1120 مشاهدة
0
0
معلومات وتساؤلات في علم الفلك، لا ينبغي أن تندهش عندما تعلم أن كوكبنا ومعه غلافه الجوي وكل شيء عليه يدورون باستمرار، لكن لماذا لا نشعر بهذا الدوران؟
لا ينبغي أن تندهش عندما تعلم أن كوكبنا ومعه غلافه الجوي وكل شيء عليه يدورون باستمرار. فعند خط الاستواء تبلغ سرعة الدوران حوالي 1،675 كم في الساعة ، وهذا يعني أنه و في هذه اللحظة بالذات أنت تسافر في مكانك بسرعة 465 متر في الثانية ، أو أقل بقليل إذا كنت تقترب من القطبين.لكن لماذا لا نشعر بهذا الدوران ؟
تكمن الإجابة في طبيعة حركة الأرض ، فلنفترض أنك الآن على متن طائرة تطير بسلاسة و بسرعة ثابتة وارتفاع ثابت و قمت بإزالة حزام الأمان الخاص بك لتذهب في نزهة في الممر فهل ستشعر بحركة الطائرة ؟ بالطبع لا
السبب بسيط: أنت ، الطائرة ، وكل شيء آخر داخلها تسافرون بنفس السرعة ومن أجل إدراك حركة الطائرة ، عليك إلقاء نظرة على السحب في الخارج.
إنه نفس الشيء مع دوران الأرض فمثلما لا نشعر بالحركة الثابتة للطائرة فإن حركة و دوران الأرض تكون غير محسوسة أيضاً .
يكمل كوكبنا دورة كاملة حول محوره كل 23 ساعة و 56 دقيقة أو ما يُعرف باسم اليوم الفلكي ويدور بدون توقف بمعدل ثابت تقريباً ، و إحدى طرق الشعور بالحركة هي الشعور بالرياح على وجهك . ولكن تذكر فجو الأرض يسافر معنا بنفس السرعة أيضاَ .
إذا كانت الأرض ستغير سرعتها أو تتوقف عن الدوران فجأة فسنشعر بذلك بالتأكيد ، ولن يكون الأمر ممتعاً ، سيكون الأمر كما لو أنك في سيارة وضغطت على الفرامل لكن على نطاق كوكبي .
سيتسبب التوقف في تطاير كل ما هو غير ثابت بسرعة هائلة, ما سيؤدي إلى موت مليارات البشر في غضون ساعات قليلة حيث سيندفع الجسم البشري كالرصاصة إلى خارج الأرض ، في حين سيتحول تأثير الرياح على سطح الكوكب إلى ما يشبه تأثير انفجار القنبلة الذرية، وسيتسبب هذا في حدوث سلسلة من الكوارث لم يسبق لها مثيل تشمل العالم بأسره.
في نفس الوقت سيزول المجال المغناطيسي الحامي للأرض أيضاً و الذي نشأ في الأساس لكون اللب الداخلي للأرض يدور بسرعة أكبر قليلاً من دوران اللب الخارجي أي أن هناك دورتان مختلفتان داخل نفس الكوكب وتوقف الأرض عن الدوران يعني توقف الآلية المسببة لنشوء المجال المغناطيسي وبالتالي تعريض أجساد الباقين على قيد الحياة إلى جرعات هائلة قاتلة من الإشعاعات الأيونية والرياح الشمسية المؤذية .
لماذا تدور الأرض باستمرار؟
ببساطة لأنه لا يوجد شيء يوقفها . فعندما تشكل نظامنا الشمسي من سحابة الغبار المنهارة قبل حوالي 5 مليارات سنة كانت هناك إنفجارات و اصطدامات ونتيجة لتلك الاصطدامات اكتسب كوكب الأرض هذا الدوران ، و لا تزال الشمس وكل الكواكب المجاورة وأقمارها وكل شيء آخر مبعثر في نظامنا يدور حتى الآن .
و لإيقاف حركة الأرض حول نفسها سيتعين تدخل قوة خارجية غير متوازنة أو بعبارة بسيطة ، سيتعين حدوث رقصة بين كوكب الأرض وجرم آخر بحيث يتصادم معه و يرمي هذا الدوران إلى حالة من الفوضى أو تجعله يتوقف .
الآن كما ذكرت سابقاً ، يحدث دوران كوكبنا بمعدل ثابت تقريباً ، لكن إذا أردنا أن نكون دقيقين فإن الأرض تتباطأ بشكل طفيف للغاية بفضل القمر الذي يساهم نوعاً مع قوة الجاذبية في إبطاءها.
ونتيجة لذلك ، نحتاج في بعض الأحيان إلى إضافة ثانية واحدة إلى ساعاتنا كما فعلنا عام 2016 ، لأن دوران الأرض يتباطأ بمعدل 2000 من الثانية كل يوم .
ولأن هذا التغير في السرعة صغير للغاية بالنسبة لنا ، فإنه لا يزال يبدو وكأن الأرض تدور بمعدل ثابت ،وبعبارة أخرى يبدو الأمر وكأن لا شيء يحدث على الإطلاق ..!
تقديم : ياسر حماد
نشر في 01 تشرين الأول 2018