3219 مشاهدة
0
0
حين يفقد الإنسان شخصا عزيزاً جداً عليه إما بسبب الموت أو الفراق فهو يدخل في حالة نفسية صعبة تتمثل في الحداد، ما هي مراحل الحداد حسب كوبلر روس؟
حين يفقد الإنسان شخصا عزيزا جدا عليه - إما بسبب الموت أو الفراق - فهو يدخل في حالة نفسية صعبة تتمثل في الحداد .الحداد هو تركيبة معقدة من المشاعر الإنسانية من الحزن والغضب والشعور بالذنب والخوف.
الطبيبة النفسية السويسرية إليزابيث كوبلر روس درست موضوع الحداد ، ووجدت 5 مراحل يواجهها الإنسان في فترة حداده . كوبلر روس قالت : إن هذه المراحل تمثل معظم الناس في فترات الحداد ، لكن البعض قد لا يمرون بجميعها أو قد يمرون بها لكن ليس بنفس الترتيب المعطی هنا .
- مراحل الحداد حسب كوبلر روس هي :
1. الإنكار: يقوم الشخص بإنكار الفراق أو إمكانية حصول الفراق ، فيتصرف علی أنه لم يحصل أو لن يحصل في المستقبل . مثلا، قد ينكر شخص ما أن والده المريض علی وشك الموت ويمحو هذه المعلومة من ذاكرته. أو عندما يكون الفراق عاطفيا ، قد ينكر رجل ما أن حبيبته افترقت عنه ويستمر بالاتصال معها علی أنها لم تذكر نهائيا موضوع الفراق.
2. الغضب: يعبر الشخص الذي يتعرض للفراق ممّن يحب عن غضب شديد ويلقي باللوم علی من يمكنه إلقاء اللوم عليه . في حالة موت شخص عزيز قد يبحث عمّن يلقي اللوم عليه كمن تسبب في موت هذا الشخص ، وربما أيضا يلقي الغضب واللوم علی نفسه ويشعر بالذنب. أما في حالة الفراق العاطفي فيلقي الشخص اللوم علی شريكه ويعبر عن غضبه الشديد وخيبة أمله منه.
3. المساومة: هي محاولة الشخص لمنع الفراق بشتی الطرق. مثلا، في حالة الموت قد يلجأ الشخص للدين والصلاة، كي يرجو الله علی حماية من يحب ومنع موته، مقابل أن يواظب أكثر علی الدين والصلاة. أما في حالة الفراق العاطفي يلجأ الشخص الی حبيبته ويعدها أن يتغير.
4. الاكتئاب: يدخل الشخص مرحلة اليأس والألم، ويواجه عجزه أمام الواقع المر. يشعر عندها أن حياته لم يعد لها معنی بدون الشخص الذي فقده، ويفقد الأمل بأن الأمور سوف تتحسن .
5. التقبل: يبدأ الشخص بالشعور بتحسن وتقبل خسارته. إنها مرحلة تقبل الواقع التي يعود فيها الشخص الی حياته وممارسة نشاطاته العادية. في حالة الفراق العاطفي يتخلی الشخص عن جميع محاولاته لاسترجاع من فقد ، ويتمكن من تقبل وحدته واستقلاليته من جديد.
ما الذي يحصل في حالة الميلانخوليا؟
الميلانخوليا تصف الحالة التي لا يستطيع بها الشخص تعدي مرحلة الاكتئاب. فرويد كان أول من وصف هذه الحالة. حسب فرويد، حين يحب شخص إنسانا آخر فهو يعطيه كمية كبيرة من أحلامه وطاقاته ورغباته، وإذا ما افترق عنه فإن تلك الكمية من ما سماه "الليبيدو" تبقی لدی الشخص الآخر. حينها، يشعر الشخص أنه فقد جزءا من ذاته ويشعر بالألم الشديد علی فقدانه. الميلانخوليا هي وضع مستمر ومؤلم، تصبح فيه خسارة شخص عزيز مماثلة لخسارة الذات. لا يدخل كل من يواجه الفقدان في حالة ميلانخوليا، ودخول الشخص في هذه الحالة قد يعبر عن صراعات نفسية قديمة لدی الشخص، مما يستوجب العلاج النفسي.
بسمة
متخصصة في علم النفس العلاجي
#بسمة_متخصصة_علم_نفس_علاجي
#الصحة_النفسية
نشر في 23 نيسان 2015