340 مشاهدة
0
0
ﻳﺘﻨﻔﺲُ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔٍ ﺟﺰﻳﺌﺎﺕ ﺍﻷﻛﺴﺠﻴﻦ O2، ﺇﻻ ﺃﻥَّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠُّﺰﻳﺌﺎﺕ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻌﺪﻭﻣﺔً ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﻜﻮﻧﻲّ ﺧﺎﺭﺝ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ، ما السبب؟
ﻟﻤﺎﺫﺍ تكاد ﺟﺰﻳﺌﺎﺕ ﺍﻷﻛﺴﺠﻴﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻌﺪﻭﻣﺔً ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ الخارجيّ؟======
ﻳﺘﻨﻔﺲُ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔٍ ﺟﺰﻳﺌﺎﺕ ﺍﻷﻛﺴﺠﻴﻦ O2، ﺇﻻ ﺃﻥَّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠُّﺰﻳﺌﺎﺕ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻌﺪﻭﻣﺔً ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﻜﻮﻧﻲّ ﺧﺎﺭﺝ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ.
ﻭﻗﺪ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴّﺔ "ﻧﺎﺳﺎ" ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1998 ﻗﻤﺮًﺍ ﺍﺻﻄﻨﺎﻋﻴًﺎ، ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔٍ ﻟﻠﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﺰﻳﺌﺎﺕ ﺍﻷﻛﺴﺠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳَﺠﺪ ﺷﻴﺌًﺎ ﻳُﺬﻛﺮ.
ﺍﻵﻥ ﻛﺸﻔﺖ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ سبب ندرة ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠُّﺰﻳﺌﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻫﺒﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ، ﻭﺗﺒﻴَّﻦ ﺃﻥَّ ﺍﻟﺴَّﺒﺐ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺃﻥَّ ﺫﺭﺍﺕ ﺍﻷﻛﺴﺠﻴﻦ ﺗﺘﺸﺒَّﺚ ﺑﺈﺣﻜﺎﻡٍ ﻓﻲ ﺫﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻲّ. ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻑ ﻳُﻠﻘﻲ ﻧﻈﺮﺓً ﺛﺎﻗﺒﺔً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈّﺮﻭﻑ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻨﺪ ﻧﺸﺄﺓ ﺍﻟﻨُّﺠﻮﻡ ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ.
ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻷﻛﺴﺠﻴﻦ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺜَّﺎﻟﺚ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺷﻴﻮﻋًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ، ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻬﻴﺪﺭﻭﺟﻴﻦ ﻭﺍﻟﻬﻴﻠﻴﻮﻡ، ﻭﺗﻮﻗَّﻊ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﻓﻲ ﺳﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲّ ﺃﻥْ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻷﻛﺴﺠﻴﻦ ﻫﻮ ﺛﺎﻟﺚ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺠُّﺰﻳﺌﺎﺕ ﺷﻴﻮﻋًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨّﺠﻮﻡ، ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻬﻴﺪﺭﻭﺟﻴﻦ ﺍﻟﺠُّﺰﻳﺌﻲ (H2) ﻭﺃﻭﻝ ﺃﻛﺴﻴﺪ ﺍﻟﻜﺮﺑﻮﻥ (CO) ، ﺇﻻ ﺃﻥَّ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﺗَّﻀﺢ أنّه معاكس لذلك. ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺍﻟﻔﻠﻜﻴّﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻷﻛﺴﺠﻴﻦ ﺍﻟﺠٌّﺰﻳﺌﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨّﺠﻮﻡ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻴﻦ ﻓﻘﻂ، ﻭﻫﻤﺎ ﺳﺪﻳﻢ ﺍﻟﺠَّﺒّﺎﺭ Orion Nebula ﻭﺳﺤﺎﺑﺔ Rho Ophiuchi. ﻭﺣﺘّﻰ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴَّﺔ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥَّ ﺍﻷﻛﺴﺠﻴﻦ ﺃﻧﺪﺭ ﺑﻜﺜﻴﺮٍ ﻣﻤﺎ ﺗﻮﻗﻌﺖ ﺍﻟﻨَّﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴَّﺎﺑﻘﺔ، ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ، ﺟﺰﻳﺌﺎﺕ ﺍﻟﻬﻴﺪﺭﻭﺟﻴﻦ ﻓﻲ "ﺳﺪﻳﻢ ﺍﻟﺠَّﺒّﺎﺭ" ﺗﻔﻮﻕ ﻋﺪﺩ ﺟﺰﻳﺌﺎﺕ ﺍﻷﻛﺴﺠﻴﻦ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻣﻠﻴﻮﻥٍ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﺣﺪ.
ﻭﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨُّﺪﺭﺓ ﺃﻭﺿﺢ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﻣﺆﺧﺮًﺍ ﺃﻥَّ ﺑﻌﺾ ﺫﺭّﺍﺕ ﺍﻷﻛﺴﺠﻴﻦ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺈﺣﻜﺎﻡٍ ﻣﻊ ﺟﺰﻳﺌﺎﺕ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻲّ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺠﺰﻳﺌﺎﺕ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﻭﺫﺭﺍﺕ ﺍﻟﻬﻴﺪﺭﻭﺟﻴﻦ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﺟﻠﻴﺪ ﺍﻟﻤﺎﺀ (H2O)، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺒﺢ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺟﺰﺀًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻳﻜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺬﻧَّﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻬﺪ ﺍﻟﻄّﺮﻳﻖ ﻟﺨﻠﻖ ﺷﻜﻞٍ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻄﺢ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﺮﺍﻡ ﺍﻟﺴَّﻤﺎﻭﻳﺔ. ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻄﻔﻮ ﺫﺭﺍﺕ ﺃﻛﺴﺠﻴﻦٍ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﻌﻴﺪًﺍ ﻋﻦ ﺣُﺒﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ، ﻭﺗﻨﺪﻣﺞ ﻣﻌًﺎ ﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻛﺴﺠﻴﻦ ﺍﻟﺠُّﺰﻳﺌﻲ، ﺇلّا ﺃﻥّ ﻫﺬﺍ ﻧﺎﺩﺭٌ ﺟﺪًﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ.
======
ﺗﺪﻗﻴﻖ: Jawad AboFakher
مراجعة: Manaf Jassem
تصميم: Mohamed Said Elshfaay
نشر في 23 أيّار 2017