1064 مشاهدة
0
0
التاريخ هو ترجمان حال الأمة من نصر وهزيمة وفرح وترح وسعادة وحزن هو مرآه الأمم ولسان الشعوب هو الأداة الكبرى للتحكم بمسار الحاضر ورسم الخطوط العريضة للمستقبل وإن توغلك في صفحاته وتغلغلك في أوراقه تمكنك من رؤية نهضة الأمم وكيف تكون وكيف تندثر و تموت
إعلام_يشوه_التاريخالتاريخ هو ترجمان حال الأمة من نصر وهزيمة وفرح وترح وسعادة وحزن هو مرآه الأمم ولسان الشعوب.. هو الأداة الكبرى للتحكم بمسار الحاضر .. ورسم الخطوط العريضة للمستقبل .. وإن توغلك في صفحاته .. وتغلغلك في أوراقه تمكنك من رؤية نهضة الأمم وكيف تكون وكيف تندثر و تموت.. التاريخ هو محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الدعوة الخالدة .. هو الدولة الراسخة بقواعد الكتاب وصحيح السنة، هو الخلافة الأموية والعباسية والعثمانية.. هو فتوح وانتصارات وغزوات ومعارك وهو أيضاً الانكسار والهزائم، هو الحروب الصليبية التي لم ينقطع سربها على المدار التاريخي و المسار السياسي و المحور الجغرافي و المظهر الديني تلك الحرب التي لم تخفت نارها .. ولم تنطفيء جذوتها حتى الآن، ولعل قائلا يقول: " بل انقطعت وجف نبعها "، فأقول: لم تنقطع، ولكن تغيرت أشكالها ما بين غزو حربي إلى غزو ثقافي إلى تولية الأمور إلى غير أهلها بتنصيب عملاء ووكلاء لهم.
من منا لم يقرأ عن المغرب والدولة المرابطية وكيف ظهرت وبدأت برجل وانتهت إلى أعظم دولة عرفها المغرب الإسلامى طوال العهود
لقد كان أول عمل اضطلع به عظماء الاسلام تعليم التاريخ وسير الأولين وشعر الحماسة لأولادهم، هذا طبعا بعد العلوم الشرعية والقرآن الكريم، ولهذا فلا غرو أن دولا كبرى وأجهزة ضخمة ومؤسسات متخصصة وأقلامًا مأجورة ووسائل إعلام مسخرة مغرضة تسهم في تزوير التاريخ لتقدمه لنا مشوهاً ومبتوراً، فيجعلونك ترى الصفحات المشرقة من تاريخ أمتنا مظلمة كالحة مما يورث الإحباط ويدعو إلى الانهزام النفسي !
إن التاريخ هو نافذة الامة التى نطل منها على ماضينا لنبصر مستقبلنا.. والجذور البعيدة تعطي دفعة أو انتكاسة فكيف بصاحب المجد التليد أن يرتكس بمن ينظر خلفه فيرى سيد الخلق وصحبه الكرام ثم تتبعه كوكبة يسير فيها السلف الصالح والفاتح الذي دوخ أوروبا ، وقطز الذي دحر التتار وصلاح الدين الذي ضمد جراح الأقصى وطهره من دنس الصليبية الفاجرة ، وطارق فاتح الأندلس ، ومحمد بن القاسم فاتح السند ، وخالد بن الوليد صاحب اليرموك وفاتح الشام، وعمرو بن العاص فاتح مصر، وعقبة بن نافع فاتح الشمال الافريقي، وأبوبكر بن عمر اللمتونى فاتح إفريقية وسعد بن أبى وقاص صاحب القادسية والنعمان بن مقرن صاحب نهاوند ..وغيرهم.... إن التاريخ هو البذور وكلما نبتت نبتة كان أصلها يرجع إلى تلك البذور وأصولنا شريفة وجذورنا ضاربة في أرض الحق وفرعها في السماء، ولكن مزوري التاريخ من المستشرقين والطائفين أبوا إلا أن يحاولوا بكل جهدهم طمس بريق تاريخنا المشرق؛ فراحوا تحت ظلمة الحقد الصليبي وتزوير الاستشراق المقيت جيش طويل يحاول أن يغطي بهاء سيد الخلق محمد (صلى الله عليه وسلم) وأن يطفئ نور الكوكبة المضيئة (صحابة رسول الله) (صلى الله عليه وسلم) و(رضي الله عنهم).. وراح أحفادنا لا يرون من تاريخهم إلا قشورًا زائفة وكأننا أمة بلا أصل وبلا تاريخ!!
لماذا السينما والتليفزيون؟
ولأن السينما هى الوسيلة الأكثر انتشارا الآن ، ولأنها الوسيلة لإيصال المعلومة فى أمة كانت بدايتها اقرأ وانتهت الأن باسمع أو شاهد، لهذا فقد تم استغلالها أسوأ استغلال، وضخوا فيها مبالغ ضخمة وروجوا لأعمالهم فيها بشكل جعل غالبية العرب الآن يستقون تاريخهم منها، فهم لهذا يعلمون ان عيسي العوام نصرانى، ويعلمون أن قطز استولى على الحكم فى مصر بمجرد قطعه رسالة هولاكو، ويعلمونك أن اسماعيل يس هو الريس بن حميدو، ويقولون العروبة التى روج لها صلاح الدين أو أحمد مظهر ويتناسون الإسلام الذى من أجله حرر الناصر القدس الشريف، ثم يتحدثون بخبث عن القرون الوسطى بين الظلمة والنور؛ فيذكرون أنها عصور التخلف والانحطاط.. ويتهمون المسلمين فيها بالتخلف والجهل ناسين أو متناسين أن المسلمين في هذه العصور كانوا حملة مشاعل نور الثقافة والعلم أيام كانت أوروبا تعج في ظلمات الجهل والتخلف، وترزح تحت وطأة الذل والاستعباد من قبل الكنيسة؛ لقد نجحت السينما ولعقود فى ترسيخ الطائفية والأحقاد العرقية بين المسلمين، فصورت الخلافة العثمانية احتلالا، وصورت صلاح الدين ملكا للعرب وينادى باسم العرب وصورت العرب فى الجاهلية بأقبح الصور، وتناسوا أن العرب هم أصحاب حلف الفضول، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم منهم، وصورت قصص الحب كأنها جزء من التاريخ، ولهذا تجد فى كل عمل قصة حب ثم عندما تسألهم لماذا يقولون لك الحبكة الدرامية، وكأن تاريخنا لا يشاهد بدون ابتذال أو وقاحة.
ولما كانوا يريدون لهذه الأمة أن تنهار أخلاقيا أولا وأخرا، فقد اجتهدوا لجعلك تعتاد رؤية الخمر فى الأفلام القديمة والحديثة، وكأنها الشراب المحبب لعوام المسلمين، أو تعتاد الدياثة وتشاهدها بصدر رحب عندما يأتى البطل ويقول لإحداهن "هل تسمحى لى بهذه الرقصة" بينما هى بجوار أخيها أو أبيها أو حتى زوجها!! أو لجعلك تقتنع أن من يدافع عن الفضيلة هو المخمور كما فى فيلم الغول لعادل إمام أو الزانى كما فى مسلسل رأفت الهجان، وبنفس الوقت هيأوا لك جو رفض التدين وكراهية اللحية والحجاب، فأظهروا لك المحجبات متخلفات، والملتحين كإرهابيين أو متخلفين، وأجبروك على أن تنفر منهم، وكأنهم المجزوم الذي يفر منه كما يُفَر من الأسد، ثم ربطوا لك بين الصلاة والإرهاب، ولهذا فكل مصل إرهابي ومتخلف فى الأفلام؛ بينما المتمدن صاحب الأخلاق الرفيعة لا تراه إلا فى الخمارات والملاهى.
ولأننا فريق رؤية، لنا رؤية تاريخية ويهمنا تاريخنا العظيم، فقد قمنا كفريق للبحث بجمع تلك الحقائق لتعلموها وتعلموها من خلفكم، ‘ن التاريخ لا يؤخذ من السينما والمسلسلات، وان امة اقرأ حق عليها أن تقرأ
#إعلام_يشوه_التاريخ
#رؤية
#فريق_رؤية
نشر في 31 كانون الثاني 2016