836 مشاهدة
0
0
ماذا لو أن كل قلة أدب في هذا العالم تسير على هذا النحو المؤدب ؟! كم كانت الحياة لتكون جميلة على ظهر هذا الكوكب
قلَّة أدب بأدب !قرأتُ البارحة خبراً طريفاً يقول :
دخل لصٌّ إلى أحد المتاجر فجراً، وقال للموظف الجالس عند صندوق المحاسبة بكل أدب : جئتُ هنا لتخويفك وسرقة هذا المتجر، هل تسمح أن تتعاون معي لأقوم بذلك ؟
رفض الموظف التعاون مع اللص ...
فما كان من اللص إلا أن خرج من المتجر وذهب لأقرب مركز شرطة وسلّم نفسه !
بالمناسبة : هذه القصة حقيقية وقعت قبل أسبوعين في محافظة فوكوكا جنوب اليابان !
على الفور قلتُ في نفسي ماذا لو أن كل قلة أدب في هذا العالم تسير على هذا النحو المؤدب ؟! كم كانت الحياة لتكون جميلة على ظهر هذا الكوكب، ولتقريب هذه الفكرة تخيلوا معي
يذهبُ مريض فقير إلى إحدى المستشفيات يتلوى ألماً، فيقولون له : هل تسمح لنا من بعد إذنك طبعاً أن نتركك تتمرغ على البلاط لأنك لا تملك ثمن العلاج، وليس لديك تأمين يغطي نفقاته ؟!
فيقول لهم : كلا، لا أسمح لكم، أنا إنسان، ومن حقي الحصول على الاستشفاء والعلاج ولا علاقة لهذا بالمال الذي أملكه أو لا أملكه !
فيقولون : حسنا نحن آسفون، سنعالجك، وسنخبر وزارة الصحة عن قلة أدبنا معك أول الأمر !
تُقرر دولة عظمى أن تغزو دولة مغلوب على أمرها، فترسل لها رسالة مؤدبة تقول فيها :
عزيزتي الدولة الممرمطة الضعيفة هل تسمحين لي بغزوك لزيادة مرمطتك وضعفك نظرا لغناك بالمواد الأولية، وتمتعك بموقع جغرافي استراتيجي رائع ؟!
فتقول لها الدولة الضعيفة الممرمطة : كلا لا اسمح لك بهذا، عيب عليك أن تمارسي بلطجتك عليَّ، واجبك أن تساعديني لأستفيد من خيراتي وموقعي الجغرافي المميز لا أن تسلبيني إياهما
فتقول الدولة العظمى لها : حسناً أنا آسفة، كانت لحظة طيش، وغفوة ضمير، وأنا أختك الكبرى من الآن، وسوف أبلغ مجلس الأمن عن فكرتي المجنونة السابقة، كي يفرض عليَّ عقوبات حتى لا تسوّل لي نفسي مجدداً بالاعتداء على دولة مسكينة !
تنهضُ صباحاً وقبل أن تخرجَ من بيتك إلى عملك، تقولُ لك زوجتك : صباح الخير حبيبي، هل تسمح لي أن أنكد عليك قبل أن تخرج من البيت، فأجعل يومك زفتاً وطيناً
فتقول لها : لا يا حبيبتي، عندي اجتماع مهم اليوم واحتاج كامل تركيزي، أعتذر منك اليوم، ربما في الغد !
فتقول لك : آسفة يا عمري، لقد اقتنعتُ أن اليوم يمكن أن يمر دون تنكيد، لن أكرر طلبي هذا ، وقد أذهب إلى أمك وأطلب منها أن تسامحني على محاولة التنكيد على فلذة كبدها !
وعليه قيسوا كل ما تبقى من مجالات الحياة !
ستخلصون حتماً إلى ما خلصتُ أنا إليه :
ما أجمل أن تكون قلة الأدب بأدب !
أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية
18. 10. 2018
http://al-watan.com/Writer/id/11178
🌹
نشر في 18 تشرين الأول 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع