Facebook Pixel
624 مشاهدة
0
1
Whatsapp
Facebook Share

نرغب دائماً بتربية أطفال أقوياءَ نفسياً، مع "مناعة" عاطفية تقيهم وتساعدهم في مواجهة الأزمات. لكن احتواء طفل في ضائقة نفسيّة واستيعاب مشاعره ليس بالأمر السّهل, ما هي الخطوات اللازمة لاستيعاب ذلك؟

***التّجاوب مع حزن الأطفال ومشاعرهم السّلبية***
نرغب دائماً بتربية أطفال أقوياءَ نفسياً، مع "مناعة" عاطفية تقيهم وتساعدهم في مواجهة الأزمات. لكن احتواء طفل في ضائقة نفسيّة واستيعاب مشاعره ليس بالأمر السّهل، خصوصاً لأنّ ضائقته تصبح بسرعة "ضائقتنا" لعدم رغبتنا برؤية الطّفل يعاني ويتألّم.
الأبحاث النفسيّة ساعدتْ في تحديد أنماط من التفكير تسبّب الحزن والضائقة وتزيد من التّشاؤم، خصوصاً لدى الأطفال. الدكتور مارتن ساليغمان، باحث وأخصائي نفسيّ أمريكيّ، حدّد وفقاً لأنماط التفكير هذه كيفية التّجاوب الصّحيح للبالغين مع مشاعر الطفل، وأبحاثه العلمية أثبتتْ فعاليّة هذا التّجاوب في زرع التفاؤل بالأطفال وتحسين مناعتهم النفسيّة:
1. "الضائقة سوف تمرّ": يميل الطفل للاعتقاد أنّ الأمور ثابتة وأبديّة، وليس هناك أمل أو امكانية أن تتغير. على البالغين أن يساعدوا الطفل بأن يرى الأمور مؤقتة وقابلة للتغيير، وكل ما يحتاجه الطفل هو الجهد والمثابرة والصبر والأمل. هذه الفكرة لن يستوعبها الطفل "كفكرة فلسفية" ولن يطبقها إذا شرحها له البالغ بهذه البساطة. الطفل سوف يستوعب الفكرة من خلال التجاوب مع أحداث واقعية وبسيطة في حياته اليومية. مثلا، قد يقول الطفل في موقف ما" "لن يكف أخي عن مضايقتي أبداً" وتجيبه أمه: "أعلمُ أنّ الوضع محبط ومؤلم بالنسبة لك، لكنّ أخاك سوف يكبر وسوف يتغير، لن يبقى هكذا دائماً". وفي موقف آخر قد يقول: "كل الدروس صعبة جداً ولن أنجح في حياتي" ويجيبه والده: "الدروس صعبة الآن لأنك في بداية السنة والمواضيع جديدة. مع المثابرة وعدم الكف عن المحاولة سوف يتغير الوضع وسوف تصبح متمكناً من المواد".
2. "لا تُعَمِّم": يميل الأطفال بطبعهم إلى التعميم وإخراج الأمور عن نطاقها الطبيعي والمنطقي. هذا الأمر يزيد من إحباطهم وضائقتهم، وهم يحتاجون مساعدة البالغين في اكتساب نظرة منطقية أكثر. مثلا، قد تقول طفلة: "كل شيء سيء في حياتي، لا شيء جيد أبداً"، وتجيبها والدتها: "أنت تشعرين بالسوء الآن لأنك لم تتلقي دعوة لعيد ميلاد زميلتك. هذا يجعلك تظنين أن كل شيء في حياتك سيء، وتنسين مثلاً أن لك عائلة تحبك وتدعمك بكل شيء، أو أنك في الأمس فزتِ بمدالية في مسابقة الركض. هناك بعض الأمور السيئة في حياتك، وهي يمكن أن تتغير، ليس كل شيء سيئاً".
3. "الظروف هكذا، وأنت لست السبب": يَنسُب الأطفال في كثير من الأحيان الذنب أو المسؤولية إلى أنفسهم أو لشخصيتهم، مما يجعلهم يشعرون بالحزن واليأس. مثلاً حين يقول طفل لديه قدرات سليمة: "أنا فاشل في الدراسة، لقد رسبت في الامتحان لأني سيء ولا أملك القدرة"، قد يحتاج أن يسمع من والده: "أنت لست سيئاً في الدراسة. لقد رسبت في الامتحان لأنه بالفعل كان صعباً، وأيضاً لأنك لم تدرس بالقدر الكافي. أنت تملك القدرة والشخصية المناسبة للنجاح في المستقبل". أو حين تقول طفلة: "أنا لن أنجح أبداً بتركيب هذا البازل مثل أختي، هي أفضل مني بكل شيء" فهي تحتاج أن تقول لها والدتها: "أختك أفضل منك بتركيب البازل لأنها أكبر منك وكان لها فرص أكثر بأن تتدرب على تركيبه. أنت ذكية ومع التدريب الوقت سوف تنجحين بتركيبه".

كانت هذه بعض النصائح العملية في الاستجابة للأطفال، وهي تحتاج سنوات من الممارسة والتطبيق كي ينجح الطفل باكتساب "مناعة" نفسية تمكنه من مواجهة الأزمات.

بسمة سعد
أخصائية نفسية علاجية
الصحة النفسية
نشر في 23 آذار 2019
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع