2504 مشاهدة
2
1
ربما من أكثر قصص القرآن التي يساء فهم مقاصدها هي قصة ابنة سيدنا شعيب مع نبي الله موسى، كل شيء في الدنيا رزق لكن الرزق له سعي وأسباب وإذا كانت المكاسب المادية يسعى لها بالعمل والجهد والعرق فمخالطة المجتمع والتألق فيه هو السعي المطلوب لتحصيل المكاسب الإجتماعية
ربما من أكثر قصص القرآن التي يساء فهم مقاصدها هي قصة ابنة سيدنا شعيب مع نبي الله موسى..ففي الوقت الذي يتم الاحتجاج بالقصة على منع الاختلاط وأن المرأة مكانها البيت وليس مزاحمة الرجال، وإلخ من المفاهيم التي تخنق المرأة بداعي الحفاظ على الشرف.. نجد في القصة نموذج مضيء لامرأة عاملة نشيطة مبادرة، تمكنت بذكائها الشديد من تزويج نفسها بنفسها.. لنتابع سياق الآيات للتوضيح..
بداية، هي بنت فقيرة لأب عجوز.. ومع ذلك لم تقعدها ظروفها عن السعي والعمل.. أخذت مع أختها غنم أبيها وخرجت لسقاية الغنم.. لما لاحظ موسى عليه السلام أنها لا تزاحم الرجال وتنتظر فراغ البئر، خاطبها.. فلم ترتبك.. ولم توبخه.. ولم تعتبر الحديث مع رجل غريب في مكان عام شيء معيب.. بكل ثقة وأدب قالت.. "لا نسقي حتى يصدر الرعاء.. وأبونا شيخ كبير".. تفاعل اجتماعي محمود وحتمي.. لا يعيب ولا ينقص من قيمة الإنسان ولا أخلاقه..
سقى لهما موسى وتولى إلى الظل.. وعادت هي لبيتها.. طبعا الأب لا يعلم ماذا حدث.. لكن بذكاء الأنثى التي أعجبت بقوة وأمانة الرجل، أرادت لأبيها أن يراه.. فأخبرته عنه، وربما اقترحت أن يكافئه.. وذهبت بنفسها لتدعوه في استغلال جميل وسريع للفرص والظروف..
" جاءته إحداهما تمشي على استحياء.. إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا".. وهو تصرف طبيعي لا يعيب أيضا.. ذهب موسى للرجل وقص عليه القصص.. وقبل أن يغادر موسى البيت.. وبعد أن رآه والدها.. ألمحت لأبيها بمنتهى الذكاء أن الرجل يعجبها.. "قالت يا أبت استأجره"..
بذكاء مماثل لذكائها فهم النبي شعيب، وقال " إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين".. وبإمكانك تخمين أيهما اختار موسى نبي الله..
كل شيء في الدنيا رزق.. لكن الرزق له سعي وأسباب.. وإذا كانت المكاسب المادية يسعى لها بالعمل والجهد والعرق... فمخالطة المجتمع والتألق فيه هو السعي المطلوب لتحصيل المكاسب الإجتماعية..
ومن له حيلة فليحتال..
#كتابات_ديك_الجن
نشر في 27 نيسان 2016
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع