1315 مشاهدة
0
0
بعيداً عن الحقائق العلمية، سيظل القمر هو رفيق جلساتنا المسائية، وأغانينا، وربما أسرارنا التي لا نبوح بها إلا للقمر الذي لا نرى منه إلا وجهاً واحداً، للبلايين القادمة من السنين على الأقل
116- القمر--------
أولا لماذا لكل الأقمار أسماء إلا قمرنا؟!
حسناً، لحسن الحظ هو لديه اسم: (Luna)، القمر "الطبيعي" الوحيد للأرض من بين الأقمار الاصطناعية العديدة التي تدور حولها بشكل مستمر، مع هذا فلا يمكننا إلا أن نرى وجهاً واحداً فقط للقمر من الأرض، ويعود هذا لتزامن دورانه مع دورانها، ولكن هذا لا يعني أبداً أن هنالك (جانباً مظلماً) للقمر، نعم فهذه خرافة؛ فكوننا لا يمكننا أن نرى إلا جانباً واحداً فقط من "لونا" لا يعني أن الجانب الآخر لا يتعرض لنفس كمية الضوء من الشمس.
فيما يتعلق بالقمر فهنالك خبران: أحدهما جيد والآخر سيء ...
بالنسبة للخبر السيء فهو أن القمر في ابتعاد مستمر عن الأرض، أما الخبر الجيد فهو أنه سوف يحتاج لبلايين السنين حتى يغيب عن ليالينا الصيفية وينفلت من الجاذبية الأرضية.
الخبر الجيد الآخر هو أن متبعي الحميات الغذائية لن يضطروا لاتباعها على القمر؛ وذلك يعود لكتلته الصغيرة جداً مقارنة بكتلة الأرض، وبالتالي جاذبيته القليلة جداً مقارنة بالجاذبية الأرضية ومنه أوزاناً أقل بالنتيجة.
أول محاولاتنا لاكتشاف القمر كانت عام (1959) من قبل (Luna 1) السوفييتية والتي لم تكن مأهولة بالبشر، تلتها أول رحلة مأهولة بالبشر وسفينة الفضاء الأمريكية (أبولو 11) ولكنها لم تكن الأخيرة طبعاً، كما أن نيل أرمسترونغ (Neil Armstrong) لم يكن الرجل الوحيد الذي يمشي على سطح القمر، فقد مشى على سطحه (12) رجلاً كان آخرهم في (أبولو 17) عام (1972) وإذا سار كل شيء وفق ما هو مخطط فسوف يسير على القمر أشخاص مجدداً عام (2019) في خطة من ناسا لوضع محطة دائمة على سطحه.
ولكن المخططات البشرية للقمر لم تكن دوماً بهذه البراءة، فقد خططت الولايات المتحدة الأمريكية لتفجير قنابل نووية على سطحه في الخمسينات في فترة الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي، في وقت كان السباق نحو الفضاء هو المسيطر!
بعيداً عن الحقائق العلمية، سيظل القمر هو رفيق جلساتنا المسائية، وأغانينا، وربما أسرارنا التي لا نبوح بها إلا للقمر الذي لا نرى منه إلا وجهاً واحداً، للبلايين القادمة من السنين على الأقل.
إعداد: أسماء دويري.
تدقيق لغوي: طارق القضماني.
#فيزيائي
#الفيزياء_للحميع
نشر في 20 شباط 2017