبيعة حياتنا الحديثة السريعة والمتغيرة ونظراً للحروب التي تظهر بين الحين والآخر والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تخلفها لكن جهاز المناعة على علاقة قوية بالجهاز العصبي والنفسي.. لذلك أي مشكلة يواجهها شخص منا يجب أن يحلها بهدوء وبعيداً عن التوتر قدر الإمكان .. إذ يعمل الجسم على إنتاج كميات كبيرة من هرمون التوتر "الكورتيزول" عند الشعور بالقلق وعدم الراحة والضغط النفسي وهذا له تأثير كبير على خفض مناعة الجسم.
● التغذية الجيدة والمتنوعة.
أجل إن الحفاظ على جسم ذو تغذية متنوعة وجيدة هو عامل نجاح لجهازنا المناعي فتناول الخضراوات والفواكه واللحوم والأسماك والكبدة والبقوليات والنخالة والموازنة بينها جميعا هو عامل أساسي أيضا لإمداد الجسم بكامل عناصره الغذائية لصحة أجهزته وخلاياه..
● الابتعاد عن التدخين والكحول.
إن للتدخين آثار سلبية كبيرة جميعنا نعرفها ولاحاجة لتكرارها، لكن ساضيف عليها أن تعب الرئتين والخلل التنفسي وخلل غازات الدم والحساسية التي تصيب الأغشية المخاطية في القصبات بسبب النيكوتين وأول أوكسيد الكربون وإرهاق الكبد عن طريق الإكثار من الكحول هو عامل يسبب ضعف الجسد بشكل عام فيصبح سهل اختراقه من عدد كبير من الجراثيم والفيروسات الممرضة (خصوصاً الفيروسات).
● تناول كميات كافية ومدروسة من الفيتامينات والمعادن. مثل فيتامينات B2 , B6 , C , D, E ,A والمعادن مثل الحديد، الزنك، المغنيسيوم، والنحاس ..
هذه العناصر جميعها من موجودة في الغذاء المتنوع لكن يجب عند الشعور بنقص أحدها وإجراء تحاليل المخبر لتأكيد وكشف ذلك النقص ، فيجب أخذها بشكل إضافي، لأضرر من أخذها كداعم للغذاء بشكل يومي بشرط استخدام المنتجات الطبية واستشارة الطبيب أو الصيدلاني والابتعاد عن الأصناف التجارية التي تباع في السوبر ماركت.
● النوم الجيد.
يلعب النوم عامل أساسي في صحة خلايانا وإعادة توازن الجسم من الناحية الهرمونية والفيزيولوجية ولهذا تأثير مباشر على جهازنا المناعي (وجدت دراسات عديدة أن منع فئران المخبر من النوم بشكل كافي عرضها لأمراض مباشرة وضعف عام ومباشر بالجهاز المناعي).
فترة النوم يجب أن لاتقل عن 7 ساعات ويفضل البدء بها قبل منتصف الليل ولهذا علاقة بساعة الجسم البيولوجية وافراز الهرمونات بالشكل الأمثل ويجب أن يكون المكان هادئ ومناسب من حيث الحرارة، عدم المبالغة باردة جداً أو دافئة جداً ..
● العلاقات الاجتماعية الجيدة والنشاط الاجتماعي والهوايات ووجود الأسرة والأصدقاء.
ولهذا دور كبير في الحالة النفسية للإنسان لما فيها من فائدة بحل المشاكل العالقة وقضاء الأوقات الجميلة بعيدا عن ضغوط العمل ..
الانسان كما بقية الحيوانات كائنات اجتماعية بالدرجة الأولى والانعزال يضر بشكل مباشر بالصحة النفسية والمناعية للجسم ..
● ممارسة الرياضة المعتدلة (المشي أفضلها قولاً واحداً). أجل إن المشي لمدة نصف ساعة يومياً بشكل مريح هو عامل جداً مساعد للجهاز القلبي الوعائي ولضبط سكر الجسم والضغط الدموي وتحريك المفاصل والعضلات وكل هذا له ارتباط مباشر بصحة جهاز المناعة وتكون كريات الدم بشكل فعال وصحي وتنشيط الدورة الدموية ..
ينصح باللجوء للطبيعة بأخذ إجازة من العمل كل فترة ولهذا دور كبير في صحة الجهاز العصبي النفسي الذي تكلمنا عن علاقته المباشرة جدا مع جهازنا المناعي ..
● عدم المبالغة بالنظافة وعقامة الأشياء اذا لم يكن هناك ضرورة طبية .
المطلوب أن نعيش في بيئة نظيفة وليس بيئة معقمة ..
إن تفاعل أجسادنا مع الجراثيم الموجودة في كل مكان هو عامل أساسي في تقوية جهازنا المناعي ومعظم هذه الجراثيم ليست ممرضة لكنها مفيدة ليتدرب عليها جهازنا المناعي ..
● عند ولادة الأطفال وفي مرحلة الحمل عند الأم يجب أن لانبالغ بالتعقيم والنظافة المفرطة والتي تحد في المستقبل من تطور جهاز المناعة عند الجنين بشكل ملحوظ وبالتالي تزيد من أمراض الحساسية والربو وغيرها من امراض خلل جهاز المناعة عند الوليد .. وهذه نظرية يعرفها الباحثون بعلم المناعة تسمى (hygiene hypothesis) .
.......