Facebook Pixel
306 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

لو كان الأمر بيدي، لحوّلت كل غرف الضيوف في علب الكبريت الاسمنتية التي نسكنها، إلى غرف للعب الأطفال

لو كان الأمر بيدي، لحوّلت كل غرف "الضيوف" في علب الكبريت الاسمنتية التي نسكنها، إلى غرف للعب الأطفال..

كنت سأرمي تلك السجاجيد العجمية المزركشة التي يحرم تصويرها أو لمسها، وأفرش بدلا منها عشبا صناعيا أخضر.. أو سجادا ملونا ومليئا بصور الحيوانات، يركض فوقه الأطفال كيف شاؤوا.. ويسكبوا فوقه ما شاؤوا.. كنت سأقذف من النافذة كل تلك الأرائك الفخمة الجامدة مذهّبة الأطراف التي لا تستخدم ساعة واحدة في الأسبوع، وأضع بدلا منها مراجيح وألعاب وصناديق خشبية صغيرة.. كنت سأزيل عن الحوائط الباردة، كل تلك اللوحات المقلدة الباردة المعلقة على ارتفاع ثلاثة أمتار، وأضع بدلا منها سبورة سوداء كبيرة وقريبة.. يرسم عليها الأطفال عوالمهم التي يشتهون دون خوف أو وجل..

لو كان الأمر بيدي، لاستفدنا من مساحات بيوتنا.. وألغينا ذلك المكان البارد المغلق القناع الذي صنعناه فقط لنبهر الآخرين، واستقبلنا الناس في غرفة المعيشة.. بوجوهنا الحقيقية وحياتنا الحقيقية.. في الأماكن التي تشبهنا ونشبهها.. ونقضي فيها فعليا معظم يومنا.. دون أن نصاب بنوبة قلبية إذا ما لاحظ الضيف بقعة على السجادة ، أو تداهمنا ذبحة صدرية إذا ما لمح فردة جراب حائرة تبحث عن توأم روحها بلا جدوى.. ودون أن تحمرّ خدودنا أو تعرق جباهنا إذا ما اكتشف الزائر أننا عائلة طبيعية..

لو كان الأمر بيدي.. لاخترت أن يكون ما نشعر به في صدورنا، أولى ألف مرة من انطباعات الناس عنا.. ولاخترت أن تكون مساحة ما نحبّ أن نفعله في حياتنا، أكبر بكثير من مساحة ما يجب علينا فعله.. أو ما هو متوقع منا فعله..

#ديك_الجن

* بانتظار الاتهامات بالدعوة للاختلاط وجلوس الرجال مع النساء في غرفة واحدة وما ينتج عن ذلك من اختلاط للأنساب وشيوع للفاحشة وبدأ الإسلام غريبا وينتهي غريبا ولا حول ولا قوة إلا بالله..
كتابات ديك الجن
نشر في 03 شباط 2019
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع