1366 مشاهدة
0
0
حالات نادرة مثيرة للإهتمام لفهم كيفية عمل دوائر الدماغ و تعويض الأجزاء المفقودة قالها ماريو مانتو، الخبير في اضطرابات المخيخ من جامعة بروكسل الحرة في بلجيكا
وُجدت إمرأة بدون مُخيخ في دماغهااكتشف الأطبّاء هذا بطريقة أو بأخرى، إمرأة تعيش في الصين وصلت إلى سن الرابعة و العشرين وهي تفتقد إلى جزء كبير من دماغها. قالوا بأن هذا دليل على قدرة أدمغتنا على التكيّف بشكل لا يصدق.
عندما فحصت هذه المرأة نفسها في مستشفى جيش التحرير الشعبي العام في مقاطعة "شاندونغ" الصينية، ذكرت وجود أعراض دوخة وغثيان. وقالت إن مشيتها كانت مترنّحة معظم حياتها، وعلى عكس أغلب الناس، الذين يتعلّمون المشي وعمرهم صغير جداً، لقد تمكّنت من اتقان هذه المهارة في السابعة من عمرها. كما تمكنت من التحدث بشكل صحيح في السادسة من عمرها.
وفقا لـ "هيلين طومسون" في موقع (New Scientist)، بمجرد أن قام الأطباء بعمل فحص بالأشعة المقطعية -الذي يجمع المعلومات من عدة فحوص بالأشعة السينية لإنتاج صورة شاملة للأجزاء الموجودة داخل الدماغ- مصدر المشكلة أصبح واضحاً على الفور. مُخيخ المرأة كله مفقود، وفي مكانه لا يوجد شيء الا السائل النخاعي، وهو عبارة عن مادة خاصة تحمي الدماغ من الصدمات المدمّرة والمرض.
المخيخ يشكّل 10 في المئة من إجمالي حجم الدماغ، لكن يحتوي على ٥٠ بالمئة من خلاياه العصبية. إنه يقع أسفل نصفي كرة الدماغ، ويتكوّن من مزيج فريد من ثنيات أنسجة صغيرة على شكل عقد. إنه يلعب دوراً هاماً في السيطرة على الحركة والكلام، وهناك دليل على أنه يشارك في الوظائف الإدراكية مثل الإنتباه واللغة، وربما حتى في التخفيف من حدّة مشاعر الخوف والسرور.
في حين أن هذه المرأة ليست أول شخص يولد بدون مُخيخ، هي واحدة من تسعة أشخاص فقط، عرف عنهم بقائهم على قيد الحياة دون وجود مخيخ. "وصف تفصيلي لكيفية تأثير الاضطراب على شخص بالغ يكاد يكون معدوماً، يقول أطباء من المستشفى الصيني، لأن أغلب الأشخاص في مثل هذه الحالات يموتون في سن مبكّرة والمشكلة تُكتشف فقط عند تشريح الجثة" تقول طومسون في موقع (New Scientist).
حقيقة إن ما تتعرض له هذه المرأة هو ردود الفعل الطفيفة نسبياً فقط لهذا الجزء المفقود من دماغها يشير إلى مقدار مرونة وقابلية هذا الجهاز للتكيف، وربما سدّت قشرة دماغها الثغرات بالترتيب لكي تعمل.
"هذه الحالات النادرة مثيرة للإهتمام لفهم كيفية عمل دوائر الدماغ و تعويض الأجزاء المفقودة" يقول ماريو مانتو، الخبير في اضطرابات المخيخ من جامعة بروكسل الحرة في بلجيكا لموقع (New Scientist).
ترجمة : Omran Ganem
تدقيق : Islam I. Omari
المصدر : http://goo.gl/B8HNW9
نشر في 12 تشرين الأول 2014