816 مشاهدة
0
0
ما يميز اضطرابات الفزع هو النوبات المفاجئة والمتكررة من الخوف الشديد والتي تستمر لبضع دقائق بل أحياناً أطول من ذلك، وتُسمى هذه النوبات نوبات الفزع، ما هي أسبابها وما علاجها؟
إضطرابات الفزع: أسباب ومعالجات نوبات الفزع.ما يميز اضطرابات الفزع هو النوبات المفاجئة والمتكررة من الخوف الشديد والتي تستمر لبضع دقائق بل أحياناً أطول من ذلك، وتُسمى هذه النوبات نوبات الفزع. وتتميّز بالشعور المتزايد بالكارثة أو فقدان السيطرة حتى لو لم يكن هنالك تهديد مباشر.
في البداية يكون الأمر مرتبطاً بأحداث معينة مثل استخدام المصعد أو القيادة فوق جسر مما يؤدي إلى تجنّب التعرّض لأحداث كهذه بحسب جمعية علم النفس الأمريكية. مع تقدّم الحالة يبدأ الشخص بالخوف ليس من هذه الأحداث فحسْب، بل من إحتمالية حدوث نوبة الفزع أيضاً مما يؤدي به إلى الإنسحاب من النشاطات اليومية الإعتيادية.
هناك ارتباط بين نوبات الفزع والخوف من الأماكن المكشوفة. فالأشخاص الذين يعانون من الخوف من الأماكن المكشوفة يتجنّبون الأماكن العامّة مثل محطات النقل العامة أو المراكز التجارية حيث يشعرون بأنهم محاصرون بحسب الجمعية الامريكية للقلق والإكتئاب. تقريباً 1 من كل 3 اشخاص يعانون اضطرابات الفزع تتطور حالتهم للخوف من الأماكن المكشوفة.
بحسب الجمعية الأمريكية للقلق والإكتئاب فإن الأشخاص الذين يعانون من نوبات الفزع يخشون التعرّض لهذه الحالات ويتجنبون الأحداث والأماكن المرتبطة بنوبات فزع سابقة.
مع ازياد تكرار هذه النوبات، يصبح عالَم المُصاب أصغر فأصغر ويتمسّك بأماكن وطرق محددة تشعره بالآمان.
بحسب المعهد الوطني للسلامة العقلية فإن حوالي 6 مليون أمريكي يعانون بدرجات متفاوتة من اضطرابات الفزع، حيث تـُعدّ النساء أكثر عُرضة بحوالي الضعف لحالة الصحة الذهنية هذه. بالرغم من أنها قد تحدث في أي عمر إلّا أنها تحدُث غالباً خلال فترة المراهقة المتأخرة أو بداية البلوغ.
الأسباب:
بالرغم من ان الباحثين لم يحددوا سبباً معيناً لإضطرابات الفزع إلّا أن كثير من الأطباء يعتقدون أنه مزيج من عوامل بيئية وجينية بحسب المعهد الوطني للسلامة العقلية.
أثبتت دراسات -أُجريت على توأم- إمكانية وجود إرث جيني يُسبب هذه الإضطرابات، بحسب المعهد الوطني لعلم النفس. ومن الممكن أن تساهم التشوّهات الدماغية بحالات كهذه. وأظهرت دراسات بحثية أن المصابين بهذا النوع من الإضطرابات يعانون من تحفيزات شديدة تصيب اللوزة الدماغية المعنية بدورها بحالات الطوارئ.
ويذكر الدكتور "كريستوفر لا تورت لا ريتش" المدير الطبي في مركز لوسيدا للعلاج، بأن عدم التوازن في الناقلات العصبية يُعدّ سبباً آخر لهذه النوبات.
ويضيف التحالف الوطني للأمراض العقلية الإختلالات الكيميائية والهرمونية كسبب آخر يؤدي لإصابة بعض الأشخاص بهذه النوبات.
بالإضافة للعوامل البيولوجية، لا يزال الباحثون يختبرون الدور الذي تلعبه العوامل البيئية وعوامل الإجهاد. فحدث مُجهد مثل إنجاب طفل، طَلاق، حادث أو وفاة شخص عزيز يمكن أن تسبب هذا النوع من النوبات لشخص لم تظهر عليه أعراض الإضطرابات من قبل، بحسب المنظمة الأمريكية لعلم النفس. ولا يستطيع معظم من يعانون من هذه النوبات تحديد سبب حدوثها.
يقول الدكتور "كريستوفر " كثير من الأشخاص الذين أعالجهم عانوا من صدمات خلال طفولتهم مثل الإساءة أو الإهمال ومن المعروف عن هذه الأحداث بأنها تسبب تغييرات دائمة في الدماغ وتعرّض البالغين لإضطرابات القلق".
الأعراض:
الدكتور "مايكل بيرنباوم" - عضو مجلس إدارة المعهد الوطني للأمراض العقلية ومدير برنامج العلاج المبكر في نظام "نورث شور" الصحي - يعرّف اضطرابات الفزع على أنها حالات نفسية على شكل نوبات متكررة ومفاجئة من الفزع الشديد تستمر لبضع دقائق أو أكثر. وبحسب "مايو كلينيك" بالرغم من كون أن النوبات تستمر لمدة تقل عن 10 دقائق إلّا أن آثارها تستمر لمدة اطول.
يضيف الدكتور "بيرنباوم بأن" نوبات الفزع يمكن أن تحدُث في أي وقت، ويخشى كثير ممن يعانون اضطرابات الفزع من التعرّض لنوبة أخرى".
ومن خلال ملاحظته يُضيف، بأن كثير من المصابين يستخدمون جُمَل معينة لوصف ما يشعرون به "تبدو وكأنك فقدت السيطرة أو تعرّضت لنوبة قلبية".
وتتضمن الأعراض في العادة :
- تزايد في سرعة ضربات القلب
- صعوبة في التفس
- التعرّق
- الإرتعاش
- شعور المصاب أنه على وشك الموت
- الخوف من فقدان السيطرة أو الجنون
بعض العلامات الجسدية الأخرى، تشتمل على الدوار، فقدان الحسّ، وخز في اليدين أو باقي الأطراف، الشعور بالحرارة أو البرد وألم في المعدة.
بالرغم من قدرة البعض على تحديد أسباب إصابتهم بهذا النوع من النوبات، إلّا أنها تحدث فجأة وبحسب "مايو كلينيك" فإن أحد أهم أسباب هذه النوبات هو الخوف من التعرّض لنوبة أخرى.
علاقته بالإدمان:
يلجأ المصابون بالعادة إلى المخدّرات أو الكحول كوسيلة لتهدئة خوفهم من نوبة محتملة. ووجدت دراسة نُشرت في دورية بحث السلوك والمعالجة بأنه 10 - 20% من المصابين بإضطرابات الفزع يتعاطون المخدرات وأنه من 10% - 40% مدمنون على الكحول.
ما يزيد الطين بلّة هو أن الحكول والمخدرات تعدّ أحد أسباب هذه النوبات. يبدأ تعاطي الحكول بالعادة قبل أو مع بداية ظهور أعراض الإضطراب، بحسب الجمعية الأمريكية للقلق والإكتئاب. يلجأ كثير من المصابين إلى الكحول للتخلّص من التوتّر بعد نوبة الفزع.
العلاج:
في الوقت الذي يعاني فيه بعض المصابين من مسببات محدودة للنوبات مما يسهّل عليهم تجنبها، يمكن لهذه النوبات، بالتحديد التي تصيب الجسد كاملاً، أن تؤدي إلى الإعاقة إذا تعرّض لها المُصاب بشكل متكرر، بحسب الجمعية الأمريكية للقلق والإكتئاب. شأنها شأن الكثير من مشاكل السلامة العقلية، يتمّ علاج إضطرابات الفزع بطريقة نفسية أو عن طريق العقاقير أو الإثنين معاً. ويعتمد نوع العلاج على شدّة الحالة وإستجابة المصاب للعلاج بحسب المعهد الوطني للسلامة العقلية.
يقول الدكتو "مايكل " إن أفضل طريقة لعلاج نوبات الفزع تكون بمزيجٍ من العقاقير والعلاج النفسي".
يساعدنا العلاج السلوكي المعرفي على تعلّم طرق مختلفة للتفكير والتصرف والإستجابة لحالات كهذه مما يجعلنا نشعر بقلق وخوف أقل. ويُضيف الدكتور "كريستوفر" في هذا الصدد بأن العلاج السلوكي المعرفي مُستخدَم بكثرة ويساعد على تغيير طرق تفكير مدمّرة. ويتم اللجوء أيضاً إلى تقنيات الإسترخاء في الحالات التي تستدعي ذلك".
وبالنسبة للعقاقير، يتمّ وصف مضادّات القلق والإكتئاب في العادة كعلاج لإضطرابات القلق. وتُستخدم عقار beta blockers -حاصرات المُستقبِل بيتا- في العادة لعلاج الأعراض الجسدية. كالنبض السريع وآلام الصّدر والتي تصاحب إضطرابات الفزع في العادة. ويضيف الدكتور مايكل: "تـُساعد العقاقير على التقليل من القلق ومن شدّة وتكرار النوبات أيضاً".
تستطيع الـ beta blockers أيضاً التحكم في الدُوار، سرعة ضربات القلب والتعرّق الشديد الذي ينتُج عن نوبات الفزع بحسب الجمعية الأمريكية للسلامة العقلية.
ترجمة: Amer Manasra
تدقيق: Islam I. Omari
المصدر: livescience.com
رابط المقال بالانجليزية: http://goo.gl/kqpkVM
نشر في 11 أيلول 2014