هناك براهينُ لا تستلزمُ كثيراً من المعرفة الفيزيائيّة لتوضيحها يمكنك إرسال صاروخ إلى ارتفاعٍ عالٍ والتقاط صور للأرض، وهي إثبات قطعي بأن الأرض كروية ولكن هذا لا يكفي
بعض البراهين البسيطة التي تثبت كروية الأرض:
هذه البراهينُ لا تستلزمُ كثيراً من المعرفة الفيزيائيّة لتوضيحها.
يمكنك إرسال صاروخ إلى ارتفاعٍ عالٍ والتقاط صور للأرض، ( والتي قامت بها وكالات حكومية ومجموعات خاصة آلاف المرات في الماضي)، لكنّ ذلك ليس الطريقة العلميّة الأمثل. الصّور والفيديوهات التي التُقِطَت من خلال أقمار صناعيّة ومحطّات فضائيّة، هي بالتأكيد إثباتٌ قطعيٌّ بأنّ الأرضَ كرويّة الشّكل.
لكن إن لم تكن مقتنعاً، تابع القراءة...
راقب باستخدام المنظار انحسارَ السّفن ببطءٍ، أسفلَ الأفقِ، بعيداً في المحيط. ثم شاهد السّفن وهي تعود. إنّها بالطّبع لم تسقط من على حافّة الأرض! بإمكانك أيضاً أن تبحرَ أو تحلّق حولَ العالم لتتأكد.
اكتشف اليونانيّون بأنّ الأرضَ كرويّةً عن طريقِ مراقبةِ خسوفِ القمر،(عندما تحجب الأرضُ الشمسَ عن القمر ملقيةً بظلها المدوّر على وجهه).
إضافة لذلك، لنأخذ في الاعتبار توقيتَ المناطق الأربعٍ وعشرين ساعة، فعندما يكون الوقت ظهيرة في هاواي، يكون تقريباً منتصفَ اللَيل في الشّرق الأوسط وبالعكس. كيف يمكن للوقت أن يكون ظهراً ومنتصف ليل في آنٍ معاً؟ بالتأكيد هذا مستحيل مع أرضٍ مسطّحةٍ وشمسٍ أكبر بملايين المرّات.
الظلال والعِصِيّ:
إذا غرزتَ عصا في الأرض، فسوفَ ينتجُ عنها ظلٌّ يتحرّك بمرورِ الوقت، (كان هذا مبدأ ساعات الظل القديمة). ولو كان العالمُ مسطّحاً، لأصدرَ عصوانِ في مكانَين مختلفَين، الظلَّ نفسَه.
ولكنّ ذلك لا يحدث، لأنّ الأرضَ كرويّة، وليست مسطّحة.
لقد استعان العالم الإغريقي "إراتوستينس" ( 276-194 قبل الميلاد) بهذا المبدأ لحساب محيط الأرض بدقّةٍ تامّة. لرؤية هذا البرهان، أنصحك بمشاهدة فيديو عن إراتوستينس ومحيط الأرض -(( انحناءُ الأرض أمرٌ لذيذ))
الرؤية أبعد من الأعلى:
قف على هضبة مسطّحة، وانظر أمامَك باتّجاه الأفق. أجهد عينيك، ثمّ خذ منظارَك المفضّل وحدّق من خلالِه لأقصى قدرٍ ممكن
بعد ذلك، تسلّق أقرب شجرة –وكلّما ارتفعتَ كان أفضل- واحذر ألا تُسقِطَ المنظارَ وتكسرَ عدساته. انظر مجدّداً، بعينيك، ثمّ من خلال المنظار نحو الأفق.
كلّما كان ارتفاعك أعلى، كلّما استطعتَ النّظر أبعد.
نميل عادةً إلى ربط ذلك بعوائق الأرض، كالمنازل والأشجار التي تعيق نظرنا. فعندما نتسلق، سيصبح لدينا رؤية صافية. لكنّ ذلك ليس السّببَ الحقيقيّ، فحتى لو كان لديك منصّةٌ خاليةٌ من العوائقِ تحول بينك وبين الأفق، فإنّك سترى في الأعلى أكثر مما ستراه لو كنت على الأرض.
هذه الظاهرة تعود أيضاً لكرويّة الأرض، ولا يمكن أن تحدثَ لو كانت الأرض مسطّحة.
تأثير كوريوليس: (قوة القصور الذّاتيّ، نسبةً للعالِم الفرنسيّ غاسبار غوستاف دي كوريوليس)
يسبّب تأثير كوريوليس انحرافاً في مسارات الرّياح العالميّة، فدوران الأرض بعكس عقارب السّاعة، يحرف الرّياح إلى اليمين في نصف الكرة الشّماليّ، وإلى اليسار في نصف الكرة الجنوبيّ وهذا هو سبب تدفّقِ الرّياح حول أنظمةِ الضّغط - المنخفض والعالي- في اتّجاهات متعارضة في نصفَي الكرة الأرضيّة.
تأثير كوريوليس في الواقع:
مثالٌ آخر على تأثيرِ كوريوليس يمكن أن يلاحَظ بالنّظر إلى أرجوحة دوارة. فإذا كنتَ تقف في مركز الدوّران، ( والدوران يكون بعكس عقارب الساعة )، حاول أن ترمي كرة، ستبدو أنها تنحرف لليمين، في حين أنّها ستبدو لشخصٍ يراقب من الخارج أنها تمشي بخطٍّ مستقيم. وهذا مشابه لما يحدث في نصف الكرة الشمالي للأرض عندما تنحرف الرّياح إلى اليمين.
هذا الانحراف هو عاملٌ رئيسيٌّ في تفسيرِ سببِ تدفّقِ الرّياح بعكسِ عقاربِ السّاعة حول مناطق الضّغط المنخفض، ومع اتّجاه عقارب السّاعة حولَ مناطق الضّغط العالي في نصف الكرة الشّماليّ، والعكس بالعكس في نصفِ الكرة الجنوبيّ.
وبدون تأثير كوريوليس سيتدفّق الهواء ببساطة من مناطق الضّغط العالي إلى مناطقِ الضّغط المنخفض.