596 مشاهدة
0
0
متحدون في التنوع، هل سيستمر هذا الاتحاد؟ أم أنه سينهار بعد خروج الدولة صاحبة المركز المالي العالمي الأقوى من حيث حجم الخدمات المالية الهائلة التي تقدمها؟
"متحدون في التنوع"الشعار الذي تبناه الاتحاد الأوروبي عند تأسيسه عام 1957، فهل سيستمر هذا الاتحاد؟ أم أنه سينهار بعد خروج الدولة صاحبة المركز المالي العالمي الأقوى من حيث حجم الخدمات المالية الهائلة التي تقدمها؟
/بريطانيا العظمى تخرج من الاتحاد الأوروبي/
انضمت بريطانيا الى الاتحاد الأوروبي عام 1973، وبعد عامين أحالت المسألة إلى الاستفتاء فكان الجواب بنعم بنسبة 67%. وظلت بريطانيا تتميز بوضع خاص داخل الاتحاد، لها عملتها وقوانينها الخاصة، تميزها عن باقي الدول الأعضاء في الاتحاد.
الجمعة 24 حزيران، وبعد عضوية استمرت 43 عاما، انفصلت هذه الدولة عن الاتحاد الأوروبي، بعد استفتاء شعبي جرى حول بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي أو عدم بقائها.
فلماذا جرى هذا الاستفتاء؟
وعد رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" (زعيم حزب المحافظين)، في خطاب ألقاه في 23 كانون الثاني عام 2013، بتنظيم استفتاء إن أعيد انتخابه لرئاسة الوزراء مرة أخرى في الانتخابات التشريعية التي شهدتها بريطانيا في 2015. وكان هذا وعدا انتخابيا وفى به كاميرون.
ماهي أبرز الخلافات بين مؤيدي ومعارضي الخروج من الاتحاد؟
■ الهجرة:
يعتقد أنصار الخروج بضرورة استعادة السيطرة على حدود البلاد للحد من الهجرة من أجل خفض نفقات الرعاية الاجتماعية، وتنشيط الخدمات العامة، والاحتفاظ بالوظائف للبريطانيين. وشهدت البلاد في العام 2015 وصول 336 ألف شخص، بينهم 180 ألفا من الاتحاد الأوروبي.
أما معارضو الخروج فيقولون أن المهاجرين يساهمون أكثر في الضرائب من دون تكلفة خزينة الدولة، كونهم من الشبان.
■ النظم والقواعد المفروضة على دول الاتحاد:
حيث يقول أنصار الخروج أن بروكسل (عاصمة الاتحاد الأوروبي) تفرض الكثير من النظم والقواعد وهذا، يلقي بتكلفة إضافية على الاقتصاد. وتفيد دراسة أجراها مركز "أوبن يوروب" أن كلفة مئة من النظم والقواعد الأكثر تقييدا ترتفع إلى 33.3 مليار جنيه سنويا.
أما المعارضون، فيقولون بما أن الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الرئيسي لها، فينبغي على المملكة المتحدة أن تواصل احترام النظم الأوروبية.
■ السيادة:
يقول أنصار الخروج أن المملكة المتحدة ستحتفظ بنفوذها كونها قوة نووية ومن دول حلف شمال الأطلسي ومن القوى الكبرى في مجلس الأمن الدولي. فبعض مدراء الصناديق يقولون:
أوروبا تحولنا إلى مستعمرة، ونحن تعودنا على إمبراطورية.
إلا أن مؤيدي البقاء يعتبرون أن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيؤدي إلى فقدان نفوذ المملكة المتحدة في العالم، كما أنه سيزيد من احتمالات حدوث استفتاء جديد حول استقلال أسكتلندا، والتي تؤيد بشدة البقاء في الاتحاد الأوروبي.
■ إيجابيات وسلبيات الخروج
تتكلف بريطانيا 11% من ناتجها المحلي الإجمالي على شكل دفع عضوية، ورسوم للاستفادة من السوق الحرة المشاركة، وفوائد عضوية الاتحاد، وخروجها يعني أن تلك التكلفة يمكن استخدامها في الأبحاث العلمية والتطوير الصناعي.
أما فيما يخص سوق العمل: فعندما كانت بريطانيا داخل الاتحاد، كان هنالك سهولة أكبر في دخول الشركات، وتوفير فرص العمل. وبعد خروجها سيكون هنالك صعوبة في الدخول في شركات الاتحاد، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى زيادة البطالة.
الاتحاد الأوروبي هو الشريك الاقتصادي الأول للمملكة المتحدة،فحجم السوق الأوروبي كبير من أجل أن تبيع بريطانيا من صادراتها، حيث أن 45% من الصادرات البريطانية تذهب إلى الاتحاد الأوروبي. وبعد هذا الانفصال، ستجد بريطانيا صعوبة في إيجاد أسواق جديدة لتصريف إنتاجها بسهولة كما في السابق. فوفقا لحسابات المركز الأوروبي للإصلاح، فإن انضمام بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي أدى إلى زيادة صادراتها بنسبة 55%.
المملكة المتحدة ستفقد بعضا من الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي مصدرها بنسبة 48% من الاتحاد الأوروبي.
بعد خروج بريطانيا بساعات، هبطت الأسهم الأمريكية والأوروبية بشكل حاد، وتراجع الجنيه الإسترليني حوالي أكثر من 9% أمام الدولار، وأكثر من 7% أمام اليورو، وأكثر من 11% أمام الين الياباني. ناهيك عن الانهيار الذي حصل في بعض المؤسسات المالية، وهذا دليل على أن تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد شبيه بتأثير الأزمة المالية العالمية على العالم.
تعددت الآراء وتضاربت التحليلات، نظرا للتعقيد الاقتصادي والقانوني لهذه المسألة.
والسؤال:
ماذا بعد هذا الخروج؟
إعداد: أيسر رضوان
تدقيق: مناف جاسم
المصادر: France 24 - CNBC
نشر في 25 حزيران 2016
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع