كيف تتقن فن العواقب بديلا عن العقاب ؟ فإن العقاب عادة مايكون آثاره السلبية أضعاف مضاعفة عن الذنب الذي إرتكبه الطفل
في حينِ أنّ العقابَ يدفعُ الطفلَ إلى الّدّخولِ في دائرةِ الإنتقامِ وذلك بالميلِ إلى العنادْ، فإنّ العواقبَ تدفعهُ للطريق الممتدّ نحوَ الأفضلِ، حيث تُتيحُ التربيةُ بالعواقبِ للطفلِ اكتسابَ مهاراتٍ جديدةٍ و تطويرَ أفكارهِ حولَ اكتشافِ ذاتهِ وطريقةِ التعاملِ مع مُحيطه.
و في حينِ أنّ العقابَ يركّزُ على الخطأ في تصرفِ الطفلِ ويشعرهُ بالنّقصِ والسّلبية، فإنّ التربيةَ بالعواقبِ تُركّزُ على ما يَجِبُ أن يكونَ عَلَيْهِ الأمرُ صحيحاً بطريقةٍ سليمةٍ تُشعرُ الطفلَ بنشوةِ الإنتاجِ والسلوكِ الحسن.
مثلاً ... يتهرّب الطفلُ ويماطلُ في كتابةِ واجباتهِ المدرسيّة، أقتربُ لأساعدهُ في إنجازها تدارُكاً للوقتِ، ولكنّ هذا سيُقتَطعُ من وقتِ مشاهدةِ التلفازِ المحبّبة إليهِ.
وفِي حالِ أظهرَ الطفلُ تجاوباً طيباً وأداءً جيّداً، يَجِبُ تعويضُ وقتاً إضافياً لمتابعةِ التلفازِ في ذلك اليومِ.
وتكونُ على الأغلب، العواقبُ من جِنسِ ما اقترفَ من ذنب. فَإِنْ كانَ يستخدمُ الإنترنتْ كثيراً، فالعواقبُ حرمانهُ من النتْ مع التدرجّ بالكيفيةِ والزمنِ على حسبِ عنادِ الطفلِ وتجاوبهِ من عدمه.
أبدي للطفلِ حزماً وليناً في نفسِ الوقتِ. و اخترْ العاقبةَ من أمورٍ ترغبُ أنت من ابنك القيامَ بها. كأن تُرغِمهُ على شُربِ الحليب إِنْ كان لا يحبّهُ، أو أن يقومَ بتنظيفِ ركنٍ في الْبَيْتِ يكرهُ عادةً المساهمةَ في تنظيفه.
أيها المربّي...
لا تقلْ : رُبينا على العقابِ ولَم يحصلْ لنا شئ!، على الأغلب قد سبّبَ لك الأذى النّفسي لكنك مع الأيامِ قد اعتدتَ عليه.
لا تقلْ: لا شئ ينفع مع ابني !، على الأغلب لم تُجرّب مهاراتٍ متعدّدة في التعاملُ معه وتتقيّد بأسلوبٍ واحد.
لا تقلْ: ابني يستحقّ العقاب!، على الأغلب أنتَ تُعمّم الفشلَ على شخصِ ولدكَ ككلّ، دُونَ التركيزِ على الجانبِ السلبيّ فقط.
لا تقل: هُوَ من يضطرّني لعقابهِ فلا أملكُ الخَيار!، على الأغلب أنكَ أنتَ من لا تمتلكُ الصبرَ لإعطاءِ الطفلِ الوقتَ الكافي.
معظمُ عقاباتنا هي ردّةُ فعلٍ لغضبنا، نصرخُ لكي نهدأ لا لتقويمِ سلوك الطفل. فيفقدُ التركيزَ على ما نطلبهُ مِنْهُ نتيجةَ خوفهِ فلا يفهمهُ ويبدأ بالتدريجِ بتجاهُلنا.
لا تجعلْ ابنكَ يفهمُ الحياةَ على أنّه يَجِبُ عَلَيْهِ تطبيقِ ما يُطلبُ مِنْهُ بحذافيرهِ، فسيفهمُ أنّ السلامةَ تكمنُ في الطّاعة العمياء، وعندما تغيبُ أنتَ سيبحثُ عمّن يتّبعهم لأنه يخافُ من أخذِ القرارِ وجرأةِ الإختيارْ.