Facebook Pixel
المسلمون في فيتنام
2312 مشاهدة
1
0
Whatsapp
Facebook Share

كانت النتيجة الحتمية لهذه السياسات أن وقع المسلمون هناك فريسة للجهل الكبير بدينهم، وغَدَت المساجد لا تُفْتَح إلا يومَ الجمعة، ويُصَلِّي فيها

المسلمون في فيتنام

أما فيتنام هذه فهي دولة من دول منطقة جنوب شرقي آسيا أيضًا، تمتدُّ إلى الجنوب من الصين في شكل منحنًى ضيِّق وطويل مائل للحرف اللاتيني S، محاطة من الجهة الغربية بكلٍّ من دولتي لاوس وكمبوديا، وعاصمتها (هانوي)، وأكبر المدن (هوشي منه) وكانت عاصمة فيتنام الشمالية قَبْل وَحْدَةِ فيتنام.
وقد وصل الإسلام إليها مع وصوله إلى هذه المنطقة، وذلك في القرن الرابع الهجري عن طريق التجار مثل أغلب المناطق في جنوب شرق آسيا.
وفي العصر الحديث يعيش المسلمون في فيتنام تحت ظروف قاسية؛ حيث يُمنَعون من المناصب العليا ومِن الالتحاق بالجيش، وزاد الأمر سوءًا بعدما استولى الشيوعيون على مقاليد الحكم في فيتنام سنة 1395هـ، فزاد الأمر على المسلمين؛ حيث إن الفيتناميين أصلاً حاقدون على الإسلام، إضافة لكونهم أصبحوا شيوعيين، فتضاعفت العداوة ضد المسلمين وتضاعفت معها المذابح والاضطهادات.
ففي مدينة هوى قام الشيوعيون بمذبحة مروعة حيث أمضوا عشرين يومًا في دفن الآلاف من المسلمين وغيرهم وهم أحياء؛ مما أرعب الناس فخرجوا وهم مئات الألوف حذر المذابح المروعة من ديارهم إلى البلدان الأخرى فتناقص عدد المسلمين جدًّا.
وقد لجأ الشيوعيون بعد إحكام قبضتهم على البلاد لأسلوب مُرَوِّع؛ إذ أقاموا سبعين سجنًا ضخمًا موزَّعة في أنحاء البلاد، وأطلقوا عليها اسم "مراكز الإصلاح والتكوين"، وزجُّوا فيها بالآلاف، وكانوا يُطلِقون سراح ضحيَّتهم بعد أن يتأكَّدوا أنها لن تعيش أكثر من عدَّة أيام؛ ليُهَيِّئ أهلها لها جنازتها حسب تقاليدهم المحلِّيَّة.
واستولى الشيوعيون على المساجد والمدارس الإسلامية، وحوَّلوها إلى وَحْدَات صحِّيَّة وإدارات محلِّيَّة، وأبقَوُا المسجد الجامع بسايجون ليُصَلِّيَ فيه رجال السياسة الزائرون للبلد وذرًا للرماد بوجود حرية دينية بالبلاد، في حين لا يسمحون للمسلمين بأداء صلواتهم بشكل عادي، فقد اشترطوا عليهم ألا تقام صلاة الجمعة في الجامع إلا بعد الحصول على تصريح مسبق من الشرطة وتسجيل أسماء الذين سيحضرون الصلاة وعنوانيهم، وهذا التصريح يجب الحصول عليه أسبوعيًّا, وقد قاموا بالقبض على أئمة المساجد؛ بحجة أنهم رفضوا رفع صورة الزعيم الصيني "هوتش منيه" في مساجدهم، وقاموا بقتلهم جميعًا.
ونتيجة عهود متتابعة من الاضطهاد والتنكيل بالمسلمين في العهدين الملكي والشيوعي تَرَدَّى وضع المسلمين للغاية وزالت دولتهم "تشامبا" تمامًا، وخرجت من ذاكرة التاريخ، وانقطعت الصلة بين المسلمين داخل فيتنام فيما بينهم لتَعَمُّد الشيوعيين ذلك، هذا فضلاً عن انقطاع أخبارهم عن سائر المسلمين بالعالم؛ للسياسة الشيوعية المعروفة في حجب المعلومات عن الوضع الداخلي في بلادهم المنكوبة بحكمهم.
وكانت النتيجة الحتمية لهذه السياسات أن وقع المسلمون هناك فريسة للجهل الكبير بدينهم، وغَدَت المساجد لا تُفْتَح إلا يومَ الجمعة، ويُصَلِّي فيها الأئمة نيابة عن الشعب، كما أنهم يصومون شهر رمضان عنهم، وعندهم بعض السور القصيرة من القرآن مكتوبة، وهذا بالنسبة للكبار، أما الذين تربَّوْا تربيةً عصريَّة فلا يظنُّون بالدين ولا يعرفون عنه إلا ما يقوله الشيوعيون أنه تقاليد الأقدمين وأفيون الشعوب.
أما عن المستوى الاجتماعي فلقد عمَّ الفقر على المسلمين هناك، وأطبق عليهم بصورة مَهُولَة، حتى إن المسلمين لا يجدون ما يُكَفِّنُون به موتاهم، والنساء لا يجدْنَ ما يسترهنَّ، ويُقِيم كثير من المسلمين في أماكن لا تُقِيم في مثلها البهائم, ويرفض المسلمون إلحاق أبنائهم بالمدارس الحكومية؛ لمَا يَعْلَمُونه من سياسة طمس الهُوَيَّة والعقيدة المتَّبَعَة بها، فيَفضلون الجهل على الكفر والإلحاد الذي هو نتيجة حتمية لمن سيلتحق بتلك المدارس.
عبرات تاريخية
نشر في 16 تشرين الثاني 2016
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع